كاجين أحمد ـ xeber24.net
اعترف وزير خارجية النظام السوري، فيصل المقداد بشكل علني، تورط نظامهم وضلوعهم في إثارة الفتنة بمنطقة شرقي ديرالزور، ومحاولة تأليب العشائر العربية في المنطقة ضد قوات سوريا الديمقراطية “قسد”.
وقال المقداد خلال الندوة التي أقيمت في مكتبة الأسد الوطنية بدمشق حول التعاون بين بعثتي سوريا وروسيا لدى منظمة الأسلحة الكيميائية، اليوم الاثنين: “الاحتلال الأمريكي للشمال الشرقي من سورية ونهبه لثرواتها ودعمه للمجموعات الإرهابية الانفصالية سينتهي بفضل نضال شعبنا البطل في دير الزور والحسكة جنباً إلى جنب مع الجيش العربي السوري”.
حملة تعزيز الأمن
أعلنت قوات سوريا الديمقراطية الاسبوع الماضي عن إطلاق حملة عسكرية لتعزيز الأمن في ريف دير الزور، بناء على دعوات وجهها وجهاء وشيوخ عشائر المنطقة للقضاء على بقايا تنظيم داعش، وبعض العناصر الخارجين عن القانون وتجار المخدرات والسلاح.
وكشفت قسد بعد ذلك عن معلومات أمنية تفيد بتورط قائد مجلس دير الزور العسكري، أحمد الخبيل الملقب بأبو خولة بإثارة الفتنة في المنطقة من خلال التعاون مع المدعو نواف راغب البشير والميليشيات الإيرانية، بهدف تأليب أبناء العشائر ضد قسد، ما أدى إلى اعتقال المذكور في مدينة الحسكة مع بداية انطلاق الحملة الأمنية.
فيما بعد استغل النظام السوري والميليشيات الإيرانية الأحداث وحركوا خلاياهم في المنطقة لتشكيل مجموعات مسلحة ضد قوات سوريا الديمقراطية “قسد” التي انسحبت من بعض المناطق حقنا لدماء المدنيين، ولإعادة ترتيب صفوفها، وذلك بالتعاون مع بعض أزلامهم أمثال المدعو ابرهيم جدعان الهفل.
في هذا الصدد، قال المتحدث باسم اللواء الشمال الديمقراطي، أحد مكونات قوات “قسد”، محمود حبيب، لـ “خبر24”: “نعم رب ضارة نافعة فقد كشفت هذه الأزمة التي حدثت في منطقة شمال شرق سوريا عن الأطراف التي تسعى لتأجيج هذا الصراع ولتخريب الأمن والأمان القائمة في منطقة شمال وشرق سوريا، ويأتي في أولهم نظام دمشق”.
أدلة على تورط النظام
أوضح حبيب عبر تسجيلات صوتية لـ “خبر24″، أن “من الأدلة الثابتة على أن نظام دمشق كان له اليد الطولى في بث الفوضى بالمنطقة هو نقل الكثير من المقاتلين إن كان من الميليلشيات وإن كان من قوات النظام المرتزقة أو من أبناء العشائر إلى الضفة الآخرى بعد أن تم توريطهم وزجهم في هذه المعارك، إلى الضفة الشرقية من نهر الفرات عبر معبري البريد في ذيبان ومعبر الحوايج، وهذا الأمر لم يقتصر على نقل المقاتلين فقط بل وتزويدهم بالسلاح والذخيرة، وكذلك نقل المصابين إلى الضفة الأخرى، ونقل الحالات الخطرة إلى دمشق عبر المروحيات”.
وأضاف المتحدث العسكري، أن من الأهداف التي لا تخفيها حكومة دمشق رغبتها في إعادة السيطرة على مناطق شمال وشرق سوريا.
وأشار إلى، أن كل هذه الأسباب والأدلة أكدت لنا تورط حكومة دمشق في هذا الشأن، ليس فقط حكومة دمشق وإنما الميليشيات الإيرانية التي تريد أن تضرب السلم والأمن القائم في منطقة شمال وشرق سوريا بحجة محاربة القوات الأمريكية وكلها أهداف وأجندة تهدف إلى أطماع ومصالح تلك الأطراف في شمال وشرق سوريا.
حرص من العشائر العربية بالحفاظ على المكتسبات
القيادي في قوات قسد أكد على أن هناك حرص شديد من ابناء العشائر العربية في شرقي دير الزور بالحفاظ على المكتسبات التي حققتها قوات سوريا الديمقراطية بعد التخلص والقضاء من تنظيم داعش بفضل تضحيات أبطالهم ودماء الشهداء.
ولفت القيادي العسكري إلى التفاف أبناء العشائر في المنطقة خلاللا الأحداث الجارية حوب القيادة العسكرية والسياسية ضد مشروع النظام السوري والإيراني بالسيطرة على ريف دير الزور الشرقي.
في هذا السياق، ذكر القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية الجنرال مظلوم عبدي لقناة العربية الحدث، أنهم تواصلوا مع شيوخ العشائر بدير الزور أثناء الأزمة وكانوا يرغبون بحلها سلمياً، كما نوّه إلى أن العشائر العربية في مناطق الإدارة الذاتية لا ترغب بعودة “النظام السوري”.
وأشار الجنرال عبدي إلى، أن تركيا دفعت مجموعات مسلحة لمواجهة “قسد” في منبج، وأن “قوات النظام السوري” المتواجدة على أطراف منبج قد انسحب من تلك المناطق أثناء دفع تركيا لتلك المجموعات المسلحة.
مجريات الأحداث وتطوراتها
منذ ليلة أمس، دخلت قوات سوريا الديمقراطية إلى بلدة الشحيل، وطهرتها من أذناب النظام السوري والميليشيات الإيرانية، وطردت المسلحين من البلدة، للبدء بمرحلة جديدة من التقدم في المنطقة وتطهيرها من المسلحين والخارجين عن القانون، لوضع نهاية لحملة تعزيز الأمن بالاعلان عن تحقيق كامل أهدافها.
وحول تطورات الأحداث ميدانياً أوضح حبيب، أنه بعد تطهير بلدة الشحيل من الارهابيين والمسلحين والخارجين عن القانون وتجار المخدرات والسلاح والشراذم التي هربت باتجاه بلدة ذيبان، تقدمت قواتنا باتجاه هذه البلدة، وطوقتها ليل أمس.
وأضاف، منذ صباح اليوم يجري التحضير لتطهير هذه البلدة، هناك بعض العوائق التي تحول دون التقدم السريع، وأهمها هو أخذ السكان المدنيين رهائن وهذا ما يبطئ العملية قليلاً، ونحن في قوات سوريا الدمقراطية نحرص كثيراً على سلامة وأمان أهلنا في تلك المنطقة.
هذا وأكد المتحدث الرسمي باسم الواء الشمال الديمقراطي، الذي يشارك في عمليات التطهير بريف دير الزور، أن القضية سوف تنتهي بتطهير ذيبان من براثن هؤلاء وتقديم الخارجين عن القانون إلى المحاكم وستعود منطقة شرقي دير الزور إلى سابق عهدها وإلى الأمن والأمان من جديد.