كاجين أحمد ـ xeber24.net
نشرت قوات سوريا الديمقراطية “قسد” اعترافات لخلية إرهابية تورطت في استشهاد قائد مجلس الباب العسكري “أصلان ألكان”، بعد إلقاء القبض عليهم والتحقيق معهم.
وجاء في الاعترافات التي نشرتها “قسد”، اليوم الجمعة، أنه في الخامس من شهر حزيران الماضي من العام 2023 الجاري، أصدرت قوّات سوريّا الدّيمقراطيّة بياناً للرَّأي العام، أعلنت فيه استشهاد القياديّ في مجلس الباب العسكريّ “أصلان ألكان”، في وقت سابق، إثر استهداف سيّارته بعبوة ناسفة تَمَّ زرعها فيها مُسبقاً، حيث توعَّدت القوّات بملاحقة المتورّطين المجرمين واعتقالهم.
وعلى إثر ذلك؛ بدأت الأجهزة المختصّة في القوّات بإجراء التَّحقيقات وتتبع الأدلّة والمشتبَهين بهم، حيث توصَّلت في العاشر من الشهر نفسه إلى معلومات حول تورّط مجموعة من الخونة الذين باعوا أنفسهم للاحتلال التُّركيّ وقَبِلوا بالسّوء لأبناء جلدتهم وغمسوا لقمتهم بدماء أعظم المقاتلين والمحاربين.
حيث ألقت الوحدات الخاصة في قوّات سوريا الديمقراطية القبض عليهم، وبدأت بالتحقيق معه، وفيما يلي الاعترافات المكتوبة والمصورة لثلاثة مجرمين تورطوا في العملية الإرهابية.
بداية المُخطَّط الإجراميّ
يبدأ المخطَّط باتّصال من الخائن “صدّام حمود الحسين” أحد عملاء الاستخبارات التُّركيّة والمتواجد في الداخل التُّركيّ، مع أحد أشقّائه في قرية “العوسجلي – الصغير” بمنطقة منبج، وهو المدعو “عاشق حمّود الحسين”، حيث يقوم المدعو “صدّام” بالاستفسار عن أوضاع القرية والنِّقاط العسكريّة التّابعة لمجلسي الباب ومنبج العسكريّين المتواجدة في القرية، حيث يقدم شقيقه المدعو “عاشق” معلومات عن نقطة عسكريّة تابعة لمجلس الباب العسكريّ يتمركز فيها القياديّ “أصلان ألكان – عمار الأحمد” والذي كان الهدف الأهمّ للمجموعة الخائنة.
بعد ذلك يقوم المدعو “عاشق” بتوسيع شبكة العملاء الخائنة، ليضُمَّ لها شقيقته “أمل” وزوجها “علي حسين عثمان” من نفس القرية، حيث تتولّى “أمل” مَهمَّة مراقبة النُّقطة العسكريّة في النَّهار ونَقلِ المعلومات عن التحرُّكات، بينما يتولّى زوجها “علي” وأخيها “عاشق” بمراقبة تحرّكات القياديّ “أصلان” في اللّيل والتقرّب منه، ومن ثُمَّ وضع عبوة ناسفة أُرسلت لهم من قبل عضو آخر في الاستخبارات التُّركيّة يدعى (أبو محمد) في سيّارة القياديّ “أصلان” وتفجيرها فيما بعد، حيث استشهد على إثرها.
الاعترافات والتَّفاصيل
أثناء التَّحقيق معهم، قدَّمَ المرتزقة الثّلاثة الكثير من المعلومات حول مُخطَّط العمليّة الإجراميّة ودور كُلِّ واحد منهم فيها، إضافة إلى معلومات حول مخطَّطات أخرى قادمة، حيث نقدّم فيما يلي تفاصيل العمليّة الجبانة والأشخاص المتورّطين فيها، ومَهمَّة كُلِّ واحد منهم بناءً على اعترافاتهم.
