كاجين أحمد ـ xeber24.net
نفت أنقرة بشكل رسمي الأنباء التي أوردها موقع المونتيور والتي تناولتها وكالات عالمية وإقليمية ومحلية حول طرد أردوغان لكبار قادة حركة حماس ومن بينهم رئيس المكتب السياسي إسماعيل هنية من البلاد يوم هجوم كتائب القسام الجناح العسكري للحركة على مستوطنات إسرائيلية في الـ 7 من تشرين الأول/أكتوبر الجاري.
وقال ما يسمى بـ “مركز مكافحة التضليل” التابع لدائرة الاتصال في الرئاسة التركية “DMM” في بيان يوم أمس الاثنين: “إن الادعاءات بأن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أمر كبار مسؤولين في حماس بمغادرة تركيا على الفور عارية من الصحة تماما”، مضيفاً “لا تصدقوا الإدعاءات العارية من الصحة والكاذبة”.
وذكر موقع المونيتور في تقرير تم نشره يوم أمس، أن رئيس المكتب السياسي لحركة حماس هنية كان موجوداً في اسطنبول عندما أطلقت الحركة عملية “طوفان الأقصى”، حيث قال مصدران مختلفان “للمونيتور” إن هنية تم “طرده بأدب” بعد انتشار لقطات على وسائل التواصل الاجتماعي تظهره وأعضاء آخرين في حماس يسجدون شكرا أثناء مشاهدة أخبار التوغل على التلفزيون.
كما أشار الموقع إلى أن أنقرة انزعجت أيضاً من التصريحات التي أدلى بها صالح العاروري بأسر حماس عدداً من الجنود الإسرائيليين لإجبار تل أبيب على إطلاق سراح جميع السجناء الفلسطينيين في سجونها وأنها ستواصل القتال.
ووفقا للمصدرين، طلبت أنقرة بأدب من هنية والوفد المرافق له مغادرة تركيا، غير راغبة في الظهور وكأنها تحمي حماس.
تحميل المسؤولية لجهاز الاستخبارات
لم يكن الموقف السياسي في تركيا متسقاً مع الموقف الشعبي الذي تطور إلى مهاجمة السفارة الاسرائيلية لدى أنقرة وخروج المظاهرات في العشرات من المدن تضامناً مع غزة، في الوقت الذي قام فيه أردوغان بطرد قادة حماس من البلاد، بطلب من مسؤولي تل أبيب والولايات المتحدة الأمريكية، لذلك سارعت الرئاسة التركية إلى تدارك الأمر ونفي ما ورد في الموقع الأمريكي “المونيتور”.
لكن التقرير الذي أوردته وكالة الأنباء الروسية “نوفستي”، على لسان أحد المسؤولين في حركة حماس، فضحت الرئاسة التركية ونسفت بيان ما تسمى بـ “مركز مكافحة التضليل” في دائرة الاتصال بمكتب أردوغان.
فقد نقل الوكالة الروسية عن المسؤول الذي وصفه بمصدر مقرب من قادة حركة حماس، بأن الاستخبارات التركية هي التي طردت المسؤولين في الحركة من تركيا.
وذكرت نوفستي نقلاً عن المصدر إن “الاستخبارات التركية التقت بقيادة “حماس” في 7 أكتوبر عند الساعة 10:00 صباحا، وأبلغتها بأن السلطات التركية لن تتمكن من ضمان أمنها في البلاد في ظل التهديدات من قبل إسرائيل”، مضيفاً أنه “بعد ذلك قرر قادة “حماس” مغادرة أراضي تركيا مع بدء الحرب في قطاع غزة”.
علاقات حميمية على حساب حماس
الموقع الأمريكي أفاد بأن تركيا تحاول موازنة موقفها بعناية في مواجهة الحرب التي شنتها حماس ضد إسرائيل في 7 أكتوبر، وحافظت على مناصرتها للقضية الفلسطينية مع تبريد العلاقات مع حماس والسعي لتجنب تداعيات جديدة مع إسرائيل.
وأوضح المونيتور، أن الأزمة جاءت في وقت يسعى فيه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى التطبيع مع القوى الإقليمية بما في ذلك إسرائيل، مشيرا إلى أنه وبعد سنوات من الخلافات الثنائية، التقى أردوغان برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك الشهر الماضي ودعاه لزيارة أنقرة.
وتابع، بأنه وخلافا لانتقاداته اللاذعة ضد إسرائيل في الماضي، فقد ضبط أردوغان خطابه هذه المرة حرصا على عدم تعريض الفصل الجديد الذي افتتحه للتو مع إسرائيل للخطر، مشيرا إلى أنه ربما يكون قد شدد لهجته ضد إسرائيل بعض الشيء بسبب الخسائر المتزايدة في غزة، لكنه حجب الدعم الذي من شأنه أن يرضي حماس.
كما أن المونيتور نقل عن مصدر فلسطيني في أنقرة، “إن الجماعات الفلسطينية بما في ذلك حماس، غير راضية عن الموقف التركي وتعتبر تصريحات أنقرة غير كافية حتى أنهم لم يستدعوا السفير الإسرائيلي لدى وزارة الخارجية”.
وأورد أيضاً نقلاً عن مصدر مقرب من الحكومة التركية إن الاتصالات مع حماس تحولت في معظمها إلى قطر، مع احتفاظ مصر بدورها التقليدي، في حين كانت تركيا أكثر نشاطا في الاتصالات مع إيران ولبنان في محاولة لمنع حزب الله بفتح جبهة جديدة في النزاع.
ومن هنا يظهر بأن القناع سقط و وبان الوجه الحقيقي لأردوغان الذي يتباكى على ضحايا غزة وما أشبه أعماله بتلك المجازر التي تحدث في غزة بل وأشد فظاعة منها، لا سيما في شمال شرق سوريا، حيث أباد الحجر والشجر والبشر، كيف لا وكان أردوغان أول من اعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل وبكى على ضحايا الهولوكوست.