مجموع

نداء عاجل من الرئاسة الروحية للموحدين الدروز إلى الأمم المتحدة والمجتمع الدولي

مشاركة

آفرين علو ـ xeber24.net

طالبت الرئاسة الروحية للموحدين الدروز الأمم المتحدة والمجتمع الدولي بالتدخل العاجل لرفع الحصار المفروض على السويداء وريفها، وتأمين ممرات إنسانية ومحاسبة المسؤولين عن الانتهاكات ضد المدنيين، ودعت إلى تمكين أبناء المنطقة من تقرير مصيرهم تحت إشراف دولي يضمن حريتهم وكرامتهم.

وجهت الرئاسة الروحية للموحدين الدروز رسالةً، إلى العديد من الجهات الأممية والإقليمية الحقوقية والإنسانية والسياسية، تضمنت شرح واقع السويداء ونداءً عاجلاً لما تحتاجه المنطقة من جهود إقليمية ودولية، جاء فيها:”بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِالسيد الأمين العام للأمم المتحدةالسادة رئيس وأعضاء مجلس الأمن الدوليالمفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسانالسادة رئيس وأعضاء بعثة الاتحاد الأوروبي لدى الأمم المتحدةالسادة في جامعة الدول العربيةمنظمات العفو الدولية والصليب الأحمر الدوليوالجهات الدولية ودول العالممن موقعنا في الرّئاسة الرّوحية، نتوجّه إليكم بهذا النداء الإنسانيّ العاجل، حاملين صوت ومعاناة شعبنا في جبل الباشان بكلّ ما يحتويه من أطياف، وبكلّ ما يعانيه منذ شهور من حصار شامل وقاسٍ يهدّد حياة المدنيين، ويخنق كلّ مظاهر الحياة الكريمة في بلادٍ مضيافة طالما عُرفت بسلمها الأهلي وتعايشها الإنساني مع الجميع.السادة الكرام.. لقد فُرض على جبلنا المدنيّ المسالم حصار شامل لكل شيء، طال الغذاء والدواء والمياه والمحروقات وحرّية التنقل، وقد تمرّ بعض المساعدات الدّولية المحدودة التي لا تكفي، ويتمّ استغلالها إعلامياً لتصويرها وعرضها لتزييف الحقائق ومحاولة التغطية على المأساة الحقيقية للأهالي، فيما حرّية التعبير مفقودة خوفاً من الانتقام.مما جعلنا اليوم أمام كارثة إنسانية غير مسبوقة تتفاقم آثارها من كلّ النواحي، نذكر منها:انقطاع الرواتب والمعاشات عن الموظفين والمتعاقدين بصورة تعسفية.شلل كامل في المؤسسات العامة نتيجة قطع شبكة الإنترنت المركزية عنها ومنع إصدار الوثائق.عجز الطلاب الجامعيين عن العودة إلى مقاعدهم بسبب التحريض الطائفي والتهديد غير المسبوق والاعتداءات المستمرة عليهم.حرمان طلاب المدارس من استكمال دراستهم.أسر بأكملها تعيش في خوف دائم، خاصة مع استمرار انتهاكات وقف إطلاق النار بشكل دائم.احتلال قرى عديدة تتجاوز خمساً وثلاثين قرية في شمال وغرب الجبل.تدمير وسرقة منشآت حيوية كالمعامل والمطاحن والمعاصر والمشافي ومحطات الوقود ومخازن الحبوب والغذاء.منع المحروقات من الوصول عمداً لإيقاف كلّ حركات الإنتاج والنقل والعلاج والحياة.انهيار القطاع الصحي بسبب استهداف العديد من الأطباء والممرضين، وتدمير المرافق الطبيّة، مما أدّى إلى وفاة عدد من المرضى نتيجة نقص الأدوية وتدمير البنى التحتية والأجهزة الطبية.نحن محاصرون في سجنٍ كبير ضمن الجبل، وتحرك أهلنا محدود ومراقب ومهدّد، وقرانا محتلة. لا غذاء، ولا نقود، ولا مواد أولية، مع استمرار قطع الكهرباء والهواتف وخدمات الإنترنت، وكلّ ذلك من قبيل الضغط ومحاولات الإبادة الممنهجة.فالحالة المعيشية صعبة، والسوء يتفاقم بشكلٍ موجّه للشرّ وللضغط دون اعتبار لأحد أو لمواثيق أو تعهدات، لفرض “الغذاء مقابل الولاء”، عبر التحريض وإثارة الفتن الداخلية كي يقتتل الناس، وفق سياسة التجويع للإبادة أو الإخضاع الجبري والفرض القسري، بهذا الحصار البشع، رغم كل محاولات تستّرهم الإعلامي على هذه الجرائم الإنسانية المستمرة والمتتابعة بحقّ أهالي الجبل بكل أطيافه.

