كاجين أحمد ـ xeber24.net
أحمد زهير خضور شاب يبلغ من العمر 23 عاماً من أهالي بلدة كرتو بريف طرطوس، عرف بين أبناء بلدته بأخلاقه العالية وشهامته، عاد من العراق حيث كان يعمل بعد وفاة والده بجلطة دماغية ليكون سندا لوالدته المريضة وشقيقه الأصغر.
قتل على يد عناصر الأمن العام التابع للسلطة الانتقالية، بسبب رفضه مطالب العناصر الأمنية بـ “العواء وشتم طائفته” كما يحدث في جميع المناطق التي يقطنها العلويين، ليتم تبرير قتله فيما بعد من قبل مديرية أمن طرطوس أنه كان “متورط في أعمال عدائية وتحريضية مرتبطة بمجموعات خارجة عن القانون.
كيف قتلوه!؟
أحمد خضور تحول إلى قضية رأي عام بسبب الطريقة الوحشية التي تم قتله فيها، ففي ليلة الأربعاء الماضية وعندما كان عائداً مع ثلاثة شبان آخرين بينهم شقيقه وابن عمته إلى البلدة، تم اعتقالهم على الحاجز الأمني في مفرق بلدة كرتو.
وحسب رواية أحد المعتقلين مع الشاب أحمد، أنه تم التعامل معهم بعنف كبير من خلال انزالهم من السيارة التي كانوا يقتادوها إلى جانب الشب والشتم وتوجيه الاهانات.
وبعد انزالهم وإركاعهم على الركب، طلب منهم “العواء” وسب ديانتهم وطائفتهم “العلوية”، الأمر الذي رفض أحمد تنفيذه وتعرض إلى ضرب مبرح بأخمص البنادق من قبل عناصر الأمن العام، تم كسر ضلوعه.
تم اقتياد الشبان الأربعة إلى مخفر الصفصافة، وهناك تدهورت حالة أحمد الذي كان يعاني من نزيف داخلي بسبب الضرب المعنف، ليتم نقله إلى المشفى حيث وافته المنية متاثراً بجراحه.
في الوقت الذي كان يتعرض فيه الشبان الثلاثة الآخرين إلى الضرب والاهانة، داهم عناصر الأمن العام منازل ذويهم ومصادرة أجهزة هواتفهم النقالة، وترهيبهم ليلتزموا الصمت، فيما رفض الأهالي ذلك وحشدوا أمام مخفر الصفصافة مطالبين بالافراج عن ابناءهم وتسليم جثمان أحمد لذويه.
رفضت العناصر الأمنية مطالب الأهالي، وحاولوا تمييع المسألة بأن هناك تحقيق روتيني يخضع له الموقوفين، إلا انه نتيجة الإصرار والجموع الحاشدة أضطر الامن العام الافراج عن الموقفين الثلاثة مغطين بأكياس من الثلج لإخفاء آثار التعذيب والضرب.
وتم أبلاغهم بأن جثمان أحمد سيتم دفنه ليلاً في بلدة الصفصافة من قبلهم وبصمت، الأمر الذي رفضه الأهالي، مطالبين بدفنه من قبل ذويه في مسقط راسه ببلدة كرتو.
وفي ظهيرة يوم الخميس، تم تشييع جثمان الشاب أحمد خضور في مسقط راسه ببلدة كرتو وسط حشد غفير من أهالي المنطقة، بعد أن تحول حادث مقتله إلى قضية رأي عام.
لجنة تحقيق أمنية
على شاكلة لجنة التحقيق وتقصي الحقائق التي شكلها الجولاني في مجازر العلويين بالساحل السوري، قالت مديرية الأمن بطرطوس، أنها شكلت لجنة للتحقيق في قضية مقتل أحمد خضور.
وذكرت المديرية في بيان اليوم السبت، أن الشاب أحمد خضور “كان متورطاً في أعمال عدائية وتحريضية مرتبطة بمجموعات خارجة عن القانون، وجرى إصدار مذكرة توقيف رسمية بحق خضور في الثالث والعشرين من الشهر الجاري، وقد كُلف أحد الحواجز الواقعة عند مفرق قرية كرتو بتنفيذ مهمة إلقاء القبض عليه”.
وزعم البيان الأمني، أنه “أبدى أحمد خضور مقاومة عنيفة أثناء محاولة توقيفه واعتقاله، ما أدى إلى حصول اشتباك جسدي بينه وبين عناصر الحاجز، أسفر عن إصابته إصابة بليغة تسببت في نزيف داخلي، الأمر الذي استدعى إسعافه إلى المستشفى، لكنه فارق الحياة لاحقاً”.
وأضاف، “تم تشكيل لجنة خاصة، والتواصل مع وجهاء وأهالي القرية في جلسة طارئة، حيث تم التأكيد على التزام الدولة بمحاسبة العناصر المتورطين، وإحالتهم إلى الجهات القضائية المختصة”.
وهكذا مرة أخرى تم إفلات المجرمين من العقاب كما حدث في آذار الماضي خلال المجازر التي ارتكبت بحق أبناء الساحل، وذلك من قبل لجان تحقيق شكلته المجرمين أنفسهم، ليضيع حق الضحايا من قبل السلطة الانتقالية التي تعهدت بتحقيق العدالة الانتقالية.