اتفاق مثير للجدل بين وزيري خارجية أنقرة و واشنطن والرئاسة التركية تنفي

مشاركة

 

كاجين أحمد ـ xeber24.net

 

 

أثار زيارة وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن قبل يومين إلى أنقرة جدل كبيرسواء من المراسيم الدبلوماسية المعتادة في مثل هذه الزيارات أو المظاهرات التي نظمها حزب العدالة والتنمية الحاكم تنديداً بهذه الزيارة علناً من جهة، وحفاوة الاستقبال من وراء الكواليس من جهة أخرى، أو تصرف أردوغان لدى وصول الوزير الأمريكي إلى بلاده.

 

وتبقى المسألة الأكثر جدلاً هي مغادرة بلينكن لمقر الخارجية الخارجية التركية بعد لقاء ساخن مع نظيره التركي في الغرف المغلقة لمدة ساعتين ونصف، دون الادلاء بأي بيان أو مؤتمر صحفي مشترك على عكس الأعراف السائدة في العلاقات والبروتوكولات الدبلوماسية.

 

جملة واحدة صرح بها بلينكن عقب اجتماعه مع فيدان قال فيها : “أجرينا محادثات مهمة فيما يتعلق بإخراج المدنيين من غزة”، أثارت ضجيج كبير في الإعلام، وفي الأوساط التركية، زاد فيها شكوك المعارضة التركية حول وجود اتفاقات سرية بين إدارة أردوغان من جهة وأمريكا وإسرائيل من جهة أخرى.

 

وتناولت وسائل الإعلام التركية هذه الزيارة على أنها جاءت متممة لإتفاق سابق بين أردوغان ونتنياهو حول تهجير مليون مواطن فلسطيني من غزة وتوطينهم في تركيا مقابل مبالغ مالية كبيرة.

 

كالمعتاد تصدت الرئاسة التركية لهذه الأخبار، عبر المركز الذي تسميه بـ “مكافحة التضليل الإعلامي”، ونفت ما تدوالته الصحافة التركية وإعلامها حول حدوث أي اتفاق بين فيدان وبلينكن في اللقاء الأخير.

 

وقالت الرئاسة التركية في بيان، أمس الثلاثاء: أن “ما تناقلته بعض حسابات وسائل التواصل الاجتماعي حول اتفاق وزير الخارجية التركي هاكان فيدان ونظيره الأمريكي أنتوني بلينكن، بشأن إخلاء سكان غزة وتوطينهم في تركيا، غير صحيح”.

 

وجاء في البيان: “”في اللقاء الذي جرى بين وزير الخارجية هاكان فيدان ونظيره الأمريكي أنتوني بلينكن، لم يتم طرح قضية إخراج المدنيين من غزة وتوطينهم في تركيا بأي شكل من الأشكال، ولم يتم أي اتفاق بشأن إخراج المدنيين”.

 

وأضافت، “مصادر دبلوماسية تركية وأمريكية أكدت أن فيدان وبلينكن ناقشا حماية المدنيين وضمان وصول المساعدات الإنسانية للمدنيين في غزة ومنع نزوح السكان الذين يعيشون في القطاع”، كما ادعت أن الوزير الأمريكي لم يدلي بأي تصريحات من هذا القبيل.

 

اليوم الذي قبله أصدرت الرئاسة التركية بياناً مشابهاً لهذا، لكنه تمحور حول الاتفاق الذي جرى بين أردوغان ونتنياهو والذي كشفه الاعلام التركي ومسؤولي المعارضة، وهو توطين مليون مواطن من سكان غزة في تركيا مقابل ملياري دولار، استناداً إلى تصريحات من قبل رئيس الوزراء الاسرائيلي.

 

لكن سقطات بعض المسؤولين في حكومة حزب العدالة والتنمية تكشف عن المخططات السرية التي تدار ما وراء الكواليس وفي الغرف المظلمة، منها على سبيل المثال ما صرح به رئيس هيئة الإغاثة الإنسانية وحقوق الإنسان والحريات في تركيا بولنت يلدريم خلال مشاركته بمظاهرة أمام قاعدة إنجرليك الأمريكية في ولاية أضنة يوم الأحد، حيث قال إنه “سيتم التوصل لاتفاق يتعلق بإخراج النساء والأطفال من قطاع غزة”.

 

أثارت هذه التصريحات شكوك كبيرة لدى الداخل التركي لا سيما المعارضة التي قالت: أن “حكومة حزب العدالة والتنمية تعتزم استقبال جزء من سكان غزة في تركيا بذريعة علاج المصابين ورعاية الأيتام، وذلك خدمة لخطة إسرائيل الهادفة لإخلاء غزة”.

 

وكانت تقارير سابقة أفادت عن نية أنقرة بنقل أعداد كبيرة من سكان غزة إلى مدينة عفرين الكردية شمال سوريا والتي احتلتها تركيا في عام 2018، سيما وأن حركة حماس كانت من أكبر الداعمين في إنشاء مستوطنات في هذه المدينة دعماً لمخططات أردوغان في تغيير ديمغرفيتها الكردية.

 

هذا ويرى المراقبون أن مثل هذا الاحتمال وارد جداً ويتطابق مع ذهنية حزب العدالة والتنمية وزعيمها أردوغان الذي يعتبر رجل إخوان المسلمين، خاصة وأن كان من بين هؤلاء الذين تقرر توطينهم هم من عوائل قادة حركة حماس “ذراع الاخوان في فلسطين” وأعضائها.