كاجين أحمد ـ xeber24.net
اغتالت الدولة التركية القيادي في قوات سوريا الديمقراطية ومنسقها مع قوات التحالف الدولي لمكافحة الارهاب وتنظيم داعش في شمال وشرق سوريا، “شبلي شبلي” الذي سميَّ أيضاً بـ “فرهاد ديريك” تيمناً بأشقائه الذين استشهدوا من قبل بعدوان تركي.
قصفت تركيا عبر طائرة مسيرة في صباح يوم أمس الجمعة، منزل القيادي “فرهاد ديريك” الكائن في حي سكني مزدحم بالمواطنين، ما أدى إلى استشهاده على الفور وإصابة طفل وإمرأة في الحي، في جريمة ترقى بكل المقاييس إلى جرائم الحرب في الوقت الذي يتحدث فيه أردوغان في كل دقيقة عن حقوق الانسان والقوانين الدولية لحماية هذه الحقوق في سياق حديثه عن حرب غزة.
ولتبرير هذا العدوان الذي يتكرر بشكل يومي بحق الأبرياء من النساء والأطفال والقادة العسكريين الذين ضحوا بالغالي والنفيس ضد الإرهاب، قالت الاستخبارات التركية أن القيادي “شبلي شبلي” كان مطلوباً لديها “بتهمة تنفيذ هجوم على مخفر حدودي” في ولاية شرناخ الكردية بتركيا.
وأضافت الاستخبارات التركية لـ “وكالة الأناضول”، اليوم السبت، بأنها حاولت اغتيال القيادي الكردي فرهاد ديريك العام الماضي لكنه نجى بعد إصابته بجروح، وبعد عودته من رحلة العلاج وصلتنا معلومات بمكان تواجده في مدينة ديريك/المالكية، حيث تم استهدافه مرة أخرى.
في فبراير/شباط من العام الماضي، ادعت الدولة التركية أن إحدى مخافرها الحدودية تعرضت إلى قصف صارخي كان مصدرها من الأراضي السورية، لتخلق لنفسها ذريعة بشن عدوان على مناطق الادارة الذاتية لا سيما تلك التي تتواجد فيها قواعد عسكرية أمريكية وأخرى تابعة للتحالف الدولي في أقصى شمال شرق البلاد.
وانهالت القذائف والصواريخ على رؤوس ساكني شمال شرق سوريا وأرضها من البر والجو بشكل عشوائي، استهدفت الحقول القرى الأحياء السكنية ومحطات الوقود والطاقة والحقول الزراعية في ريف مدينة ديريك وصولاً إلى مدينة قامشلو وأريافها.
في التوقيت نفسه انبرت عدة مواقع وقنوات وللاسف محسوية على أطراف سياسية كردية، وادعت في تقريرين كتابي ومصور، أن الهجوم الذي نفذ ضد المخفر التركي الحدودي كانت منطلقها الأراضي السورية وتحديدا من عين ديوار.
لم تكتفي هذه المواقع بذلك، بل زعمت في تقرير خاص أنها كشفت أسماء منفذي الهجوم ومن بينهم ذكرت اسم القيادي “فرهاد ديريك” مرفقة بصورة له، مضيفةً في ادعاءاتها أن هذه المجموعة استهدفت فيما بعد نقطة عسكرية أخرى للجيش التركي.
كل هذا في وقت لم يعرف أحد ما إن كان بالفعل قد تم استهداف مخفر حدودي ضمن الأراضي التركية أم لا، أو أنها مجرد سيناريو جديد من الاستخبارات التركية لتشن عدوانها على كرد سوريا وتهدم منازلها على رؤوس ساكنيها، كما المسرحية الدرامية التي قدمتها الـ “ميت التركي في تشرين الثاني/ نوفمبر من نفس العام، بعد فشلها بترويج هذه الدعاية في فبراير/شباط.
ويبقى السؤال هنا، كيف عرفت هذه المواقع التي تسمي نفسها بالكردية، أن الهجوم إن صح قد تم من الأراضي السورية وأسماء الأشحاص الذين نفذوها؟، ولما عرضت صور القيادي فرهاد ديريك؟ ومن الذي مدّ الاستخبارات التركية بالمعلومات الجديدة حول تواجد فرهاد في منزله بديريك بعد فشل محاولة اغتياله العام الماضي؟
لم أطرح هذا السؤال لأن هذه المواقع التي تناقلت الخبر عن بعض تابعة للمجلس الكردي ويتحكم بها أشخاص معينين؟ لكنه يبقى مجرد سؤال حول معرفة الأطراف التي تقوم بتسريب المعلومات إلى مركز استخباراتي يعمل بشكل متواصل لرسم الخطط في إبادة الشعب الكردي؟