آفرين علو ـ xeber24.net
تشهد مدينة حمص وسط سوريا تدهوراً أمنياً غير مسبوق، مع تصاعد حاد في وتيرة العنف والجرائم التي تطال بشكل مكثف الأحياء ذات الغالبية العلوية، في مشهد ينذر بانهيار كامل للأمن ويهدد النسيج الاجتماعي التاريخي للمدينة.
إحصاءات صادمةكشفت أحدث الإحصائيات عن وصول عدد ضحايا الجرائم في حمص منذ مطلع العام الجاري إلى 351 شخصاً، بينهم 324 رجلاً و18 سيدة و9 أطفال.
وسُجلت 224 حالة قتل ضد مجهولين، وفقاً لتقارير المرصد السوري لحقوق الإنسان.
استهداف ممنهج ومناطق منكشفةوأظهرت عمليات الرصد أن حوادث الخطف والقتل والعمليات الانتقامية تتركز بشكل ملحوظ في الأحياء العلوية، مثل “وادي الدهب، الزهراء، الأرمن، المهاجرين والنزهة”.
هذه المناطق التي كانت تضم أكثر من 400 ألف نسمة، تشهد الآن موجات نزوح جماعية بسبب انعدام الأمن.
جرائم بشعة وحياة متوقفةآخر الحوادث كانت مقتل الطالب حمزة الحسين (17 عاماً) من قرية دنحة، وإصابة شقيقه ووالده بجروح خطيرة. السكان يتحدثون عن “أحداث أمنية مروعة أصبحت جزءاً من الحياة اليومية”، حيث تتعرض المناطق للخطف والقتل وإطلاق النار العشوائي.
وفي تناقض صارخ، تعيش أحياء أخرى من المدينة حياة طبيعية مع إمكانية الخروج حتى ساعات متأخرة من الليل، بينما يضطر سكان الأحياء المتضررة إلى تقنين تحركاتهم والخوف من مغادرة منازلهم مع اقتراب المساء.
تحذيرات من انهيار كامليحذر ناشطون ومراقبون من أن استمرار هذا الواقع “يهدد بانهيار كامل للمدينة”، مشددين على ضرورة “فرض رقابة على انتشار السلاح غير المنضبط وإنهاء ظاهرة القتل ومنع أعمال الانتقام”، في وقت تواجه فيه المدينة أيضاً عمليات منهجية لتهجير السكان والاستيلاء على المنازل.