ولات خليل – xeber24.net- وكالات
شهدت الأجواء السورية منذ فجر الجمعة تصعيداً لافتاً ضمن إطار التصعيد الإيراني-الإسرائيلي المستمر، بمشاركة فاعلة من قبل قوات “التحالف الدولي”.
وقد تجسد هذا التصعيد في تصدي الدفاعات الجوية الإسرائيلية لطائرات مسيرة إيرانية في مناطق سورية مختلفة، بدءاً من محافظات الجنوب السوري وصولاً الى مناطق في البادية السورية، شمل مناطق في ريف دمشق، طرطوس، درعا، القنيطرة، دير الزور، الحسكة.
وتحوّلت سوريا، مرةً جديدة، إلى ساحة مفتوحة لصراع القوى الإقليمية والدولية، حيث تُستخدم أراضيها وأجواؤها لتصفية الحسابات بين أطراف كبرى، على رأسها إيران وإسرائيل.
هذا التصعيد المستمر يكشف هشاشة السيادة السورية، ويضع المدنيين في مرمى نيران لا يملكون فيها لا دورا ولا خيارا، في ظل غياب اي حماية دولية حقيقة، لوقف الانتهاكات المتكررة التي ترتكب على الأراضي السورية.
وبحسب متابعة المرصد السوري لحقوق الإنسان، منذ فجر يوم الجمعة وحتى هذه اللحظة تم إسقاط 28 طائرة مسيرة في الأجواء السورية، توزعت على الشكل التالي:
3 في منطقة التنف.
1 في الحسكة.
1 في طرطوس.
3 في السويداء.
8 في القنيطرة.
3 بريف دمشق.
6 في درعا توزعت على الشكل التالي: (1 في جاسم، 2 في الصنمين، 1 في اللجاة، 1 في نافعة، 1 جباب).
3 في دير الزور.
ومع استمرار التصعيد في الأجواء السورية، رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان، خلال اليوم، اعتراض الدفاعات الجوية الإسرائيلية لطائرة مسيرة إيرانية في أجواء محافظات في الجنوب السوري، ففي ريفي درعا والقنيطرة، سقط حطام طائرة في قرية نافعة بريف درعا الغربي، وأُسقطت مسيرة أخرى في قرية حامر بمنطقة اللجاة، إضافة إلى اعتراض طائرة مسيرة فوق بلدة صيدا الجولان في ريف القنيطرة الجنوبي.
كما سُمع دوي انفجار ناجم عن اعتراض طائرة مسيرة في أجواء بلدة قصيبة.
وفي أجواء السويداء، اعترضت الدفاعات الجوية الإسرائيلية طائرة مسيرة في قرية الخالدية شمال المحافظة، وشهدت المنطقة تحليقاً مكثفاً للطيران الإسرائيلي تزامناً مع تحليق مسيرات فوق ريف السويداء الشمالي من اتجاه الشرق إلى الغرب.
وفي شمال شرق سوريا، رصد سقوط بقايا صاروخ إيراني في منطقة الهول بريف الحسكة.
ولا تزال الاشتباكات الجوية مستمرة بين الأطراف المتصارعة في الأجواء السورية.
ويعكس هذا التصعيد المتعدد الجبهات تحوّل سوريا مجددًا إلى ساحة مواجهة مفتوحة بين إيران وإسرائيل، وتضارب النفوذ الدولي على حساب أمن المدنيين، في ظل غياب أي حماية فاعلة تمنع تكرار هذه الانتهاكات للأجواء والسيادة السورية.
ويتكرّس الواقع السوري كساحة مواجهة بالوكالة، تتقاطع فيها مصالح الدول وتتصادم فوق رؤوس المدنيين. ففي ظل غياب الحلول السياسية وتآكل السيادة، تتحول الأجواء السورية إلى مسرح دائم للتصعيد والرسائل العسكرية، بينما يبقى المواطن السوري عالقًا في دوامة لا تنتهي من الخوف وعدم الاستقرار.