هذا أقصى ما قامت بها تركيا ضد إسرائيل

مشاركة

 

كاجين أحمد ـ xeber24.net

 

بعيداً عن تصريحات أردوغان ومسؤولي حكومته والتي صنفها المراقبون على أنها مجرد مفرقعات إعلامية للاستهلاك الداخلي، وتقوية نفوذه في السلطة والحصول على تأييد في العالم الاسلامي، لم تقدم الدولة التركية على أي خطوة عملية لنصرة القضية الفلسطينية وشعب غزة.

 

وأقصى الإجراءات العملية التي قامت بها أنقرة ضد إسرائيل، أنها قاطعت شرب النسكافيه والكوكا كولا داخل البرلمان، وإزلة هذين المشروبين من قوائم الطعام المقدمة لضيوفها، كونها من منتجات علامات تجارية داعمة لإسرائيل.

 

وفي هذا الصدد، قال رئيس البرلمان التركي نعمان قورتولموش، أمس الثلاثاء، إنه اعتباراً من يوم الاثنين، قرر البرلمان عدم استخدام أي من منتجات الشركات “الداعمة للعدوان الإسرائيلي”، مضيفاً أن البرلمان لن يشتري بعد اليوم منتجات تلك الشركات وسيقوم بإتلاف الموجود منها في حوزته.

 

تصريحات قورتولموش هذه والتي حظيّ بزخم كبير في الاعلام الرسمي التركي كإجراء ضد إسرائيل ونصرة لأهل غزة، أثارت سخرية الناشطين الذين قالوا: أن قورتولموش يقاطع منتجات شركة أمريكية وأخرى سويسرية في الوقت الذي تجهز حكومة بلاده سفناً محملة بآلاف الأطنان من الخضروات والنط لتصديرها إلى إسرائيل.

 

وأضاف النشطاء على حسابات عدة في مواقع التواصل الاجتماعي، أين طائراتكم المسيرة ومرتزقتكم الذين أرستلموهم إلى أوكرانيا وليبيا وكاراباخ وسوريا؟.. كنا ننتظر منكم شيء أكثر من هذه السخافات دعماً لغزة، أقلها امتناع إرسال الطماطم إلى إسرائيل.

 

وكان النائب عن حزب ديمقراطية الشعب، محمد رشدي ترياقي، قال قبل أيام قليلة في كلمته خلال جلسة مناقشات موازنة وزارة التجارة: “من ناحية تصف الحكومة إسرائيل بأنها ليست دولة بل تنظيم ومن ناحية أخرى يرتفع حجم التبادل التجاري معها بنحو 532 في المئة”.

 

وقبل أيام طالب العديد من مؤسسات الدولة الاسرائيلية مقاطعة البضائع التركية، خاصة الخضروات القادمة من هناك، والتوجه إلى دولة بديلة كاليونان وهولندا، رداً على تصريحات أردوغان الذي وصف إسرائيل أنها تتصرف كمنظمة وليس دولة.

 

ويبدو أن هذه الدعوات لاقت قبول كبير لدى تجار إسرائيل الذين قاطعوا المنتجات التركية وامتنعوا عن استيرادها، وهذا ما كشفه وزير التجارة التركي عمر بولات، يوم أمس الثلاثاء.

 

وقال بولات: انخفض التبادل التجاري بين بلاده وإسرائيل أكثر من 50 بالمئة منذ بدء الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة يوم 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، مضيفاً أن هذا التراجع “مرتبط بطلبات التجّار والمستهلكين”.

 

ويرى المراقبون أن تركيا لن تضحي بعلاقاتها مع إسرائيل، سيما وأنها استعادت زخم هذه العلاقات علناً قبل سنة، بل أن أنقرة قد تدخل في اتفاقات سرية مع تل أبيب وتخطط معها في الغرف المغلقة ضد الشعب الفسلطيني وتحقيق مخطط إفراغ غزة، معتبرين أن مثل هذه المخططات ليست بغريبة وبعيدة عن ذهنية أردوغان.