ولات خليل – xeber24.net – وكالات
عمد أردوغان لاستخدام المراكز الدينية للتجسس ضد خصومه ومعارضيه في الكثير من الدول الأوروبية التي باتت اليوم قلقة من تنامي النفوذ التركي، ما استدعى تعاملاً مختلفاً من جانب هذه الدول.
وفي هذا الصدد فقد أطلقت السلطات الألمانية برنامجاً لإعداد كوادرَ دينية للاستعاضة عن توظيف الأئمة الأتراك في مساجدها، منعاً منها لترويج التطرف الديني ناهيك عن اتهاماتٍ وجِّهت لهم في فضائح التجسس على المعارضين السياسيين لأردوغان، بالإضافة إلى تقارير تحدثت عن تورط هؤلاء الأئمة في إرسال عناصر لأماكن الصراع في سوريا والعراق وليبيا ومناطق أخرى حول العالم.
وزارة الداخلية الألمانية قالت في بيان، إن برلين قررت إلغاء برنامج يتم بموجبه إرسال أئمة أتراك للمساجد في ألمانيا، موضحة أن هذه الخطوة ستعزز اندماج المسلمين في ألمانيا وتخفف من النفوذ الديني التركي الذي بات مثار مشاكل لألمانيا.
الحكومة الاتحادية أوضحت أن العشرات من الأئمة يلقون الخطب في دوائر تابعة لاتحاد الجمعيات الثقافية التركية في أوروبا ما يجعل الشأن الديني مرتهناً بأجندات خارجية أكثر من استجابته لحاجة المسلمين الألمان، وهو أمر يثير جدالات سياسية في البلاد، آخرها خطاب أحد أعضاء حركة طالبان الأفغانية في أحد مساجد مدينة كولونيا الشهر الماضي.
وكان مسؤولون ألمان قد أكدوا في أوقات سابقة بأن “شبكة أردوغان المتطرفة” تشكل تهديداً للأمن العام في ألمانيا ويجب تفكيكها بدلا من دعمها، في إشارة إلى تمويل مساجد يديرها الاتحاد الإسلامي التركي “ديتيب” بأموال دافعي الضرائب في بعض الولايات الألمانية.
اتهامات صريحة وجهت لتركيا سابقاً بتجنيد مئات الجواسيس تحت ستار الدين، بعد الكشف عن وثائق صادرة عن الهيئة الدينية التركية، موجهة إلى الروابط والجمعيات الدينية التركية في الخارج، تطلب منهم إعداد تقارير تفصيلية عن منظمات ومؤسسات تعليمية.
وبحسب مراقبين فإن عمل مركز الشؤون الدينية التركية في عهد أردوغان أصبح للتجسس على معارضيه ومن يعتبرهم أعداء له ليصبح أداة لتنفيذ مخططات وأجندات حزب العدالة والتنمية الحاكم الذي بات متهماً بالترويج واتباع أساليب قمع مختلفة، ما يشكل سبباً مهماً وأساسياً في إغلاق أبواب الاتحاد الأوروبي أمام تركيا.