كاجين أحمد ـ xeber24.net
رفض الرئيس التركي رجب طيب أردوغان دعوة أحزاب المعارضة في بلاده بسحب القوات العسكرية التركية التي تحتل أجزاء واسعة من الشمال السوري، بعد سقوط النظام السابق وهروب رئيسه بشار الأسد إلى موسكو.
ورد أردوغان اليوم الأربعاء على انتقادات المعارضة التركية بشأن الوجود العسكري التركي في سوريا، مدعياً أنهم هناك لحماية حدود بلاده من الخطر المحتمل للتنظيمات “الإرهابية” وحماية المظلومين من الشعب السوري.
وأوضح في كلمته: “الشعب السوري تظاهر مطالبا بحقوقه في العدالة والحرية، ولم يكن لتركيا أي دخل في تلك المظاهرات، وبعد بدء الثورة السورية تحدثت إلى الرئيس السوري السابق عدة مرات”.
وأضاف، “أكدت له بأن المظاهرات سلمية، وأن عليه أن يأخذ مطالب الشعب بعين الاعتبار. وشددت على ضرورة قيامه بالإصلاحات التي ينتظرها الشعب في أسرع وقت. وفي كل اتصال أكد لنا أنه سيقوم بالإصلاحات اللازمة لكنه لم يف بوعوده”.
وتابع أردوغان: “وبدلا من الاستماع لمطالب المتظاهرين، أقحم جيشه وقمع المظاهرات بأساليب عنيفة ودموية. حينها أوضحت للأسد بطريقة بناءة أن قمع المظاهرات بالقوة من شأنه أن يسبب ردود أفعال في كافة أنحاء البلاد وفي كافة أنحاء الجغرافيا الإسلامية”.
وأشار إلى، أنه ذكّر الأسد بأن السبيل الوحيد لوقف المظاهرات في سوريا هو تنفيذ الإصلاحات التي وعد بها، لكن الأسد زاد من جرعة العنف وسرّع من وتيرة المجازر بدلا من حل الأحداث بالطرق السلمية”.
وأضاف أن المظاهرات السلمية التي كانت على نطاق محدود وصغير، تزايدت وانتشرت في جميع أنحاء سوريا بسبب العنف غير المتناسب المستخدم من قِبل النظام.
وزعم أردوغان أن النار التي بدأت بالاشتعال قرب حدود تركيا مباشرة، تحولت إلى حريق يشكل تهديدا خطيرا لتركيا، مضيفاً “بدأت موجة هجرة جماعية من سوريا إلى بلادنا. علاوة على ذلك، تعرض المدنيون الأبرياء في سوريا لمعاملة غير إنسانية مثل القتل الجماعي والأسلحة الكيميائية والتعذيب والاغتصاب والهجرة القسرية”.
وقال: أنه “بعد أن وصلت الحرب الأهلية في سوريا إلى هذه النقطة، أصبح من الضروري لتركيا التدخل في التطورات من أجل حماية حدودها واتخاذ الاحتياطات ضد التنظيمات الإرهابية وحماية المظلومين هناك”.
ولفت الرئيس التركي إلى مقتل مليون شخص في سوريا، وإلى نهب المدن التي كانت بمثابة قرة عين الحضارة الإسلامية، وإلى المقابر الجماعية التي ظهرت في كل أنحاء سوريا حسب ما نقلت عنه وكالة الأناضول.
وادعى الرئيس التركي، أن بلاده ستواصل دعمها ومساهمتها في ترسيخ الاستقرار في سوريا واستكمال عملية الانتقال وبناء نظام يحتضن جميع السوريين.
وأضاف، بأن تركيا تتعاون مع حكومة الإنقاذ السورية والعالم العربي والمجتمع الدولي لمساعدة سوريا على التعافي في أقرب وقت ممكن، مدعيا أن تركيا والإدارة السورية الجديدة لن تسمحا أبدا بمحاولات جر البلاد إلى حالة عدم الاستقرار والفوضى مجدداً.
وتابع: “لقد حان الوقت لأولئك الذين يحاولون تقسيم البلاد من خلال سيناريو التوتر العرقي المصطنع أن يراجعوا أنفسهم، لأن المشكلة الأكثر خطورة في سوريا الآن هي أن وحدات حماية الشعب “YPG ” الذي لا يزال يحتل ثلث مساحة البلاد”.
وعلى صعيد متصل، تطرق أردوغان إلى احتلال إسرائيل لمساحات من الأراضي السورية بعد سقوط نظام بشار الأسد.
وقال في هذا السياق: “يجب على القوى التي تعتدي على الأراضي والشعب السوري، وخاصة إسرائيل، أن تضع حدا فوريا لهذه الأعمال العدوانية، وإلا فإن النتائج سيكون لها تأثير سلبي على الجميع”.