وأدلت المرأة المقبوض عليها باعترافاتها، وبيَّنت كيف تَمَّ تجنيدها لمراقبة تحرّكات الشَّهيد “أصلان”، حيث قالت: “اسمي أمل حمّود الحسين مواليد 1983 من قرية العوسجلي – الصغير بريف منبج الغربيّ، متزوّجة واسم زوجي علي حسين العثمان، ولديَّ خمسة أولاد”.
وأضافت “لديَّ أخ اسمه “صدّام” سافر إلى تركيّا بقصد العمل، وبعد فترة استقدم عائلته أيضاً، إلا أنَّه لم يبقَ فيها طويلاً، حيث عاد إلى سوريّا بعد أربعة أشهر، وعمل هنا في أعمال حُرّة. إلا أنَّه عاد وسافر إلى تركيّا في عام 2019، وكنّا على تواصل دائم معه ونتحدّث ضمن إطار الأحاديث العامّة التي تدور بين أفراد العائلة الواحدة، إلا أنَّني عرفت في فترة مؤخَّرة أنَّه يعمل مع الاستخبارات التُّركيّة”.
بدايةُ المُخطَّط
وأسهبت الإرهابيّة “أمل” بالقول: “في الشَّهر الثّالث من عام 2023 طلب “صدّام” من زوجي وأخ لي اسمه “عاشق” صورة الرَّفيق “أصلان”.
وفي هذا الصدد قال الخائن “علي”: “في الشتاء الماضي؛ تعرَّفتُ على بعض المقاتلين في النُّقطة العسكريّة، بحكم أنَّها قريبة من بيتي، وقبل ذلك كان “صدّام” يتحدَّثُ معنا باستمرار، وفي إحدى المرّات سألني عن التغييرات في المنطقة، فأخبرته بأنَّه أقيمت نقطة عسكريّة بجانب بيتي، وظَلَّ يسألني عن تعامل القوّات العسكريّة معنا، فأجيبه بأنَّها جيدة، ومن ثُمَّ طلب منّي صوراً للرَّفيق “أصلان”. وبعد عِدَّةِ أيّام أرسل لي صورتين للرَّفيق “أصلان”، إحداها مدنيّة وهو صغير، والأخرى عسكريّة.
كما قال الإرهابيّ الآخر “عاشق”: “كان “صدّام” يتواصل معي من تركيّا، رغم أنَّه قبل أن يسافر إليها كانت بيننا خلافات عائليّة، وآخر مَرَّةٍ تحدَّثَ معي فيها كانت في الشَّهر الرّابع من هذا العام. وبعد فترة أخبرني بأنَّ هناك أشخاص من الاستخبارات التركية يودّون التحدُّثَ معي، وبعد يومين تحدّثوا معي، فطلبوا منّي معلومات عن قائد عسكريّ في منطقتنا، وهو القيادي أصلان.
الاستمرار في المخطَّط الإجراميّ
فيما نوّهت الإرهابيّة “أمل” أنَّه “تكثَّفت الاتّصالات بين “صدّام” وكُلٍّ من زوجي “علي” و”عاشق”، حيث باتت زيادة عن اللّزوم، كما وطَّدوا علاقاتهما مع الرَّفيق “أصلان”، فأحياناً كانا يسألان منّي عنه، هل جاء الرَّفيق “أصلان”، فأردُّ بأنَّه منذ قليل مَرَّ من هنا، فيستقلّان سيّارتهما ويذهبان إلى النُّقطة العسكريّة عند الرَّفيق “أصلان” ويسهران معه حتّى بعد منتصف اللّيل. فازدادت لقاءاتهما بالرَّفيق “أصلان”، كما ازداد تواصلهما مع “صدّام”، إلا أنَّني كنت أتواصل معه كأخٍ لي، دون أحاديث أخرى، لكنَّني أدركت أنَّ بينهما أمرٌ ما”.
