لماذا قرر البرلمان التركي تأجيل مناقشة بروتوكول انضمام السويد إلى الناتو!؟

مشاركة

 

كاجين أحمد ـ xeber24.net

 

أعلن البرلمان التركي تأجيل مناقشة مشروع القانون الخاص بالموافقة على بروتوكول انضمام السويد إلى حلف الشمال الأطلسي “الناتو” خلال جلسته الذي انعقد يوم أمس الخميس.

 

وأوضح الاعلام الرسمي التركي، أن لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان اجتمعت برئاسة النائب عن حزب العدالة والتنمية (الحاكم) في أنقرة فؤاد أوقطاي، الخميس، لمناقشة مشروع القانون المتعلق ببروتوكول الانضمام.

 

وقررت اللجنة تأجيل مناقشة مشروع القانون بعد الموافقة على مقترح قدمه نواب حزب العدالة والتنمية في هذا الاتجاه، حيث نص المقترح على عدم الانتقال إلى بنود المشروع وإنهائه نظراً لعدم اتضاح الموضوع المطروح للنقاش وعدم نضوج المفاوضات بما فيه الكفاية.

 

وفي 23 أكتوبر/تشرين الأول الماضي وقع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بروتوكول انضمام السويد إلى حلف شمال الأطلسي، وقال قبل يومين أن بروتوكول الانضام يناقش في البرلمان التركي قبل الإعلان عن زيارة له إلى برلين للقاء مستشار ألمانيا أولاف شولتز.

 

وقال مراقبون أن أردوغان سيناقش مع المستشار الألماني مسألة شراء أنقرة لطائرات”يوروفايتر تايفون” القتالية المتعددة المهام، مشيرين إلى أن مسألة مناقشة بروتوكول انضمام السويد إلى الناتو قد يتوقف على قبول ألمانيا لصفقة شراء هذه الطائرات من عدمه.

 

المساومة على صفقة الطائرات

 

انتشرت تقارير عدة منذ مناورة تركيا على بروتوكول انضمام السويد إلى الناتو، تحدثت عن توقف موافقة أنقرة على قبول واشنطن بيع طائرات قتالية من طراز “إف 16” إلى تركيا مع قطع غيار لهذه الطائرات لتحديث اسطولها الجوي.

 

رغم أنكار أردوغان لما ورد في هذه التقارير، إلا انه افصح عن ذلك علانية في الشهر الماضي، عندما رفض الكونغرس الأمريكي الطلب التركي بتزويد أنقرة مقاتلات من طراز “إف 16″، وقال: بما أن هناك برلمان أمريكي يرفض طلبنا بخصوص الطائرات، نحن أيضا لدينا برلمان يرفض الموافقة على انضمام السويد إلى الناتو.

 

ويبدو أن أنقرة تحاول أن تكون مرنة لأبعد الحدود أمام الضغوطات الأمريكية حول الموافقة على عملية إكمال توسيع الناتو، فقد قررت استبدال طائرات “إف 16” بأخرى من طراز “يوروفايتر تايفون” القتالية وهذه الطائرات متعلقة بألمانيا وبريطانية واسبانيا.

 

وقال وزير الدفاع التركي يشار غولر، أمس الخميس: “نعمل من أجل يوروفايتر. نريد شراء يوروفايتر، إنها طائرة فعالة للغاية، وهذه الطائرات متعلقة ببريطانيا وألمانيا وإسبانيا”.

 

وأضاف أن بريطانيا وإسبانيا أبدتا موافقتهما لبيع تركيا هذه الطائرات “فيما تسعى هاتان الدولتان لإقناع ألمانيا”، مشيراً أن “بريطانيا وإسبانيا تقولان إنهما ستحلان هذا الأمر، وإذا ما تم ذلك فإننا نخطط لشراء 40 طائرة يوروفايتر”.

 

وقال المراقبون أن تركيا التي تحاول استغلال عملية توسيع حلف الناتو العسكري، لتعويض النقص في إسطولها الجوي، بعد أن رفض الكونغرس الأمريكي طلب وزارة خارجيتها بتزويد أنقرة بمقاتلات أمريكية، ترتفع الأصوات داخل البلاد بضرورة انسحاب تركيا من الناتو.

دعوات للانسحاب من الناتو

 

قال الحزب الشيوعي التركي” TKP” إن مناقشة البرلمان لمسألة تزسيع حلف الناتو والموافقة على عضوية السويد هو أمر مخزي، وعلى تركيا بدل من ذلك الانسحاب من هذا الحلف.

 

وجاء في بيان للحزب إنه لسوء الحظ، “تعرضت الجمعية الوطنية التركية الكبرى لنكسة خطيرة من خلال التصويت لصالح انضمام فنلندا دون تصويت واحد بـ (لا)”، مضيفا أنه بعد فنلندا، سيتسبب انضمام السويد إلى الحلف في استمرار الصراع والتوتر السياسي في المنطقة.

 

ووصف الحزب في بيانه، حلف “الناتو” بأنه “منظمة إرهابية”، أن هذا “يرجع إلى حقيقة أن القوى الإمبريالية الغربية، لا سيما الولايات المتحدة، تؤيد استمرار التوتر في هذه المنطقة”.

 

وتابع البيان، “منذ البداية، لم يجلب الحلف السلام لا لأعضائه، ولا لشعوب البلدان الأخرى. بل على العكس من ذلك، أطلق الحلف العنان للإرهاب والمذابح المنظمة في البلدان التي كانت أنشطته موجهة ضدها. وتدخل في الشؤون الداخلية لبلدان أخرى، ولم يسمح للعمال برفع أصواتهم، ولم يتردد في اتخاذ المبادرات الأكثر دموية، أو باستخدام تكتيكات مكافحة التمرد والاغتيالات والانقلابات”، وأشار البيان إلى أنه “يجب على العالم التخلص فورا من (الناتو)، والخطوة الأولى نحو ذلك هي انسحاب بلادنا والأعضاء الآخرين من الحلف”.

 

وذكر البيان في الختام، أنه يتعين على لجنة الشؤون الخارجية بالجمعية الوطنية الكبرى لتركيا ألا تضع على جدول أعمالها توسعة “الناتو”، بل تسعى لخروج تركيا من هذه المنظمة الدموية.

 

هذا وتترقب الأنظار نتائج لقاء شولتز وأردوغان اليوم الجمعة في برلين، وانعكاس ذلك على اتمام عملية انضمام السويد إلى حلف الناتو، في الوقت الذي تستعد فيه الجالية السورية لتنظيم وقفة احتجاجية تنديدا باستقبال المستشار الألماني لأردوغان بسبب ارتكابه جرائم حرب في بلادهم ولا يزال مستمراً بمواصلة عدوانه على مناطق عدة هناك.