ماذا بعد خطاب أردوغان وهجومه على أوروبا وإسرائيل ولماذا صمت قادة الغرب!؟

مشاركة

كاجين أحمد ـ xeber24.net

السبت الماضي حشد أردوغان جمهور غفير في مطار أتاتورك باسطنبول وخطب فيهم مناصراً لحماس والقضية الفلسطينية، مسلطاً سيف لسانه على قادة الدول الأوروبية والولايات المتحدة وإسرائيل، رافضاً تصنيف حماس كتنظيم إرهابي، ومهدداً تل أبيب بإعلانها كـ “مجرمة حرب”.

قوبل تهديدات أردوغان بإجراءات إسرائيلية ورد من بعض مسؤوليه وصفوه بشخص مشمئز وداعم للإرهاب، ورجل إخوان المسلمين قدم الكثير من الدعم للتنظيمات المتطرفة وعلى رأسها داعش وحماس، في حين التزم قادة الغرب الصمت وعدم التعليق على تصريحات الرئيس التركي.

وحول ذلك قال الباحث السياسي التركي كريم هاس، لصحيفة “أرغومينتي إي فاكتي” الروسية أمس الاثنين: “هناك عدة أسباب وراء عدم رؤيتنا حتى الآن أي ردة فعل في الغرب. يدرك الغرب أن هذا الخطاب يستهدف في المقام الأول الجمهور التركي المؤيد للفلسطينيين. وهذا ما يسمى بالبلاغة. تركيا لن تتخذ أي إجراء”.

وأضاف السياسي التركي، “لتركيا مصلحة متبادلة مع حلف شمال الأطلسي إلى درجة أنه لا يمكن قطع العلاقات بينهما. علاوة على ذلك، لا يزال الوضع في الاقتصاد التركي صعباً، وأنقرة لا تريد أن تبادر إلى أي قطيعة مع الغرب، لهذا السبب. ومن جانبها، يبدو أن سلطات الدول الغربية تتجنب التصعيد الآن الذي يمكن أن تؤدي إليه تصريحات مناهضة لتركيا. فلم تصدق تركيا بعد على توسيع الناتو ليشمل السويد”.

وتابع،”لذلك، إذا صدرت أي تصريحات في الغرب، فمن المرجح ألا تكون على لسان القادة، بل من بعض السياسيين الصغار. وبشكل عام، سيحاول الغرب السكوت عن هذه القصة كلها، خاصة إذا لم تفعل تركيا شيئًا سوى هذه التصريحات”.

وفي ذات السياق، علق الباحث السياسي الروسي الشهير سيرغي ستانكيفيتش، لصحيفة “كومسومولسكيا برافدا”، على أسباب حشد أردوغان هذا العدد الكبير في اسطنبول وخطابه فيهم، مؤكداً أنه لن يكون هناك أي تأثير لخطابه هذا بالنسبة للوضع القائم في غزة.

وأضاف السياسي الروسي، لكن إذا فكرت في المنطق السياسي… فالأهمية في هذا الفعل بالذات، المتمثل في تجميع “حشد عظيم لفلسطين”، إذا كانت هناك (لدى أردوغان) طموحات لزعامة العالم الإسلامي، على الأقل الجزء السني منه. وربما على نطاق أوسع. استعرض أردوغان في هذا التجمع أنه المدافع الأكثر حماسة ووضوحاً عن مصالح المسلمين المضطهدين. وهذا يمكن أن يمنحه مكاسب إضافية في الأمة الإسلامية العالمية.

من جهة أخرى، تصريحات أردوغان، اغضبت إسرائيل التي أعلنت عن إعادة تقييم علاقاتها مع أنقرة، واستدعن بعثتها الدبلوماسية من الأراضي التركية، بعد أن وصفه رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتياهو بالمنافق.

أما تركيا التي تحتفظ بدرجة عالية من تبادلاتها التجارية مع تل أبيب وتصدر إليها أطنان من الخضروات والنفط، لم تفكر حتى اللحظة بسحب دبلوماسييها من إسرائيل وإغلاق سفارتها، في إشارة واضحة أن خطاب أردوغان هو مجرد خطاب غير ملزم بأي خطوة عملية أي للاستهلاك الداخلي.

وقالت صحيفة “حرييت” التركية، أن أنقرة “لم تتخذ بعد قرارا باستدعاء سفيرها من إسرائيل. لكنه تم تعليق جميع الزيارات من وإلى إسرائيل على جميع المستويات من قبل الحكومة. واستدعت إسرائيل سفيرها وقنصلها العام بقرار منها. لم يكن هناك اي طلب من هذا النوع من جانب تركيا. مكاتب الدولة (الإسرائيلية) المعتمدة في تركيا تخضع لضمان الجمهورية التركية. وفي هذا السياق تنحصر وجهة نظر أنقرة في أن من يوجد في تركيا محمي”.

هذا وقالت صحيفة بلمبرغ يوم أمس، أن تركيا أرسلت مئات الأطنان من النفط إلى إسرائيل في استمرار لتبادل تجارة الطرفين رغم تصعيد الخطاب التركي، في حين نشر العديد من النشطاء العرب عشرات التقارير والصور التي توثق استمرار تدفق الصادرات التركية من الخضار إلى إسرائيل حتى الساعة.