أردوغان يدين نفسه بنفسه.. فهل سيحاكم بجرائم حرب وانتهاكات حقوق الانسان بشمال سوريا

مشاركة

كاجين أحمد ـ xeber24.net

قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أنه لا يمكن لأي جهة كانت قطع المياه والكهرباء عن السكان المدنيين ولا استهداف دور العبادة والمستشفيات والمدارس والمرافق الخدمية، فهذا يعتبر انتهاك للميثاق العالمي لحقوق الانسان.

جاء ذلك في تصريحات أردوغان خلال المؤتمر الصحفي المشترك مع المستشار النمساوي كارل نيهامر يوم أمس الثلاثاء بالعاصمة أنقرة، في تعليق على قصف إسرائيل لقطاع غزة كرد على هجمات مسلحي حركة حماس، حيث قال: “انظروا، حالياً لا يتم إمداد غزة بالماء، ماذا عن حقوق الإنسان؟ ولا توجد كهرباء، فماذا عن حقوق الإنسان؟”.

وأضاف، “وفقا للميثاق العالمي لحقوق الإنسان، لا يمكنك قطع المياه. بموجب الإعلان العالمي لحقوق الإنسان لا يمكنك قطع الكهرباء. هل يمكنك أن تتخيل الآن ما هو وضع المستشفيات في غزة؟ هل يعمل؟ للأسف لا. أماكن العبادة والمستشفيات تتعرض للقصف بلا رحمة. لا أحد يقول أي شيء أثناء القيام بذلك”.

جاءت تصريحات أردوغان هذه تزامنا مع العدوان الذي شنته طائرات بلاده المسيرة والحربية على مناطق الادارة الذاتية لشمال وشرق سوريا والتي قصفت المناطق السكنية والبنية التحتية والمرافق الخدمية والحيوية في المنطقة بشكل متعمد.

شنت تركيا صباح الخميس الماضي، عدواناً جوياً على مناطق الادارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، من ريف حلب الشمالي غرباً وصولاً إلى مدينة ديريك وريفها في أقصى الشمال الشرقي لسوريا، استهدفت المناطق السكنية الآهلة بالسكان ومحطات الكهرباء والمياه ومخازن الحبوب ومنشآت الطاقة والمستشفيات والمدراس، اسفرت عن قطع المياه والكهرباء وحتى الوقود عن كامل المنطقة، وأخرجب المراكز الخدمية والصحية عن الخدمة.

وخلال الأيام الثلاثة الأولى للعدوان التركي الذي لا يزال مستمراً حتى اللحظة، استهدف الطيران التركي الحربي والمسير 65 منشأة ومشاريع للبنى التحتية المدنية، منها: “19 محطة نفطية، 4 محطات لمياه الشرب، 5 معامل ومصانع، مدرسة واحدة، سد مائي، مقر للإذاعة، اثنين من المستشفيات، وصوامع حبوب”، فيما لا يزال القصف مستمر على البنية التحتية للمنطقة إلى اليوم.

كما ارتكبت الطائرات التركية مجازر بحق الأهالي من المدنيين والعسكريين على حد سواء، حيث استهدفت عاملات لحواش القطن بريف الحسكة وقتلت طفلين بريف عين عيسى، في حين كانت المجزرة الكبرى باستهداف مركز لتدريب قوات مكافحة المخدرات بريف ديريك، حيث وصل حصيلة مجازر أنقرة إلى 47 شهيد في مناطق الادارة الذاتية التي أعلنت الحداد لمدة ثلاثة أيام على أرواح ضحايا العدوان التركي.

هذا ولا تزال تعاني عموم مناطق الادارة الذاتية منذ أسبوع من قطع للتيار الكهربائي ومياه الشرب وحتى الوقود، إلى جانب خروج العديد من المؤسسات الخدمية والصحية عن الخدمة بسبب القصف التركي، والتي تحتاج إعادة تأهيلها إلى نحو 100 مليون دولار تقريباً.

فإذا كان قطع المياه والكهرباء في غزة جريمة ضد الانسانية، فماذا عن هذه الجرائم التي ارتكبتها تركيا في مناطق الادارة الذاتية إلى جانب قتل المدنيين من الأطفال والنساء؟ هل يمكن أن يتحرك المجتمع الدولي لمحاسبة أردوغان على هذه الجرائم التي تستند إلى الميثاق العالمي لحقوق الانسان باعترافه نفسه أم سيبقى صامتاً كما السابق؟