آفرين علو ـ xeber24.net
استشهد الصحفي والكاتب والثائر والباحث عن الحقيقة، سيد إفران نتيجة صراعه مع مرض القلب، ووصفه الاتحاد بـ “ذاكرة الإعلام الحر خلال 30 عاماً”، وتوجه بهذه الرسالة: “إننا كأتباع للمحاربين الذين قاتلوا بقلمهم الحر، نتعهّد بتعزيز هذا النضال وإيصال هذه الحقيقة”.
أدلى اتحاد الإعلام الحر (YRA)، ببيان حول استشهاد الصحفي والكاتب والثائر والباحث عن الحقيقة، سيد إفران.
قرئ البيان أمام مركز محمد شيخو للثقافة والفن بمدينة قامشلو، من قبل الرئيس المشترك للاتحاد دليار جزيري، بحضور حشد من الصحفيين وممثلي المؤسسات، وسط رفعهم صور الشهيد سيد إفران.
“قال البيان: “لقد خسرنا دعامةً أخرى من دعامات الإعلام الحر في كردستان، فقد فقدنا في الـ 22 من أيلول الجاري، رفيقنا الصحفي والكاتب والثائر سيد إفران، الذي كان يعاني من مرضٍ في القلب ويتلقّى العلاج في المستشفى منذ فترةٍ طويلة.
مثّل رفيقنا ذاكرة الإعلام الحر خلال السنوات الثلاثين الماضية، وكان رحّالاً نشطاً لا يكل على هذا الطريق المشرّف والقيّم، وقد تغلّب بطموحه وتمسّكه بالنضال على جميع التحدّيات والمصاعب التي اعترضت طريقه في تنوير المجتمعات وتوعيتهم، واحتلّ بموقفه وتصرفاته وقلمه مكانةً لا مثيل لها في صفحات الإعلام الحر.
ويمكن القول إنّ رفيقنا سيد قد قضى حياته بأكملها في خدمة النضال وواقع الحرب والمقاومة في وطنه وتخطّى بمسيرته التي استمرّت ليلاً ونهاراً مراحل عديدة، ونقل حقيقة هذه الأرض وسلّط الضوء عليها.
وكان الرفيق سيد محارباً طليعيّاً في حركة التحرّر الكردستانيّة والإعلام الحر، وأوصل واقع المجتمع الكردي وحقيقته والنضال في سبيل الحريّة في جميع أنحاء كردستان إلى العالم أجمع.
وُلد سيد إفران، الاسم الحقيقي: سيد محمود إفران في ناحية هينه في آمد عام 1969، وترعرع في كنف أسرةٍ نشأت على إرث انتفاضة الشيخ سيد، وتعرّف على حركة النضال في سبيل الحريّة خلال سنوات شبابه ودراسته ثمّ التحق بصفوفها، كما تعرّف خلال دراسته في جامعة تشوكوروفا على غربت آلي أرسوز وهي إحدى رياديّات الإعلام الحر والثوري والتي كانت تدرس في الجامعة ذاتها، ومع تعرّفه عليها أصبح أحد طلابها وخاض تجربةً مهمّة.
وبهذه الإرادة وهذا الحماس، انضمّ الرفيق سيد إلى صفوف النضال في سبيل الحريّة في أرض الانتفاضة والمقاومة، آمد، عام 1990، وقد وضع تاريخ الوطن الأليم على عاتقه مسؤوليّةً كبيرة، فتصرّف على هذا الأساس وبدأ العمل الإعلامي في تركيا وباكور كردستان (شمال كردستان).
وخلال أصعب السنوات التي مرّت على باكور كردستان وعندما تزايدت الهجمات على الشعب الكردي وبينما كان يتم إحراق القرى وقتل الصحفيين في الشوارع ويتمّ اعتقال وقتل آلاف الشخصيات الرياديّة، واصل الرفيق سيد تأدية عمله مع رفاقه بدون تردّد وأوصلوا الحقيقة إلى العالم معاً، وتعرّض في هذا الدرب الصعب، للتوقيف والاعتقال مرّات عدّة.
وعندما تمّ تفجير مقر صحفية أوزغور أولكه في إسطنبول ومكاتبها في أنقرة وآمد في الـ 3 من كانون الأوّل عام 1994 في الليلة ذاتها، كان الرفيق سيد يعمل كمديرٍ للشؤون الخارجيّة في المقرّ الرئيس للصحيفة، وأُصيب في الهجوم مع 23 من رفاقه.
وفي الوقت الذي كان فيه الناس يخشون حتّى من قراءة الصحيفة، واصل هو تأدية عمله، وواجه الموت مرّات عدّة في سبيل عشقه للحقيقة والحرية، وفي ضوء واجبه في نقل واقع وطنه وإيصال حقيقته، توجّه بعد فترة إلى جبال كردستان ونقل حقيقة النضال في سبيل الحريّة بقلمه. وبحث في حياة ونضال الكريلا في الجبال الحرّة لسنوات ونقلها إلى الشعب الكردي والعالم، سائراً على خطا الشخصيات التي اقتدى بها غربت ألي أرسوز، وفي هذا السياق، كتب عشرات المقالات الأكاديميّة والتاريخيّة والأدبيّة وساهم بشكل مهم في أرشيف الإعلام الحر، ووثّق رحلته ومسيرته هذه في كتابٍ بعنوان “رحلة إلى شاطئ الحياة (Hayatın Kıyısına Yolculuk)”.
وزاول الرفيق سيد العمل الصحفي في العديد من الدول التي يعيش في الكرد أيضاً وليس فقط في كردستان وجبالها، فقد درس وبحث في وضع المجتمع الكردي في دول الاتحاد السوفييتي سابقاً وأرمينيا وروسيا وكذلك الشخصيات الشهيرة والبارزة، ولم يكتفِ بذلك أيضاً، فقد توجّه إلى كلّ مكان يشهد حركة ثوريّة في كردستان.
وتوجّه الرفيق سيد إلى روج آفا مع تصاعد موجة الثورة فيها في عام 2012، إذ عمل على إيصال حقيقة الثورة وتوثيقها من جهة، ولعب دوراً في بناء وتنظيم العمل الإعلامي فيها من جهةٍ أخرى. وتجوّل في جميع مناطق روج آفا من ديرك إلى عفرين، وتابع مسيرة الثورة ودرّب عشرات الطلاب، ما جعل منه دعامةً من دعامات ثورة روج آفا والإعلام الحر.
وكان الرفيق سيد يعاني من مشاكل صحيّة منذ عام 2020، فقد تعرّض لأزمتين قلبيتين دفعتاه إلى إجراء عدّة عملياتٍ جراحيّة، لكنّه واصل تأدية عمله بلا هوادة، ولم يفقد ذرّةً من شغفه ومعنوياته العالية رغم مشاكله الصحيّة.
وقد تفاقم مرضه مؤخراً، لذا كان يتلقّى العلاج في المستشفى منذ فترة، إلّا أنّ قلبه قد توقّف للأسف صبيحة الـ 22 من أيلول الجاري ورحل عنّا رغم جميع محاولات علاجه.
وأصبح الرفيق سيد إفران شعلةً تنير دربنا نحو الحقيقة والحريّة، مثله مثل باقي شهداء الإعلام الحر كالعم موسى، غربت ألي أرسوز، خليل داغ، نوجيان أرهان، دنيز فرات، دلشان إيبش وعشرات الشهداء غيرهم، وترك إرثاً عظيماً لاتباع طريق التنوير، ونحن كأتباع للمحاربين الذين قاتلوا بقلمهم الحر، نتعهّد بتعزيز هذا النضال وإيصال هذه الحقيقة، فمسيرتهم سترشدنا وتنمّي معرفتنا دائماً”.