كاجين أحمد ـ xeber24.net
يزداد التوتر بين روسيا وتركيا على خلفية سلسلة الاجراءات التي اتخذها أردوغان مؤخراً والتي اعتبرها المسؤولون الروس أنها بمثابة طعنة خنجر مسموم من الظهر، خاصة في اليومين الأخيرين مع محاولة أنقرة في السعي بالتحرك مع الغرب لإيجاد ممر بإخراج الحبوب الاوكرانية إلى الأسواق العالمية دون موسكو.
وبعد سلسلة التصريحات المضادة للمسؤولين الروس على موقف أردوغان الأخير والتي أكدوا فيها أنها ستؤثر بشكل سلبي وكبير على العلاقات الثنائية بين البلدين، اتهم موقع عسكري روسي أنقرة بالتعامل مع المخابرات البريطانية ضد بلدها.
وقال موقع ريبار العسكري الروسي وهو أحد من أشهر المنصات الإعلامية العسكرية الروسية، أن تركيا هي تحت سيطرة المخابرات البريطانية وتعمل لصالحها، وتقوم بضرب المصالح الروسية في آسيا الوسطى لصالح بريطانيا.
وأضاف الموقع العسكري، إن سياسة اللعب على الحبلين قد تساعد تركيا في الوقت الراهن ولكن ستجلب لها الدمار على المدى الطويل.
توتر تركي روسي في البحر الأسود
أعلنت وزارة الدفاع الروسية الأحد الماضي، أن وحدات من الجيش الروسي في نطاق البحر الأسود اضطرت إلى إطلاق نيران تحذيرية بعد رفض قبطان سفينة شحن الامتثال لطلباتها المتكررة بشأن التفتيش.
وتعود ملكية سفينة الشحن تلك التي تسمى بـ “سوكرا أوكان” إلى الدولة التركية، حيث قالت أنقرة يوم أمس، أنها وجهت رسالة تحذير إلى موسكو بشأن حادثة إطلاق النيران هذه.
جاء ذلك في رسالة “مركز مكافحة التضليل الإعلامي”، الذي تم إنشاؤه برعاية إدارة الاتصالات التابعة لإدارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
وذكرت رسالة المركز، أنه “بعد الإجراءات المتخذة بخصوص السفينة، تم نصح الجانب الروسي على نحو مناسب، بتجنب مثل هذه المبادرات التي قد تزيد التوتر في البحر الاسود”.
وبعد وقف العمل بمبادرة حبوب البحر الأسود وإغلاق الممر الإنساني البحري، في 26 من الشهر الماضي، قالت السلطات الروسية أنها ستنظر إلى جميع السفن المتجهة إلى الموانئ الأوكرانية في مياه البحر الأسود على أنها ناقلة محتملة للبضائع العسكرية، وبالتالي ستخضع للتفتيش إذا لزم الأمر “للتأكد إن كان هذا صحيحا أم لا”.
الوضع يتوجه إلى التصعيد
يبدو أن الوضع يتوجه إلى التصعيد بين موسكو وأنقرة التي تسعى مع الجانب الغربي بإخراج الحبوب الاوكرانية من موانئها إلى الأسواق العالمية، خاصة بعد وصول أول سفينة شحن تحمل 30ألف طن من الحبوب إلى الموانئ التركية.
ذكرت قناة NTV أن سفينة الحاويات Joseph Schulte التي ترفع علم هونغ كونغ وغادرت في 16 أغسطس ميناء أوديسا الأوكراني، وصلت إلى مضيق البوسفور في الساعة 07:00 من صباح اليوم.
وقالت القناة إن السفينة المحملة بـ30 ألف طن من الحبوب، كانت الأولى التي تغادر موانئ أوكرانيا منذ تعليق روسيا اتفاق الحبوب، مضيفة أن السفينة وصلت مساء أمس الخميس إلى ميناء أمبرلي التركي قرب إسطنبول، دون تقديم أي تفاصيل أخرى حول مسارها.
وكانت القوات البحرية الأوكرانية أعلنت في 10 أغسطس الجارئ إطلاق “ممرات مؤقتة” في البحر الأسود للسفن التجارية المتوجهة من وإلى موانئ تشيرنومورسك وأوديسا ويوجني الأوكرانية.
وحذرت كييف مالكي وقباطنة السفن من التهديد العسكري وخطر الألغام البحرية على مسار السفن، وأشارت إلى أنهم أخذوا على عاتقهم “العمل في مثل هذه الظروف”.
وأكدت أن هذه المسارات ستستخدم بالدرجة الأولى لمغادرة السفن المدنية العالقة في الموانئ الأوكرانية منذ بدء العملية العسكرية الروسية في فبراير 2022.
هل يلغي بوتين زيارته إلى تركيا؟
في الـ 2 من الشهر الجاري أعلن أردوغان عن زيارة الرئيس الروسي إلى بلاده، بعد إجراء اتصال هاتفي معه، في حين أن موسكو لم تصرح حتى الآن بمثل هذه الزيارة.
وقال أردوغان أنه اتفق مع الرئيس الروسي على قيام الاخير بزيارة إلى تركيا في الشهر القادم، وكان قد أعلن من قبل عن تلك الزيارة في شهر آب/اغسطس الجاري.
من جهتها قالت موسكو أن زيارة رئيسها فلاديمير بوتين إلى أنقرة في طور التخطيط لها، دون التأكيد على إجرائها أم لا، في الوقت الذي يتصاعد فيه التوتر والتحذير الغير مباشر بين الطرفين من الانقلاب على الاتفاقات الثنائية السرية بين زعيمي البلدين.
موسكو أعلن وبصراحة الشهر الماضي على انقلاب أردوغان على بوتين وتقديمه الدعم العسكري إلى أوكرانيا، ما اعتبر هذا الموقف خروج أنقرة من مسألة الحياد والوساطة والوقوف ضد مصالح موسكو ونقض التعهدات.
وتعليقاً على هذا الأمر أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن سلسلة الخطوات التي أقدم عليها أردوغان مؤخراً ستؤثر بشكل سلبي كبير على العلاقة بين البلدين، مما قد يكون لها تداعيات على تلك العلاقة في دول الجوار التي تشهد توترات سياسية وأمنية كسوريا وليبيا وأرمينيا.