كاجين أحمد ـ xeber24.net
بعد فترة من الهدوء وانفراجة نسبية بين أنقرة وأثينا، عاد وزير الدفاع اليوناني نيكوس دندياس، إلى تفجير الوضع بتصريحاته الجديدة، والتي وصف فيها تركيا بدولة محتلة وطالبها بالخروج من شمال الجزيرة القبرصية.
تصريحات دندياس هذه هزّت عروش الحكم في تركيا، والتي بادرت على الفور إلى الرد واتهام الوزير بمحاولة زرع الفتنة بين الشعبين اليوناني والتركي حسب ادعاء وزارة الخارجية في أنقرة.
وقالت الخارجية التركية في بيان أمس الأربعاء: إن تصريحات دندياس كانت “منخفضة المستوى ومليئة بالأكاذيب والافتراءات التي تستهدف القبارصة الأتراك والجيش التركي”.
وادعى البيان، أن “الجيش التركي تحرك وفقا لحق بلاده الضامن والنابع من الاتفاقيات الدولية، وأنقذ الشعب القبرصي التركي الذي تعرض للانتهاكات وجميع أنواع القمع من قبل الجانب الرومي في الفترة 1963-1974، ومن محاولات الإبادة الجماعية”.
وزعمت الخارجية التركية، أنه “بفضل شجاعة وتواجد الجيش التركي، لم ترق دماء في قبرص منذ عام 1974، وتم القضاء على ضغط المجلس العسكري اليوناني على الشعب القبرصي الرومي، وعادت البلاد إلى الديمقراطية مع انهيار النظام العسكري في اليونان”.
وأضافت، أن “الجيش التركي في قبرص سيكون ضامنا للسلام مستقبلا كما كان اليوم وأمس”، مطالبا وزير الدفاع اليوناني “بالتوقف عن محاولة تقويض الموقف المشترك الذي طرحه زعيما البلدين حيث تسعى تركيا واليونان إلى تعزيز العلاقات من خلال نهج بناء”.
وختمت الوزارة التركية بيانها، إن “جهود ديندياس لتحقيق نجاح سياسي من خلال زرع الفتنة بين الشعبين التركي واليوناني لن تسفر عن أي نتائج”.
والاثنين، قال وزير الدفاع اليوناني في تصريحات بعد لقائه مع نظيره القبرصي فاسيليس بالماس في نيقوسيا، إن “انقلاب 1974 فتح الباب الخلفي أمام الدخيل الذي كان يتربص”، معتبرا أن “الغزو كان غير قانوني، ويتعارض تماما مع القانون الدولي”، في إشارة إلى السيطرة التركية.
وطالب وزير الدفاع اليوناني “بحل عادل وقابل للتطبيق للمشكلة القبرصية بما يتماشى مع قرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة”، مشيرا إلى أنه “من غير المقبول أن يتم تقسيم عاصمة أوروبية، عاصمة دولة عضو في الاتحاد الأوروبي، وعضو في الأمم المتحدة، لمدة نصف قرن”، حسب تعبيره.
هذا وشنت تركيا عملية عسكرية في القسم الشمالي من الجزيرة القبرصية، أدى إلى تقسيمها عام 1974، وذلك عقب توترات واشتباكات بين القبارصة اليونانيين والقبارصة الأتراك. وفشلت الجولات المتكررة من محادثات السلام التي تقودها الأمم المتحدة في التوصل إلى حل حتى الآن.