من أجل الوحدة الديمقراطية للشعب الكردي وشعوب المنطقة، ووفاءً لدم الشهيد دنيز جودت، ولشهدائنا الأبرار في منبج وقامشلو وشنكال وعربت في السليمانية وغيرهم، لا بد من أن يكون لشعبنا وللأحرار موقف حاسم من الاحتلال التركي ومن خيانة وعمالة البرزانيين معها.
كما هي سنة ومصير كل ثورة ومجتمع وأمة تناضل ضد الاحتلال، ولأجل نيلها حقوقها المشروعة في إدارة وحماية نفسها ومواردها، والعيش بحرية وبخصوصيتها وثقافتها وبكرامتها، كذلك يخوض الشعب الكردي نضالاً طويلاً لأجل حريته وكرامته وهويته، بعد أن تم تقسيم جغرافية الوطن والمسكن الكردي التاريخي ميزوبوتاميا أو كردستان منذ ١٢ ألف سنة بين أربع دول، بهدف تحقيق أجندات ومشاريع الهيمنة الإقليمية والعالمية للنظام الرأسمالي العالمي. وعليه تعرض شعبنا الكردي وما زال لمحاولة تصفيته وإنهائه منذ تطبيق اتفاقية لوزان وإعطاء دور إبادة الكرد لدولة الاحتلال والإبادة (تركيا الفاشية).
ولأجل منع الشعب الكردي من أجل أن يكون له انطلاقة مجتمعية حقيقية ديمقراطية ولكي ظل منقسماً وضعيفاً، تم خلق واصطناع بعض الأدوات الوظيفية لخداع الشعب الكردي وتضليله ببعض الأشخاص والعائلات والشعارات البراقة الكاذبة القوموية العنصرية، فكان البارزانيين خونة الأمة الكردية والعملاء الذين وقع عليهم الاختيار ليكونوا خنجراً مسموماً في جسد الأمة الكردية في الأجزاء الأربعة من كردستان وليكونوا يد العدو الملوثة بدماء أبناء وبنات الشعب الكردي منذ وجودهم وحتى اليوم.
تعاون البرزاني مع نظامي الشاه وولاية الفقيه في استهداف الكرد الأحرار في شرق كردستان وإيران، فكان المتواطئ لإسقاط جمهورية كردستان في مهاباد، وقطع رؤوس المناضلين الكرد كسليمان المعيني ورفاقه، الذي سجنه البرزاني على أوامر من الشاه وقطع رأسه وسلم جثمانه لمخابرات الشاه، ولعل ما قام به البارزانيون من تصفية المقاومة الكردية الإيرانية ضد ولاية الفقيه، لم تقم به حتى الدولة الإيرانية ونظمها أنفسهم ضد الكرد، وحتى اليوم فالبارحة قام البارزانيون بإبعاد المعارضين الكرد الإيرانيين ونزع أسلحتهم، ونقلهم للداخل وما إلى ذلك من ممارسات التي طلبها الخامنئي وسابقاً الخميني.
وفي شمال كردستان وتركيا من تسبب في استشهاد أول شهيد وهو حقي قرار في حركة حزب العمال الكردستاني كانت منظمة كوك التابعة للبارزانيين والمخابرات التركية، وقتل البارزانيين لسعيد آلجي والدكتور شفان، وهم من رواد الحركة النضالية الكردية في تركيا وشمال كردستان، ما زالت من أكبر الخيانات، إضافة أن أول من وصف حزب العمال الكردستاني وهو أكبر حزب وهيكل تنظيمي كردي ديمقراطي مقاوم للاحتلال التركي بالإرهاب كان المنافقين البارزانيين، والسلسلة تطول فمجزرة هولير عام١٩٨٧ واستشهاد ٨٣ جريحاً من أبناء وبنات الشعب الكردي الذين كانوا يتعالجون في هولير، تمثل إحدى المجازر التي ارتكبها البارزانيين وفق الأوامر التركية، ومازالت الجثامين لم تسلم لأهالي.
ولكن من راقب احتضان البارزانيين الثلاث المسؤولين مسعود ونيجيرفان ومسرور قبل أيام، بحرارة ولهفة شديدة في هولير للمجرم هكان فيدان وزير خارجية دول الاحتلال ومستشار الاستخبارات التركية السابق، وهو قاتل أطفال و أبناء وبنات ونساء ورجال الكرد في شمال كردستان وغربها وجنوبها وشرقها، سيعرف مدى خيانة البارزانيين ووقاحتهم المفرطة في التفاخر بالتصوير واحتضان وتبويس قاتل الشعب الكردي. علاوة على السماح لتركيا بالسيطرة على الاقتصاد بشكل كامل في إقليم كردستان وهذه السيطرة والإفادة التركية من الموارد الكردية تتحول لمقذوفات وقنابل ونار تلقى على أبناء الشعب الكردي.