وسرد المجرم “علي” معلومات أوفى، بقوله: “اتصل بي “صدّام” معي في اليوم الثّاني، وطلب منّي مراقبة تحرّكات الرَّفيق “أصلان”، فأخبرته بأنَّني لا أعرف أين يذهب، يخرج صباحاً، ولا يعود إلا بعد منتصف الليل. وفي اليوم الثّالث عاود الاتصال بي، وطلب منّي أن نعمل ضُدَّ الرَّفيق “أصلان”، فقلت له “وماذا تريد منّي؟”، فردَّ: “سنرسل لكم لغماً وأنتم ستزرعونه في سيّارته”.
وكُلِّفَت المتورطة “أمل” بمراقبة تحرّكات الرَّفيق الشَّهيد “أصلان”، وعن ذلك ودورها في العمليّة، قالت “في أواخر شهر مايو/ أيّار الماضي؛ كلَّفني زوجي بمراقبة الرَّفيق “أصلان” ومتابعة تحرُّكاته في الخروج والدّخول إلى النُّقطة العسكريّة، بحكم أنَّها – أي النُّقطة العسكريّة – قريبة من بيتنا، لأحَدِّدَ أوقات قدومه وذهابه، وما ساعدني في ذلك؛ هو أنَّ نافذتي بيتي تُطِلُّ على النُّقطة العسكريّة، ومنها يمكن مُراقبة كُلّ من يدخل ويخرج منها وإليها. وأنا نفَّذت طلبهما، وكنت دائماً أخبرهما عبر الهاتف بتحرُّكات الرَّفيق “أصلان”. طبعاً كنت أخبر “عاشق” باستمرار، على اعتبار أنَّ “علي” كان موجوداً في البيت. أخبرت “عاشق” بتحرُّكات الرَّفيق “أصلان” نحو خمس مرّات وفي النَّهار، على اعتبار أنَّ الاثنين غالباً كانا يتواجدان لدينا في البيت ليلاً، حصل هذا قبل تنفيذ العمليّة بأربعة أو خمسة أيّام”.
استلامُ العَبوة النّاسفة من الاحتلال التُّركيّ
وأوضحت المجرمة “أمل” تفاصيل أكثر، بالقول “في يوم الخميس، الأوَّل من يونيو/ حزيران 2023، وفيما كنت مريضة ومستلقية في غرفتي، استغربت عندما جاء “عاشق” ليمضي سهرته معنا في البيت، إلا أنَّه لم يتأخَّر كثيراً. لكن دائماً كنت أجد “علي” و”عاشق” يتحدَّثان مع “صدّام”، رأيت “عاشق” يحمل كيس بطاطا وبداخله كيس أبيض اللون، ولم أعلم ما بداخله، ووضع الكيس في الصالون، سمعتُ “علي” و”عاشق” يتحدَّثان إلى “صدّام”، أحياناً يضحكان، وأخرى يتهامسان، وطال الحديث بينهما لما بعد السّاعة الثّانية عشر والنِّصف ما بعد منتصف اللّيل. سمعت “عاشق” يقول لـ”علي” لقد فرغ شحنها، وإنَّها بحاجة إلى إعادة شحن، ولكن لم أعلم ما هو هذا الشيء الذي يحتاج للشَّحن”.
وحول كيفيّة استلامهما العبوة النّاسفة؛ أوضح الخائن “عاشق”: “تحدَّث معي شخص على الموبايل، سألته من أنت، قال “أنا تحدَّثت مع أخيك ونحن من طرفه وأخذت رقم هاتفك منه”، ثُمَّ كشف عن نفسه بالقول “نحن الأتراك”. انقطع الاتّصال بيننا لعِدَّةِ أيّام، ثُمَّ عاد واتّصل معي، وأخبرني بأنَّه سيوصل “البضاعة”، أي العبوة النّاسفة، لنا ويضعها في مدينة منبج، فقلت له بأنَّني لا أستطيع الوصول إلى منبج؛ لأنَّ هناك حواجز على الطريق”.
