مجموع

انقسام بين الجولاني ومناصريه الأجانب في إدلب واشتباكات بين الطرفين

مشاركة

ولات خليل – xeber24.net – وكالات

شهد ريف حارم شمال محافظة إدلب خلال الساعات الماضية اشتباكات مسلّحة بين عناصر من جهاز الأمن العام التابع لهيئة تحرير الشام ومجموعة من المقاتلين الأجانب المنتمين لجنسية فرنسية، وذلك إثر خلافات داخلية حادة تتعلق بالموقف من إسرائيل والسياسات الإقليمية التي تتبعها قيادة الهيئة في المرحلة الأخيرة.

وبحسب مصادر محلية، اندلعت الاشتباكات في أحد المخيمات الخاصة بالمقاتلين الفرنسيين قرب مدينة حارم، بعدما تصاعد التوتر بين الطرفين خلال الأيام الماضية نتيجة اعتراض المقاتلين الأجانب على نهج قيادة الهيئة التي يتزعمها أبو محمد الجولاني، خصوصاً فيما يتعلق بتعاطيها مع التطورات الإقليمية وتوجهها نحو ما يصفونه بـ”التهدئة” وتجنب الصدام مع القوى الإقليمية.وأوضحت المصادر أن المقاتلين الفرنسيين عبّروا عن رفضهم الصريح لما اعتبروه ابتعاداً عن الهدف الأساسي المتمثل في “تحرير القدس والمسجد الأقصى”، مؤكدين أنهم التحقوا بالجهاد في سوريا بدافع دعم القضية الفلسطينية، وليس للمشاركة في صراعات محلية أو صفقات سياسية داخلية.في المقابل، اعتبر قادة في هيئة تحرير الشام أن هذه المواقف تمثل خروجاً عن الانضباط التنظيمي وتمرداً على قرارات القيادة، ما دفع جهاز الأمن العام إلى محاولة اعتقال بعض العناصر المحرضين، الأمر الذي تطوّر سريعاً إلى اشتباك مسلّح استُخدمت فيه الأسلحة الخفيفة والمتوسطة، وأسفر وفقاً لمصادر ميدانية عن سقوط عدد من الجرحى من الطرفين.

وتزامنت هذه الأحداث مع توترات داخلية متصاعدة داخل مناطق سيطرة هيئة تحرير الشام، حيث تشهد الهيئة منذ أشهر حالة من التململ بين صفوف المقاتلين الأجانب، ولا سيما من جنسيات أوروبية وآسيوية، الذين يعبّرون عن استيائهم من السياسات الجديدة التي تصفها القيادة بأنها “براغماتية” تهدف إلى تثبيت السيطرة المدنية والإدارية في شمال غرب سوريا، بينما تراها بعض المجموعات “تنازلات سياسية” على حساب الأهداف الجهادية التقليدية.

ويرى مراقبون أن هذه التطورات تعكس انقساماً أيديولوجياً متزايداً داخل هيئة تحرير الشام، التي تحاول في الوقت الراهن تقديم نفسها كقوة محلية منضبطة تسعى لإدارة المنطقة بعيداً عن التصنيفات الإرهابية الدولية، في وقت تواجه فيه ضغوطاً من تركيا ومن المجتمع الدولي لوقف أي نشاط خارجي قد يُفسَّر على أنه تهديد للأمن الإقليمي.

حتى الآن، لم تصدر هيئة تحرير الشام أي بيان رسمي حول تفاصيل الحادثة أو نتائجها، فيما أفادت مصادر مقربة من الهيئة بأن الوضع في المخيم لا يزال متوتراً، وأن الأجهزة الأمنية فرضت طوقاً في محيطه لمنع امتداد الاشتباكات إلى مناطق أخرى.

ويأتي هذا الحادث في ظل تزايد الحديث عن خلافات أوسع داخل الهيئة، خصوصاً بعد تكرار المواجهات بين جهاز الأمن العام وبعض المجموعات الأجنبية الرافضة لسياسة “الانفتاح” التي يتبعها الجولاني، والتي تهدف بحسب متابعين إلى كسب اعتراف محلي ودولي بالإدارة القائمة في إدلب، مقابل إبعاد الهيئة عن الأجندات العابرة للحدود.

وتُعدّ هذه الاشتباكات مؤشراً جديداً على هشاشة التوازن الداخلي داخل هيئة تحرير الشام، وعلى التحديات التي تواجهها في ضبط المقاتلين الأجانب الذين ما زالوا يحملون رؤى مختلفة عن التوجه الذي تحاول القيادة ترسيخه في شمال غرب سوريا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى