كاجين أحمد ـ xeber24.net
قال المرصد السوري لحقوق الانسان، إن سلطة دمشق الانتقالية تسير على خطى الفار بشار الأسد وشبيحته في قتل المواطنين العزل، مؤكداً على وقوع شهيدين وعشرات الجرحى خلال ساعات من الاحتجاجات السلمية في وسط والساحل السوري على يد عناصر السلطة الانتقالية.
وقال المرصد في تقرير له اليوم الاحد، تحوّلت المظاهرات التي دعا إليها الشيخ غزال غزال في الساحل السوري والمناطق العلوية إلى واحدة من أعنف محطات القمع منذ سقوط النظام السابق، مخلفة شهيدين ونحو 50 إصابة، خلال بضع ساعات فقط.
في يومٍ بدأ بهتافات سلمية وانتهى بالرصاص والسواطير والمدرعات، وثق بصور وبأشرطة مصورة تأكد دون شك الجهة التي ارتكبت الانتهاكات.
البداية: مظاهرات سلمية تحت الحصار
عند ساعات الظهر، لبّى آلاف المحتجّين دعوة الشيخ غزال غزال وخرجوا في اللاذقية وطرطوس وبانياس وجبلة وحمص، رافعين شعار “بدنا فيدرالية”، وسط انتشار أمني كثيف، حواجز، تفتيش دقيق، ومحاولات واضحة لمنع الأهالي – لا سيما من الطائفة العلوية – من الوصول إلى ساحات التظاهر.
ورغم الطوق الأمني، شدّد المتظاهرون على سلمية الحراك وحقهم في التعبير، مقابل خروج مجموعات موالية للسلطة الانتقالية بحماية أمنية في مواقع مقابلة.
التحول الأول: اعتداءات وضرب ومنع التوثيق
بعد أقل من نصف ساعة، سُجّلت أولى الاعتداءات في بانياس ودوار الزراعة باللاذقية وجبلة وحمص، حيث تعرّض المتظاهرون للضرب على أيدي مؤيدين للسلطة وعناصر من الأمن العام ومجموعات تُعرف بـ”السلم الأهلي”.
منع التوثيق، الاعتداء الجسدي، شتائم طائفية، ومحاولات تفريق بالقوة شكّلت ملامح المرحلة الثانية من التصعيد.
رصاص.. دهس وأسلحة بيضاء
مع اتساع رقعة الاحتجاجات، انتقلت المواجهة إلى مستوى أخطر.
في دوار الأزهري باللاذقية أُطلق الرصاص لتفريق المتظاهرين، وسُجّلت محاولات دهس ورشق منازل بالحجارة.
أما في جبلة، فقد وقع المشهد الأكثر دموية حين هاجم مؤيدون للسلطة المتظاهرين بالسكاكين والسواطير عند متحلق دوار العمارة، ما أدى إلى إصابات خطيرة وحالات حرجة.
شهداء وجرحى بالعشرات
بحلول منتصف بعد الظهر، سقط شهيدين في اللاذقية متأثرين بإصابتهما جراء إطلاق النار، إضافة إلى 48 جريحا في اللاذقية وجبلة وطرطوس، بعضهم بحالة حرجة.
إضافة إلى مقتل عنصر بالأمن العام بحسب مصادر مقربة من السلطة الانتقالية.
واستُخدمت القنابل المسيلة للدموع في طرطوس، فيما استمر إطلاق النار والاعتداءات بالأسلحة البيضاء في أكثر من مدينة.
مدرعات ودبابات في الشوارع
مع تصاعد الغضب الشعبي، دفعت السلطات الانتقالية بتعزيزات ضخمة، شملت مدرعات ودبابات نزلت إلى شوارع اللاذقية ومناطق أخرى، في مشهد أعاد إلى الأذهان أساليب القمع القديمة.
كما استُخدمت خراطيم المياه في جبلة، ونُفّذت “اشتباكات وهمية” بذريعة ملاحقة “فلول النظام” لتبرير قمع المتظاهرين.
الخاتمة: مداهمات وملاحقات بعد تفريق المظاهرات
مع حلول المساء، لم يتوقف المشهد عند تفريق الاحتجاجات، بل انتقل إلى مداهمات واقتحامات للمنازل في أحياء اللاذقية، أبرزها الدعتور والأزهري، مع إطلاق نار في الهواء وبث الرعب بين المدنيين.
ووفق مصادر المرصد، جاءت هذه الحملة بعد مظاهرات اتسمت بالسلمية الكاملة، ما عزّز الاتهامات بعودة “الشبيحة الجدد” واستخدام أدوات قمع تشبه إلى حدٍّ بعيد ما كان سائدًا قبل عام 2011.
في أقل من يوم، انتقلت مطالب الفيدرالية ووقف الانتهاكات من ساحات الهتاف إلى ساحات الدم، وسط تصاعد احتقان غير مسبوق في مناطق الساحل السوري، وفتح باب واسع على أسئلة خطيرة حول مستقبل الحريات، والسلم الأهلي، ومسار السلطة الانتقالية نفسها.