فيما قال العميل “علي”: “توجَّهت إلى “عاشق” كي يساعدني في نقل الخشب الذي استخدمته في منزلي لأنَّني كنت بحاجة لسيّارة لنقل الخشب، وفور وصولي للبيت؛ اتّصل بي “صدّام” وقال لي “عليك الذّهاب إلى “عاشق” لقد وصلتكم “البضاعة – اللغم”.
وأردف العميل “عاشق” بالقول: “أخبرني “صدّام” بأنَّه فيما تصبح العبوة قريبة منك سأخبرك. وبعد مرور ثلاثة أيّام اتَّصل بي وقال بأنَّها أصبحت قريبة منّي، وأوضح لي بأنَّه توجد آرمة “لوحة طُرُقيّة”، والعبوة مخبّأة على بعد /40/ متر من الطريق، وموجودة في حفرة صغيرة”.
وأكَّدَ المرتزق “عاشق” على ذهابه إلى المكان المخبّأ فيه العبوة، وقال: “ذهبت إلى المكان المذكور، وتأكَّدتُ من وجود العبوة، حملتها ووضعتها بين كومة من الأحجار بجانب بيتي، وأخبرت “صدّام” بأنَّ العبوة أصبحت عندي، وحذَّرني من ألا يراها أحد، وضرورة الاحتفاظ بها. وفي اليوم الثاني؛ طلب منّي وضعها على سطح أو مكان عالي كي يتأكَّد من وجودها، فوضعتها على سطح بيتي، وطلب منّي أن أتركها مُدَّةَ نصف ساعة، ومن ثُمَّ سيخبرني بإعادتها إلى مكانها، وفعلاً تَمَّ ذلك. وبعد مرور يومين أو ثلاثة؛ أخبرني بأنَّه يجب أن نضع العبوة داخل سيّارة الرَّفيق “أصلان”. التقينا أنا و”علي” وأخبرني بأنَّ شخصاً ما تحدَّثَ معه، وأخبره بذات الموضوع، أي أنَّه كان يقصد المدعو أبو مُحمَّد”.
وعن الترتيبات النِّهائيّة لما قبل تنفيذ العمليّة، قالت المتورطة “أمل”: “خرج “عاشق” من بيتنا بحدود السّاعة الثّالثة والنِّصف صباحاً، وفور خروجه، سمعت صوتاً على الهاتف يطلب من زوجي “علي” بأن يتحدَّث مع “عاشق” ليعود ثانية وبسرعة، فخرج “علي” وذهب إلى “عاشق”، وأعتقد أنَّ الأخير لم يكن قد وصل بيته بعد، فعاد الاثنان معاً. وطال الحديث بين الثَّلاثة “”علي”، “عاشق” و”صدّام”” حتّى السّاعة الرّابعة والنِّصف صباحاً، لكن لم أعلم إن كان أحد الأتراك معهم على الخطّ أم لا”.
المتورّطة بالعمليّة الإرهابيّة “أمل” سردت تفاصيل أوفى، وقالت “خرج كُلّ من “علي” و”عاشق” وهما يحملان ذاك الكيس، عرفتُ ذلك من صوت إغلاق الباب الرَّئيسيّ للبيت، ولم تمضِ أكثر من عشر دقائق حتّى عاد “علي” لوحده، ورأيته بعد ذلك نائماً في الصالون. من خلال تحرّكاتهما وأحاديثهما على الهاتف مع “صدّام”، ورؤية ذاك الكيس معهما، حينها تأكَّدتُ أنَّهما بصدد استهداف الرَّفيق “أصلان”. ومن جملة الأحاديث التي دارت بين الثَّلاثة، والتي تناهت إلى مسامعي، سمعت “صدّام” يقول للاثنين، إنَّ الطائرة بات لها يومان وهي تُحلِّق فوقكم، وأنتما لم تنفّذا المُهمَّة إلى الآن”.
