آفرين علو ـ xeber24.net
قلّل المحلل العسكري والاستراتيجي الليبي، محمد ترهوني، من أهمية المفاوضات والمباحثات الساعية لحل الأزمة الليبية، مستبعداً أن يكون هناك حل في ظل وجود معوقات أبرزها الوجود التركي ومرتزقتها والميليشيات التابعة له، مؤكداً أن الحل يكمن في استبعاد هؤلاء المعرقلين وتركيا ومرتزقتها.
عاد الحديث مجدداً عن المفاوضات ومساعي حل الأزمة الليبية، حيث كشفت مصادر لـ “اندبندنت عربية” قبل أيام، عن توافق وفدي مجلس النواب والدولة الليبيين المجتمعين في تونس على محضر اتفاق ينص على تجديد الالتزام بالقوانين الانتخابية المنجزة عبر لجنة (6+6) والصادرة عن مجلس النواب وتشكيل حكومة وطنية جديدة تعمل على إنجاز الاستحقاق الانتخابي، ما يعني أن مصير حكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبد الحميد الدبيبة بات مهدداً، في انتظار التوقيع الرسمي على الاتفاق من رئاسة المجلسين.
ووفقاً للتقارير، يشكل هذا الاتفاق في حال دخوله حيز التنفيذ انفراجة كبيرة للعملية السياسية المتعثرة منذ عامين في ليبيا بسبب التجاذبات الشديدة بين البرلمان ومجلس الدولة، وخلافاتهما الحادة بخصوص القوانين الانتخابية التي أقرها مجلس النواب ورفضها مجلس الدولة، كما يعطي دعماً كبيراً للعملية الانتخابية لاختيار رئيس للبلاد ومجلس تشريعي جديد، وإنهاء المرحلة الانتقالية التي دخلت عامها الـ 13.
لكن المحلل العسكري والاستراتيجي الليبي محمد ترهوني قلل من إمكانية نجاح هذه المساعي، وأرجع ذلك إلى أن “هناك تدخلات من أطراف لا ترغب بأن يكون هناك حل، كان هناك دور للجنة 5+5 العسكرية التي كانت تضم أطراف ليبية بحتة من أفراد القيادات العسكرية التابعة للقيادة العامة للقوات المسلحة وطرف من المنطقة الغربية وكان هناك أيضاً اتفاق على بعض البنود وتم تنفيذها ولكن هناك بعض الأطراف التي للأسف الشديد تمسكت بالسلطة، وهنا نتحدث عن حكومة تصريف الأعمال وعلى رأسها عبد الحميد الدبيبة الذي يتمسك بالحكم ويرفض رفضاً باتاً أن يكون هناك حل لهذا الأمر”.
ترهوني أشار إلى أن “هناك نقطة أخرى معرقلة وهي الوجود التركي الذي أصبح معرقلاً لكل خطوة نحو الأمام، التدخل التركي الذي أصبح يملك اليوم زمام الأمور في الجانب الاقتصادي والمالي والسياسي في المنطقة الغربية، وهو الذي يحول دون أي اتفاق ويمنع أن يكون هناك اتفاق ويسعى لإفشال أي حل ليبي – ليبي”.
وأضاف ترهوني أن “هناك من يحاول خلق زعزعة في الجانب الليبي، نتحدث عن المنطقة الشرقية التي أصبحت اليوم في جاهزية كاملة عسكرياً، هناك القيادة العامة للقوات المسلحة وهناك أيضاً الوجود الحقيقي للمؤسسة العسكرية الفعلية الذي أصبح اليوم يمثل الوجود الفعلي والحقيقي للقيادة العامة تدريباً وأعداداً وتأهيلاً وتجهيزاً، بالإضافة إلى وجود الحكومة الليبية وعلى رأسها الدكتور أسامة حماد الذي يسعى إلى البناء، ورأينا ما تشهده المنطقة الشرقية والجنوبية وبعض أطراف المنطقة الغربية التابعة للحكومة الليبية من إعمار وتشييد، ولكن للأسف الشديد نتحدث اليوم عن معرقل وهو وجود المرتزقة التابعين لتركيا الذين تم جلبهم لزعزعة الاستقرار”.
وأضاف “النقطة الأخرى هناك وجود تكتلات بعض الميليشيات في المنطقة الغربية ابتداء من ميليشيا مكافحة الإرهاب التي للأسف الشديد هي داعم للجماعات الإرهابية في منطقة مصراته وهناك ميليشيا عبد الغني الككلي التي تتموّل بدرجة كبيرة جداً إلى جانب بعض الجماعات الإرهابية والتي يُثبت فشلها يوماً بعد يوم، مع وجود بعض المشاكل، وغالباً ما نسمع بأن هناك إشكاليات وهناك اندلاع حرب بين طرفي النزاع في المنطقة الغربية، هناك أيضاً ميليشيا الردع وغيرها من الميليشيات التي سينعدم بوجودها أي حل”.
وأكد ترهوني أنه “لن يكون هناك حل طالما أن الساحة ليست ليبية – ليبية بحتة، عندما كان هناك وجود ليبي عبر 5+5 العسكرية كان هناك اتفاق على فتح الطريق الرابط بين الشرق والغرب وتم تنفيذ هذا البند، وكان هناك اتفاق آخر على تبادل الأسرى وتم تنفيذ هذا البند، ولكن عندما وصلوا إلى إخراج المرتزقة كان هناك طرف معرقل وهذا الطرف متمثل في حكومة تصريف الأعمال لأنها للأسف الشديد تعمل وبكل قوة لديها لإرضاء الحليف التركي وكذلك المرتزقة السوريين”.
وأضاف في هذا السياق “نحن نتحدث عن عدد ليس بالقليل من المرتزقة السوريين، ما يقارب من ٢٠ ألف مرتزق ولكن للأسف الشديد لم يعد هذا الهاجس داخلي فقط بل أصبح يمثل تصديراً للإرهاب لدول الجوار وسمعنا خلال الأيام الماضية أنه تم تجهيز ما يقارب من 1000مرتزق سوري من فيلق السلطان باشا لإرسالهم إلى دولة نيجيريا للمشاركة في الحرب هناك، فهنا أصبحت الأزمة الليبية تهدد حتى دول الجوار، طالما لم يتم إخراج تركيا والمرتزقة السوريين فلن يكون هناك حل”.
وعن المطلوب لحل الأزمة الليبية، أشار ترهوني إلى أن “المطلوب هو التوافق الفعلي وإبعاد الأطراف التي لا تسعى إلى أن تكون هناك انتخابات في ليبيا، لذلك هذه الأطراف المعرقلة يجب استبعادها ويجب أن تكون هناك نية واضحة وأساسية على أن يكون هناك انتخابات. وطالما هناك هذه الأطراف التي ذكرناها وهي المعرقلة، فلن تكون هناك إلا أزمة تتمخض عنها أزمة، ولن يكون هناك إلا نفق مظلم حقيقي لن تخرج منه هذه البلاد”.