في غالبية الحروب، تسلم وتبادل الأطراف جنازات بعضها، ولكن البارزانيين تجاوزوا تركيا الفاشية وولاية الفقيه وحتى صدام، وكل المجرمين والسفاحين، فهم وعند قتلهم لأي كردي حر أو من الشعوب الأخرى يخفون جثمانه ولا يسلمونها، وهذه لوحده يتجاوز كل مفاهيم الخيانة والتواطؤ والحقد والنذالة عبر التاريخ، فقد قاموا عبر تاريخهم بالكثير من هذه الأفعال المشينة وأخرها كان قتلهم في منطقة خليفان بإقليم كردستان العراق مجموعة من قوات الكريلا(قوات الدفاع الشعبي) المقاومين والمدافعين عن كرامة وشرف الأمة الكردية ضد الاحتلال التركي، وحتى اليوم لم يسلموا الجثامين لذويهم رغم المطالبات المتعددة.
تواطئ البارزانيون مع داعش وتركيا، وهربت قواتهم من شنكال/ سنجار وسلموا بذلك أكثر من ٥٠٠٠ آلاف أمرأة لداعش، وعندما قام الإيزيديون بتشكيل قوات حماية شنكال وأسايش إيزيديخان ضمن المنظومة الأمنية العراقية لحماية ما تبقى من المجتمع الإيزيدي، يقوم البارزانيون بالهجوم المستمر على المجتمع الإيزيدي وقتل بعض من قادتهم وعناصرهم والسياسيين والمدنيين الإيزيديين وعدم السماح للإيزيدين بالعودة بالتعاون مع الاستخبارات التركية واستهدافهم بشتى الطرق، للعودة مجدداً للتحكم بالمجتمع الإيزيدي وإسقاط وتفكيك إرادة الإيزيدين وتمهيد الأرضية للاحتلال التركي لشنكال والموصل.
وفي الأحداث في سوريا، كان البارزانيين ومؤيديهم ضمن السياق والخطط التركية و بالجنب مع الإخوان المسلمين والمرتزقة وبقايا داعش والقاعدة، وعندما احتلت تركيا مدينة عفرين و سري كانيه(رأس العين) وكري سبي(تل أبيض)، كان ما يسمى المجلس الوطني الكردي(مجلس المرتزقة البرزانيين) يرحب ويهلهل وبل مشاركاً مع المحتل التركي، وحتى اليوم ومع كل ممارسات تركيا وقيامها بالتطهير العرقي والتغيير الديموغرافي بحق الكرد في عفرين، ظل البارزانيون ومرتزقتهم يرون أن تركيا ليست دولة احتلال بل أن الكرد السوريين الذين يديرون مناطقهم رغم كل التضحيات والشهداء والظروف الصعبة هم المحتلين والمستبدين، و بالمجمل يشكل البرزانيين في شمال سوريا والعراق شبكة من التابعين والمنظمين ضمن الاستخبارات التركية والمشرعنيين لكل احتلالاتها وأهدافها واستهدافها للكرد الأحرار والمدنيين الصامدين في كل المحافل الدولية.
ولو نظرنا للإعلام المحسوب على البارزانيين وخطابه الخائن سنجده المدار وفق الاتفاقات مع الاستخبارات التركية، وسنجد أن شرعنة جرائم تركيا واحتلالها وتشويه المقاومين للاحتلال التركي وشيطنتهم هو الهدف، لتمهيد الأرضية لاحتلال تركيا كل بقعة يتواجد فيها الكرد الأحرار، والكثير من حملات الحرب الخاصة تقوم به هذا الإعلام الذي ينطق بالكردية ولكن بعقل ومصلحة المحتل التركي.