وقبل تنفيذ العملية الجبانة بيوم واحد، قالت المرتزقة “أمل”: “أثناء خروج “عاشق” من بيتنا وطلب “صدّام” بعودته، وبعد أن جاء به “علي”، رأيت الاثنين يتعاتبان حتّى ارتفعت أصواتهما، حصل ذلك بناء على ما قاله لهما “صدّام”.
وعن يوم تنفيذ العمليّة الإرهابيّة، قالت: “استيقظ “علي” بحدود السّاعة العاشرة صباحاً، ومباشرة بدأ يتحدَّث عبر الهاتف، وأوحى من خلال تحرُّكاته وأحاديثه أنَّ لديه أمر ما. وبحدود السّاعة السّادسة مساءً، انتشر خبر استشهاد الرَّفيق “أصلان” عبر تفجير عبوة ناسفة كانت قد ألصقت بسيّارته”.
وكشف “علي” عن تحرُّكاته مع “عاشق” ما قبل تنفيذ العمل الجبان، وقال: “بعد مرور أكثر من اسبوع؛ جاء إليَّ “عاشق”، وقال لي بأنَّهم مصرّين على أن نضع العبوة اليوم، وأذكر أنَّه كان حينها يوم الأربعاء، وكان الوقت بحدود السّاعة الثانية عشرة بعد منتصف اللَّيل، شغَّلت المولّدة الكهربائيّة، وكُنّا متردّدين في تنفيذ العمليّة، وتحدَّث “عاشق” من كُلٍّ من “صدّام” والمدعو “أبو مُحمَّد” وأخبرهما بأنَّه يوجد حرس حول النُّقطة العسكريّة، ولا يمكننا الدُّخول إليها ونحن نحمل العبوة، امتدَّ بنا السَّهر إلى السّاعة الواحدة والنِّصف صباحاً، ثُمَّ قام “عاشق” وذهب إلى بيته”.
وعن يوم تنفيذ العملية الإرهابيّة، قال الجاسوس “علي”: “في يوم الخميس الأوَّل من حزيران، جاءني “عاشق” بحدود السّاعة الثانية عشرة ليلاً، وقال لي بأنَّهم طلبوا منه أن ينهي العمليّة اليوم، وطال بنا السَّهر والحديث للسّاعة الثّانية والنِّصف من صباح الجمعة، ثُمَّ ذهب “عاشق” إلى منزله”.
وتابع القول: “اتَّصل بي “صدّام” وسألني لماذا لا يردُّ “عاشق” على الهاتف، فقلت له بالتَّأكيد هو نائم، وطلب منّي أن أوقظه بسرعة، وفعلت ذلك فوراً، حيث يبعد بيته عن بيتي مسافة /500/ متر فقط، وأخبرته بأنَّ “صدّام” يريد التحدُّث معه، وفعلاً تحدَّثا معاً، وأصرَّ “عليه أن يُنفِّذَ العمليّة اليوم، وحينها كان الوقت قد اقترب من أذان الفجر، فقال لي “عاشق”: “يا أخي سأضعها اليوم، وسأخلص منها، وفعلاً وضعها في سيّارة الرَّفيق “أصلان”.
وعن مَهمَّة كُلٍّ من الإرهابيّين “عاشق” و”علي” في وضع العبوة النّاسفة بسيّارة القائد “أصلان”، قال الإرهابيّ “عاشق”: “بعد يومين أو ثلاثة؛ أخبر المدعو “أبو مُحمَّد”، “علي” بأنَّه حالما يجد الجوَّ مناسباً لوضع العبوة فإنَّه سيخبره، وأضاف بأنَّه سيراقب المكان معه. وفي يوم الخميس؛ أخبر “أبو مُحمَّد”، “علي” بأنَّ الوقت تأخَّر كثيراً ويجب أن نزرع العبوة، وجاء “علي” إلى بيتي بحدود السّاعة الثّالثة والنِّصف صباحاً، وأخبرني بأنَّ المدعو “أبو مُحمَّد” أخبره كي نضع العبوة، وكُنّا قبلها قد نقلنا العبوة إلى بيت “علي”، وبعد أن أنهى “علي” حديثه؛ نقلنا العبوة إلى الخارج، كون بيته أقرب إلى النُّقطة العسكريّة، ثُمَّ حملناها واقتربنا من النُّقطة، ولم يكن أيُّ أحدٍ هناك، وأخبرني المدعو “أبو مُحمَّد” بأنَّه أيضاً يراقب المكان، ولا يوجد أحد، وأنَّه يتابعنا عن كثب”.
