من هي الخلية الميدانية للاستخبارات التركية التي ترصد قياديين ومسؤولين في إقليم شمال وشرق سوريا؟

مشاركة

كاجين أحمد ـ xeber24.net

تبنت الاستخبارات التركية اغتيال العديد من القيادات العسكرية والسياسية والادارية في إقليم شمال وشرق سوريا، في إطار هجماتها وعاراتها المسامرة منذ سنوات على المنطقة، خاصة بعد أن رفضت روسيا والولايات المتحدة أي توسع جديد واحتلال المزيد من الأراضي السورية.

وقال جهاز الاستخبارات التركية سواء في بيانات رسمية أو عبر تصريحات لوكالات أنباء رسمية في بلادها، أن عمليات الاغتيال هذه نفذت بعد أن حصلت على معلومات واسعة ودقيقة من متعاونين ميدانيين على الأراضي السورية وتحديداً في مناطق الإدارة الذاتية.

المتعاونين الميدانيين للاستخبارات التركية

رغم الكم الهائل من الأخبار الكاذبة والادعاءات التي تسوقها الاستخبارات التركية في هذا الميدان، والتي تندرج في إطار حربها الخاصة تخدم أجنداتها على مستوى السياستين الداخلية والخارجية، إلا أن اللافت في الأمر هو ذكرها لثلاثة عمليات اغتيال في اليومين الماضيين في مناطق إقليم شمال وشرق سوريا.

تبنت الاستخبارات التركية في منتصف الشهر الجاري اغتيال القيادي في قوات قسد “روني ولات/شيروان حسن” بعد استشهاده في ريف دير الزور بأسبوع، كما أنها أعلنت مسؤوليتها الخميس الماضي عن استشهاد النقيب في أسايش إقليم شمال وشرق سوريا أيمن جولي بعد ثلاثة أشهر من اغتياله، ويوم أمس تبنت عملية اغتيال شاب مدني “عمر عبدالله الدحام” في مدينة الطبقة في محافظة الرقة وقالت عنه أنه قيادي في حزب العمال الكردستاني وكان يحضر لعملية “إرهابية” ضد قواتها في سوريا.

وأكدت الاستخبارات التركية في خبر اغتيالاها للاشخاص الثلاثة، أنها نفذت عمليات الاغتيال هذه بعد أن حصلت على معلومات دقيقة عن تحراكاتهم وتحديد مواقعهم من قبل متعاونين ميدانيين.

تبنى تنظيم داعش اغتيال الشهيد روني ولات الذي استشهد في عملية إرهابية يوم الـ 5 من الشهر الجاري في ريف دير الزور بحسب بيان عن قيادة “قسد” بعد ساعات من عملية استشهاده، كما تبنى أيضاً اغتيال الشاب المدني عمر عبد الله دحام في الـ 5 من شهر آب الماضي لصلته بقوات سوريا الديمقراطية.

أما الشهيد أيمن جولي النقيب في قوى الأمن الداخلي فقد استشهد بغارة من الطيران التركي المسير يوم 17/9/2023، أستهدفت سيارته على الطريق الواصل بين مدينتي عامودا وقامشلو، وأوردت عملية اغتياله يوم أمس على أنه من الضحايا الذين تم قتلهم خلال العدوان التركي الأخير في الاسبوع الماضي على مدن وبلدات إقليم شمال وشرق سوريا.


احتمالين لا ثالث لهما

إن تبني الاستخبارات التركية لهذه لعمليات الاعتيال الثلاثة في هذا التوقيت يضعنا أمام أمرين اثنين لا ثالث لهما، وهي إما أن المتعاونين الميدانيين لجهاز الاستخبارات التركية على أراضي إقليم شمال وشرق سوريا، هم خلايا من تنظيم داعش، وهذا يعزز نظيرة الارتباط الوثيق بين هذا التنظيم الارهابي والدولة التركية، سيما وأنها أمنت لقيادته وعناصره الفارين من ملاحقة “قسد” ملاذات آمنة في مناطق احتلالها بالشمال السوري.

أو أنها تثبت إفلاس سياساتها في محاربة مشروع الكرد بشمال وشرق سوريا لحل الأزمة السورية، من خلال إعادة تبني اغتيال شخصيات بعد أشهر من استشهادهم “عملية استشهاد أيمن جولي” على أنهم من بنك أهداف عدوانها الأخير لتبرير هجماتها المستمرة على المنطقة، خاصة بعد الضغوط الغربية والأمريكية عليها.

سيما وإذا أدركنا أن الدولة التركية أعلنت عن عدوانها الأخير على إقليم شمال وشرق سوريا، كرد على مقتل 12 من جنودها في شمال العراق على يد مقاتلي حزب العمال الكردستاني، الأمر الذي رفضه القائد العام لقوات “قسد” الجنرال مظلوم عبدي وقال أنه لا علاقة لهم في قوات سوريا الديمقراطية بحزب العمال الكردستاني.

وربما الاحتمالين معاً، خاصة وأن تركيا في هذه الأيام بحاجة إلى أي حادث أو أمر لإشغال الرأي العام الداخلي عن خسائر جنوده في العمليات التي تشنها بجبال كردستاني في شمال العراق.