منذ ثماني سنوات تخوض تركيا عمليات عسكرية وتستخدم فيها كل أنواع الأسلحة المحظورة والكيماوية والنووية التكتيكية في مناطق الدفاع المشروع، وتخوض قوات الكريلا مقاومة ملحمية أسطورية نادرة في التاريخ الكردي والبشري نظراً لفارق القوى، ولكن البارزانيين كل همهم وعملهم وعمالتهم وخيانتهم أنه يجب أن تنتصر تركيا في هذه المعارك وكل سلوكياتهم في هذا الاتجاه، وتقوم القوات التركية في الأماكن التي تشعر بالهزيمة بلبس لباس البارزانيين واستعمال البارزانيين أدوات ضغط وقتل وتغير للمعادلات العسكرية، ولولا تأني وصبر وحساسية الكريلا وقيادة النضال الكردي لكان الأمر له شأناً أخر.
يقوم البارزانيون بفتح الطرق لجيش الاحتلال التركي ومدهم بكل ما يلزمهم من اللوجستيات والمعلومات والأدوات، علاوة على قطع الأشجار والغابات مع المحتل، لمحاربة الشعب الكردي وقوات الكريلا واستهداف الوطنيين الكرد في إقليم كردستان، وفي السنتين الأخيرتين خاصة، تحولت هولير لمعسكر الخونة والعملاء ومرتزقة تركيا بالإضافة لوجود حوالي ١٠٠ قاعدة وموقع تركي في مناطق سيطرة البارزانيين، فكل من يقتل كردياً ووطنياً حراً يهرب لأربيل لحضن البارزانيين، والجدير بالملاحظة أن الكثير من قادة صدام حسين ومن قتل الكرد في زمانه من البعثيين الشوفينين، وأيضاً الكثير من أمراء الدواعش وقادتهم ومن يهرب من السلطات العراقية ومن القوى الوطنية الكردية ومن واجبه الوطني يجد مكانه في أربيل عند البرزانيين بكل رياحة وأمان.
وفي الحادثتين الأخيرتين في أربيل والسليمانية، وتجاوز دولة الاحتلال التركية للسيادة العراقية وقصف مطار عربت في السليمانية واستشهاد ثلاثة من قوات مكافحة الإرهاب الذي يكافحون داعش، وكذلك استشهاد ممثل المؤتمر الوطني الكردستاني في أربيل الشهيد دنيز جودت، وهو ممثل الوحدة الديمقراطية الكردية لشعبنا، وقبله بيومين استشهاد ثلاث أعضاء من قوات حماية شنكال وشهادة قادة وعناصر من قوات سوريا الديمقراطية، لهي دلالة واضحة على خيانة البارزانيين ووصولها لمستوى يتجاوز كل الخيانات والعمالات بالتعاون مع المحتل التركي لاستهداف من يحمي الشعب الكردي ومن حارب ويحارب داعش و قاوم وويقاوم الاحتلال التركي.
في كل مراحل التاريخ البشري، وعند كل الشعوب والأمم ليس للخيانة والعملاء أي مكان وموقع سوى محاسبتهم على أفعالهم، وكذلك البرزانيين ليس لهم مكان بين شعبنا الكردي وشعوب المنطقة، وهم وإن تسلطوا وتم فرضهم بدعم تركي وإسرائيلي ورأسمالي غربي لمراحل مؤقتة ومعينة وأدوار وظيفية، ولكنهم إلى الزوال والانتهاء والمحاسبة بلا شك، فكما لم يسقط الشعب الكردي ولم يفقد كرامته ومقاومته وذاته الحرة ورغبته في الوحدة والتعايش رغم كل المؤامرات والخيانات الماضية، فكذلك الآن سيكون لشعبنا موقف حاسم من البارزانيين الخونة مرتزقة الاحتلال التركي الذي يعيشون على دماء أبناء وبنات شعبنا الكردي، ونحن إذا نكتب لنشير ونفضح خيانة البرزانيين مع المحتلين، فهو لأجل وحدة الشعب الكردي وشعوب المنطقة، ونعتقد أنه من أجل وحدة الشعب الكردي وخلاصه وحريته ووفاءً لدماء الشهداء لا بد أن نقول الكلمة الحق بحق من يخون، وبل أن الصمت على الخيانة والعمالة هي خيانة وعمالة بحد ذاته، والتشهير بالخونة وفضحهم واجب وطني وثقافي وتنويري لكل الأحرار والمخلصين والأصدقاء، ولكي تعرف شعوب الشرق الأوسط ماهيتهم وأن البارزانيين لا يمثلون الشعب الكردي، بل يمثلون الاحتلال التركي وأدواته ورؤيته وما قلناه غيظ من فيض، ونقطة من بحر خيانة البارزانيين بحق الشعب الكردي وشعوب المنطقة.