فيما قال الإرهابيّ “عاشق” عن كيفيّة وضع العبوة: “حملنا العبوة وركبنا السيّارة، ولم يستغرق الطريق خمسة دقائق، ونزل “علي” من السيّارة، وغاب، ثُمَّ عاد بعد قليل، وأخبر “صدّام” بها، وقال “لقد وضعناها في السيّارة”، بها، ثُمَّ أجرينا مكالمة جماعيّة مع “صدّام” والمدعو “أبو مُحمَّد”، بناءً على طلبهم، طبعاً أنا من وضعتُ العبوة تحت السيّارة ووقف “علي” يراقب المكان”.
وعن الحالة التي سادت بين الإرهابيّين الاثنين بعد تنفيذهما العمليّة الجبانة، أوضحت الخائنة “أمل”، بالقول: “في يوم الجمعة، الثّاني من شهر يونيو/ حزيران 2023، وبحدود السّاعة السّادسة مساء انفجرت العبوة بسيّارة الرَّفيق “أصلان” واستشهد على إثرها، رأيتُ زوجي “علي” مرتبكاً ومظهره يوحي لكُلّ من ينظر إليه بأنَّه هو و”عاشق” من نفّذا عمليّة التفجير. في ذاك اليوم لم يزرنا “عاشق” مطلقاً”.
فيما قال الخائن “علي”: “بحدود السّاعة الخامسة صباحاً؛ اتَّصل بي “صدّام” وطلب منّا أن نراقب السيّارة والأوضاع، فيما ذهب “عاشق” إلى بيته. وفي السّاعة الثّامنة صباحاً؛ خرج الرَّفيق “أصلان” بسيّارته، وفوراً أخبرتُ “صدّام” بالأمر، وفي أولى ساعات المساء، انتشر خبر استشهاده، فذهبت إلى “عاشق” وكان حينها قد انتشر خبر استشهاده على وسائل التّواصل الاجتماعيّ، فعدتُ إلى البيت واتّصلت بـ”صدّام” وطلب منّي ألا أتَّصل به ثانية، وأن أنسى الموضوع”.
وعن يوم تنفيذ العملية الإرهابيّة، قال الجاسوس “عاشق”: ” بعد ظهر يوم الجمعة؛ اتَّصل بي المدعو “أبو مُحمَّد” وأخبرني بأنَّه هو أيضاً يراقب سيّارة الرَّفيق “أصلان”، وأكَّدَ أنَّ السيّارة تحرَّكت، وعاد وأخبرنا بأنَّ السيّارة توجَّهت إلى بلدة “العريمة”، وأنَّه يتابع الموضوع. بعد مرور نصف ساعة تقريباً، تحدَّث معنا ثانية، وسألنا إن كُنّا قد سمعنا صوت انفجار ما، كما أنَّ “صدّام” سأل أختي “أمل” أيضاً إن كانت هناك أيُّ تحرُّكات غير عاديّة في المنطقة”.