ومع كلّ ذلك، فقد التزم أهلنا أبناء الجبل بقرارات وقف إطلاق النار والمواثيق الدولية، لذلك فقد آن الأوان لفكّ الحصار الآثم وتطبيق القانون الدولي ونظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية، والأعراف الدولية الإنسانية، لمحاسبة الحكومة المؤقتة التي أقدمت على ارتكاب الجرائم بحقّ أهلنا ولا تزال، إضافة إلى معاقبتها على كل ما ارتكبته ميليشياتها وعناصرها وأذرعها الإرهابية من استمرار لخرق الهدنة، ومن جرائم وانتهاكات شوهدت على الملأ.

كما أن كلّ الجهات الإعلامية والدولية التي استطاعت الوصول إلى الجبل، شاهدت وأثبتت ورأت ونشرت مشاهداتها بكلّ ألمٍ عن معاناة الأهالي الأبرياء وما ارتُكِب بحقّهم من مجازر وانتهاكات.السادة الأفاضل.. إن ما يتعرّض له أهل جبل الباشان يمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي الإنساني، وفق أحكام اتفاقيات جنيف الأربعة، ويرقى وفقاً لنظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية إلى مستوى جرائم الإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية.ونحن نحمّل الحكومة المؤقتة والميليشيات التابعة لها كامل المسؤولية عن هذه الانتهاكات، ونناشد الأمم المتحدة ومجلس الأمن والمجتمع الدولي للتحرك العاجل وفق مسؤولياتهم الأخلاقية والقانونية،

واتخاذ الخطوات التالية:1- الرفع الفوري للحصار المفروض على جبل الباشان وتأمين الممرات الإنسانية الآمنة.2- محاسبة المسؤولين ومرتكبي الجرائم والانتهاكات بحقّ المدنيين أمام القضاء الدولي.3- إلزام الجهات المسلحة المحتلة بالانسحاب الكامل من قرى الجبل المنكوبة وإعادة كل الأراضي المحتلة وفق الحدود الإدارية للجبل وتنفيذ بنود الهدنة منذ تموز الماضي.4- فتح المعبر الإنساني الدولي لتسهيل دخول المساعدات والمواد وضمان التواصل الآمن مع العالم الخارجي.5- التعجيل بتمكين أبناء الجبل من ممارسة حق تقرير المصير وفق خيار أهلنا وبعد موافقتهم عليه، وذلك تحت إشراف الأمم المتحدة بما يضمن حريتهم وكرامتهم وأمنهم الديني والثقافي والوجودي، وتحت الرقابة والحماية الدولية.

كما نتوجه بالشكر لشعبنا وأبنائنا المغتربين وكلّ أبناء الطائفة في دول العالم ودول الجوار، هؤلاء الأهل الذين كانوا عوناً لنا في المحنة التي ابتُلينا بها، وندعو أهلنا إلى الصبر والصمود لمواجهة هذه المحنة التي ستزول بأقرب وقتٍ بهمة الأهل وكلّ الجهات الإنسانية والعالمية.

وختاماً، نتوجه بجزيل الشكر لكلّ منظمة أو دولة أو فرد وقف معنا وناصر قضيتنا، وعتبنا وأسفنا على كلّ من شهد الإجرام بحقّنا وبقي صامتاً.

ونؤكد أن الصمت أمام الجريمة مشاركة فيها، وأن العدالة التي ننشدها هي حق طبيعي لا منّة فيه.وبالله المستعان، والسلام عليكم من روح السلام في جبل الباشان المبارك.جبل الباشان – قنوات

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى