ماهي الاسباب وراء عملية أنقرة ولماذا في هذا التوقيت؟

مشاركة

كاجين أحمد ـ xeber24.net

في الساعة الـ 9.30 من صباح يوم الأحد 1/10/2023، هز تفجير أحد بوابات مديرية الأمن العامة في العاصمة التركية أنقرة والتي تجاور مبنى البرلمان الذي كان يحتضن جلسة الافتتاحية لدورة برلمانية جديدة.

على عكس العمليات الأخرى التي كانت أنقرة تتهم حزب العمال الكردستاني بالوقوف ورائها، فقد أعلن الحزب مسؤوليته هذا الهجوم، الذي أصاب شرطيين بجروح طفيفة، بسبب التوقيت الذي اتخذه الحزب عن دراية تامة بحسب بيان له.

وقال الحزب في بيانه: يجب أن يعلم الجميع أنه إذا أراد أعضاء كتيبة الخالدين ذلك لكان بإمكانهم إجراء تغيير بسيط في وقت العملية كان من شأنه أن يؤدي إلى نتائج مختلفة تماماً، لكن مثل هذا الخيار تم عن معرفة، فقد ظلوا يعتمدون على الهدف الرئيسي المتمثل في إيصال الرسائل اللازمة إلى الأماكن المعنية وتنبيههم”.

رسائل العملية

أعلن الكردستاني عن أهداف هذه العملية والرسالة التي تحملها إلى البرلمان التركي الذي وصفه بمركز قرار التعذيب والمجازر ضد الشعب الكردي، والذي من المفترض أنه كان يحتضن أولى جلسات اقتتاح دورته الجديدة.

وكانت العملية بمثابة تحذير إلى السلطة الحاكمة في انقرة بوقف انتهاكاتها وعملياتها اللاانسانية ضد الشعب الكردي والممارسات اللامشروعة وتدمير طبيعة كردستان، وخفض تصعيد هجماتها المستمرة على الشعب الكردي في كل من سوريا والعراق وداخل تركيا نفسها.

وأكد الحزب في بيانه، “تم تنفيذ الفعالية التي نُفذت بهدف التحذير من المجازر والقمع الفاشي من خلال تجاهل القوانين الوطنية والدولية وانتهاك حقوق الإنسان والممارسات اللاإنسانية وسياسات العزلة المتبعة في جميع السجون في تركيا وكردستان، واستخدام الأسلحة الكيميائية ضد مقاتلينا الكريلا. وهي عملية مشروعة للدفاع المشروع ضد تدمير طبيعة كردستان والضغوط الفاشية على شعب كردستان وجميع الدوائر الديمقراطية. إذا استمر النظام الفاشي القاتل لحزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية في ارتكاب هذه الجرائم، فإن العمليات المشروعة للعدالة الثورية ستستمر أيضاً”.

كما أن الرسالة الثانية لهذه العملية هو اختيار نقطة الاستهداف ومكانه، حيث أن العملية استهدفت مقر رئيسي للأمن العام التابع لوزارة الداخلية في قلب العاصمة أنقرة، والتي قادت وتقود العشرات من العمليات العسكرية ضد الشعب الكردي داخل البلاد.

أي أن الهدف ومكانه اختير بعناية فائقة، لإيصال رسالة معينة إلى السلطة الحاكمة أن الحزب لا يزال في أوج قوته ويستطيع الوصول إلى أي مكان وفي أي زمان على عكس ادعاءات المسؤولين الأتراك حول قضاءهم على حزب العمال الكردستاني وأن هيكلية الحزب قد انهار بسبب عملياتهم العسكرية ضده في إقليم كردستان.

كما أن الرسالة الأخرى وراء هذه العملية، هو تفنيد اتهامات أنقرة لحزب العمال الكردستاني بالوقوف وراء العمليات العسكرية التي تتخذ طابع إرهابي والتي هي بالاساس من سيناريوهات ومخططات غرف الاستخبارات التركية، لا سيما التفجيرالأخير في شارع الاستقلال بمنطقة التقسيم في اسطنبول.

هذا ويبدو أن أنقرة لم تستجب لرسائل هذه العملية، وبدأت بتكثيف هجماتها المتصاعدة ضد الشعب الكردي في كل من سوريا والعراق والداخل التركي ففي أقل من ثلاثة أيام اعتقلت السلطات الأمنية التركية نحو 1000 شخص حتى الآن، كما أنها شنت هجمات جوية واسعة النطاق في مناطق متعددة بإقليم كردستان، إلى جانب هجمات واشستهدافات جوية في شمال شرق سوريا.

والجدير بالذكر أن وزير الخارجية التركي أعلن أن بلاده ستستهدف البنى التحتية والفوقية ومنشآت الطاقة في كل من شمال العراق وسوريا، في انتهاك واضح واستمرار لسياساتها بارتكاب جرائم حرب، دون اي اعتبار للقوانين الدولية و الامتثال لها.