كاجين أحمد ـ xeber24.net
كان لزيارة عبد الحكيم بشار القيادي في المجلس الكردي وعضو المكتب السياسي لحزب الديمقراطي الكردستاني ـ سوريا، صدى بين الأوساط الكردية التي انقسمت مابين مؤيد وقسم آخر وهم جلهم معارض لهذه الزيارة التي اعتبروها محاولة لتبييض وجه المحتل للمنطقة الكردية وأدواته من المجموعات السورية التي تنكل بشكل يومي بالمواطنين الكرد وترتكب بحقهم جرائم وانتهاكات جسيمة.
بل ذهب البعض منهم إلى أبعد من ذلك وعدوا هذه الزيارة مخطط لها من قبل الاستخبارات التركية بهدف تهدأة النفوس في منطقة عفرين الملكومة بعدما تعرض أبناؤها إلى سلسلة جرائم ممنهجة من قبل الفصائل المنضوية تحت جناج الائتلاف السوري الموالي لتركيا، وما قطع الشك باليقين حول هذا الرأي هو البيان الصادر عن إعلام المجلس الكردي في مدينة عفرين.
وذكر ذلك البيان الذي روج له بشكل واسع المواقع الاعلامية التابعة للمجلس الكردي، أن بشار زار عفرين يومي الاثنين والثلاثاء 14و15 من الشهر الجاري، واجرى سلسلة لقاءات مع ممثليات المجلس وحزبه في مدينة عفرين ونواحيها كما التقى مع عدد من أبناء المنطقة وذلك على النحو التالي.
حيث انه التقى في اليوم الأول أي يوم الاثنين 14/8/2023 مع ممثلي المجلس والحزب في مدينة عفرين وجنديرس وراجو وبلبله وماباتا وباسوطة وناحية شيه/ شيخ الحديد، وبدأ بالتحدث إليم بإسهاب عن “الضرورة الاستراتيجية لوجود الكرد ضمن صفوف المعارضة وتحديداً الائتلاف” حيث يعطي ذلك دور لهم في رسم مستقبل سوريا والقضية الكردي حسب ما جاء في البيان، كما شرح الانعكاسات السلبية لابتعاد الكرد عن المعارضة إضافة إلى جهود المجلس الكردي المبذولة ضمن الائتلاف لتسهيل عودة اهالي عفرين والتخفيف من معاناتهم وفق برنامج محدد من أبرز نقاطه حسب بشار، “ضبط الامن في المدن من خلال الشرطة المدنية، ووقف كافة التجاوزات الحاصلة بحق اهالي عفرين سواء على مستوى الافراد او الممتلكات ورفض قطع الشجر بشكل نهائي”.
لكن على بعد عدة أمتار من بشار وخطابه المجلجل مع أنصاره كانت خمسة عوائل كردية تتعرض للإهانة والضرب والتهديد بالقتل الجماعي على يد مسلحي جماعة العمشات شركائهم في الائتلاف، وتم طردهم من منازلهم وإسكان عوائل عربية فيها بدل عنهم، وذلك بموجب تقرير موثق وصادر عن منظمة حقوق الانسان الموالية للمجلس الكردي نفسه، والتي لم تستطع التغاضي عن هذا الحادث لفداحة أمره، فكيف ببشار تجاهل عن هذا الحدث الجلل وهو يجر على مقربة منه على بعد أمتار فقط وهو موجود في البلدة نفسها ويتحدث عن محاسن الائتلاف ومؤسساته الأمنية والعسكرية في ضمان الأمن والاستقرار للمواطنين الكرد الملكومين هناك.
كذلك ذكر بيان المجلس أن بشار زار عائلة بيشمركة التي قدمت أربعة شهداء ليلة نوروز 2023 و”تقديم واجب العزاء باسم المجلس لوطني وعرض خدمات المجلس للعائلة بغية ان ينال القتلة جزاءهم العادل وكذلك استعداد الائتلاف بتقديم كل الجهود الممكنه في هذا الصدد”، في حين نشر المنظمة المذكورة سابقاً والعديد من نشطاء أهالي عفرين تفاصيل زيارة بشار إلى عائلة بيشمركة والذي خلال تلك الزيارة أعلن عن عجزه وعجز مجلسه وحزبه من تقديم أي مساعدة بشأن مطالب العائلة المفجوعة.
واسترسل البيان في تفاصيل لقاءات بشار وزسارته الميمونة إلى عفرين ونواحيها وهو يتحدث إلى جموع الشعب الكردي بحسب وصف بيان المجلس الكردي عن برنامجهم في مساعدة أهل عفرين الذين يعانون من القليل من المشاكل الناجمة عن بعض التصرفات الفردية، في الوقت الذي كان رد تلك الجموع هو انتقاد المجلس وحزب الديمقراطي الكردستاني ـ سوريا في التأخر بزيارتهم وفتح مكاتبهم وممثلياتهم بالمنطقة.
وفي نهاية المطاف لم ينس المجلس الكردي أن يذكر مناقب المحتل التركي وأدواته من المؤسسات الخدمية والعسكرية والأمنية في صون الأمن والاستقرار والخدمات ذات الخمس نجوم في مدينة عفرين.
وكتب المجلس الكردي في هذا الصدد عبر بيانه ” فيما يتعلق بتوفر مستلزمات الحياة لوحظ توفر جميع المواد من خبز وبنزين ومازوت وغاز وباقي المواد حيث لا يوجد نهائيا اي نقص في هذه المواد بعكس باقي المناطق في سوريا وكذلك فان الكهرباء متوفر بشكل لمدة 24/24 ساعة ولم يكن هناك عمليات تقتين وقد بدأت في الاونة الاخيرة انقطاع الكهرباء ثلاث ساعات يوميا فقط”.
هذا وفي ختام البيان ذكر المجلس الكردي، أنه “جرى تبادل الاراء بين اهالي عفرين والدكتور حول الوضع العام في عفرين وكيفية معالجة المشاكل الموجودة من خلال الائتلاف والحكومة المؤقتة ومؤسساتها، واستعداد المجلس وممثليه وايضا الحكومة الموقتة والائتلاف بتلقي كافة الشكاوي الموثقة التي لم يتم علاجها وحلها وذلك بغية العمل على حلها”.
برأيكم ماذا كان الهدف من وراء زيارة عبد الحكيم بشار إلى عفرين، خاصة وأن الولايات المتحدة الأمريكية صنفت اثنين من أبرز الفصائل المسلحة الشريكة له في الائتلاف على قائمة العقوبات بسبب الجرائم والانتهاكات الجسيمة بحق أبناء المنطقة بعد يومين فقط من هذه الزيارة الميمونة؟