أردوغان: من يعتقدون بإمكانهم إقامة دولة كردية في منطقتنا يعيشون حلما بعيد المنال لن يتحقق أبداً

مشاركة

كاجين أحمد ـ xeber24.net

قال أردوغان، أن من يعتقد أنه بإمكانه إقامة دولة كردية “إرهابية” في منطقتنا يعيش حلماً لن يتحقق ابداً، في إشارة إلى دعم الولايات المتحدة لقوات سوريا الديمقراطية والإدارة الذاتية لإقليم شمال وشرق سوريا.

جاء ذلك في تصريحات لمجلة “نيوزويك” الأمريكية، يوم أمس الخميس، دعا فيها دول حلف الناتو بتبني نهج تركيا فيما اسماه بـ “مكافحة الإرهاب”، مضيفاً أن بلاده لم تتلق من حلفائها حتى اليوم المستوى المأمول من الدعم والتضامن.

وهاجم الرئيس التركي، أمريكا والدول الأوروبية التي كرمت قادة في وحدات حماية الشعب الكردية ووحدات حماية المرأة للبطولات التي قدموها في محاربة الإرهاب وتنظيم داعش بسوريا، زاعماً إن “اعتبار قادة هذه القوات جهات فاعلة وشرعية لا يتوافق مع روح التحالف”

وأضاف، أن تركيا تبنت نهجا شاملا تجاه هذه المخاطر الأمنية، مدعياً: “نحن نقدم حلولا مستدامة لا تخدم أمننا فحسب، بل تخدم أيضا أمن حلفائنا”، لافتاً أنه من الأفضل التعامل مع المشاكل في المنطقة والعالم على أساس المبادئ بدلا من المصالح الذاتية وقصيرة المدى.

وادعى أردوغان، أن مكافحة الإرهاب تشكل مصدرا آخر للقلق، وأضاف: “نحن دولة عضو في الناتو، التهديد الذي يواجهه أمننا القومي هو تهديد لجميع دول الناتو، لا سيما الولايات المتحدة الأمريكية”.

ولفت إلى أن الدعم الذي تقدمه الولايات المتحدة وبعض الدول الأعضاء في الناتو إلى وحدات حماية الشعب الكردية “YPG” وحزب الاتحا الديمقراطي “PYD” وتنظيم “غولن” التي تهدد أمن تركيا، لا يتوافق مع مبادئ الحلف.

وتابع: “في نهاية المطاف، نحن دولتان حليفتان، قمنا بتطوير علاقة مع بايدن تتعلق بالقضايا التي نتفق عليها ونختلف عليها بين بلدينا، نتحدث عن علاقة تتأرجح بين فترات الهدوء والاضطراب”، مضيفاً “نرغب في الحصول على دعم حلفائنا في الحرب ضد هؤلاء الذين وصفهم بـ “الإرهابيين”، ولكننا لا نستطيع أن نرى ذلك بشكل كامل”.

وفيما يتعلق بالملف السوري، زعم الرئيس التركي أن بلاده تسعى جاهدة لتحقيق مناخ السلام في سوريا، وقال: “إن الحل لكل هذه الصراعات يكمن عبر وحدة اجتماعية جديدة تقوم على وحدة الأراضي السورية”.

وأكمل مدعياً: “غايتنا الأساسية أن تكون الأراضي السورية خالية تماما من الإرهاب، وأن تصبح دولة مزدهرة يحكمها السوريون، بدلا من أن تكون ساحة تتصارع فيها القوى الإقليمية والعالمية”.

وفي رده على سؤال حول رؤية تركيا لحل الأزمة السورية والوجود العسكري الأمريكي في المنطقة أجاب: “نحن الدولة الأكثر تضرراً من الصراع في جارتنا سوريا، الولايات المتحدة لا تدعم الأكراد في سوريا بل تدعم “الإرهابيين”، نحن ندعم الأكراد السوريين ونحمي حقوقهم”.

وادعى أروغان، أن حزب الاتحاد الديمقراطي ووحدات حماية الشعب، “تقوم بتنفيذ أنشطة “إرهابية” في المنطقة تحت ستار قوات سوريا الديمقراطية “قسد”، وإنهم يضطهدون الأكراد السوريين بشكل خاص”.

وأضاف زاعماً، إن “هؤلاء المدعومين من الولايات المتحدة هم الذين يهددون الأكراد والعرب والتركمان في المنطقة ويطردونهم من أراضيهم”، مدعياً أن “”PYD و “YPG”، ” يستخدم الدعم الحاصل عليه من الولايات المتحدة تحت ذريعة “القتال ضد داعش” لمهاجمة تركيا وسوريا”.

وتابع، “نحن الذين قاتلنا بشكل حقيقي ضد داعش، تركيا الحليف الوحيد في حلف شمال الأطلسي (الناتو) التي شاركت في قتال متلاحم مع داعش”.

ورفض أردوغان توصيف محاوره لحزب العمال بأنها حركة تمردت على تركيا من أجل حقوق شعبها، واصفاً الحزب وقوات سوريا الديمقراطية بأنها “تشكل إلى جانب داعش في العراق وسوريا “إرهابيين”، وانهم لا يمثلون أي مجموعة عرقية أو دينية”

وزعم قائلاً: “ليست لدينا أية مشكلة مع الأكراد لا في سوريا ولا في العراق، بل مشكلتنا مع الإرهابيين، نحن قريبون جدًا من حل هذه المشكلة من خلال تحييدهم، وبالنسبة لأولئك الذين يعتقدون أن بإمكانهم إقامة دولة “إرهابية” في منطقتنا، فهذا محض حلم ولن يتحقق أبدًا”.

وأضاف أردوغان: “سيأتي اليوم الذي يترك ضيوفنا السوريون الحرب وراءهم، ويعودون إلى بلادهم طوعا، سنزيد جهودنا لهذا الغرض”.

ولفت إلى أن بلاده شهدت لسوء الحظ أساليب وتصرفات لبعض حلفاء الناتو تعقّد مهمة تركيا في حربها على “الإرهاب”، بدلا من أن تقدم الدعم لها.

هذا وختم أردوغان حديثه بهذا الخصوص قائلاً: “نواصل إبقاء الوضع تحت السيطرة داخل حدودنا وخارجها، وننفذ استراتيجية الحل الخاصة بنا عبر التدخل بالوقت والمستوى المناسبين”.