ساد الارتباك والقلق على المجرمين الثّلاثة، وحول ذلك قالت المتورطة “أمل”: “لم يهدأ “علي” أبداً، وتبدَّلت ملامح وجهه وسيطر “عليه الخوف، كان يخرج من البيت ويتلفَّت حوله، ولم ينزل الهاتف من يده، حتّى أولئك الذين لا يعرفونه، وفور رؤيتهم له، سيدركون بأنَّه هو من نفَّذ عمليّة التَّفجير، فدخل غرفته وجلس لوحده فيها، وبعد مرور ساعتين على التَّفجير؛ أخبرنا أحد المقاتلين في النُّقطة بأنَّ الرَّفيق “أصلان” استشهد في تفجير سيّارته”.
وقال المجرم والإرهابيّ “علي” حول كيفيّة اعتقاله وكشف الخليّة: “في يوم 6/6/ 2023، طلبني مقاتلون من النَّقطة العسكريّة، وحتى ذلك الحين تَمَّ تغيير جميع عناصر النُّقطة، وطلبوا منّي الرقم السُرّي لجهاز “الواي فاي”، وعرفت أنَّهم جاؤوا لاعتقالي، فتجمَّع حولي عناصر ملثَّمون، ووضعوا القيود في يدي، وجلست في مكاني مُدَّةَ نصف ساعة تقريباً، وبعد صعودي بالسيّارة معهم؛ وجدتُ أنَّهم قد ألقوا القبض على “عاشق” أيضاً.
فيما قال الإرهابيّ “عاشق” عن اعتقاله: “حدث التَّفجير يوم الجمعة، وفي يوم الإثنين، جاءتنا دوريّة عسكريّة، وتَمَّ إلقاء القبض عليَّ”.
كما قالت المجرمة “أمل” عن اعتقالها: “بعد توقيف زوجي؛ إثر مرور يومين على التَّحقيق الأوَّل معه، عادت قوَّةُ عسكريّةٌ واعتقلته مَرَّةً ثانية، وأنا توجَّهت إلى بيت أهلي أسأل عن وضعه وماذا يمكننا فعله، وكان “صدّام” قد طلب ابن عمّي “مُحمَّد” كي أتحدَّث معه بواسطة موبايله، لأنَّ “صدّام” له أكثر من رقم، في كُلّ مَرَّةٍ يتحدَّث معنا عبر رقم جديد، فتحدَّث مع “مُحمَّد” وسأله من يوجد في البيت، فأخبره بأنَّ الكُلّ موجود، بما فيه “أمل”، فطلب منه أن أتحدّث معه، فمسكت الموبايل وخرجتُ من الدار فسألني عن أوضاع “علي” و”عاشق” فأخبرته بأنَّهما لا يزالان قيد الاعتقال وقد مَرَّ على اعتقالهما خمسة أيّام. وبعدها كُلّ يوم كنت أتردَّدُ إلى بيت أهلي، أستفسر عن أوضاع “علي” و”عاشق” وهل يمكن أن يَتُمَّ الإفراج عنهما. وفي إحدى المرّات، تحدَّثَ “صدّام” معي عبر موبايل ابن عمّي “مُحمَّد” وسأل عن مصير زوجي وأخي، فأخبرته بأنَّهما لن يخرجا من السِّجن، فرَدَّ وقال: “لا لا تخافي.. سيخرجون، فلا توجد أيُّ تُهمة موجَّهة لهما، كما أوصاني بأن أترك بيتي وأنام في بيت أهلي مع زوجات أخي، فرفضت وأكَّدتُ له بأنَّني سأبقى في بيتي”.
محاولة من استخبارات الاحتلال التُّركيّ لتهريب أحد المتورّطين في العمليّة الإرهابيّة
وأضافت الإرهابيّة “أمل”: “في إحدى المَرّات، اتَّصل “صدّام” وألحَّ على أهلي بألا يتركونني في البيت لوحدي وأنَّني مريضة، وشدَّد على ضرورة إيصالي لـ”حلب”، وهي محاولة لتهريب المجرمة.
الاعترافُ بخباثَةِ الجريمة والمخطَّط التُّركيّ
وفي نهاية اعترافاتها، قالت المجرمة “أمل”: “بعدما تَمَّ استهداف الرَّفيق “أصلان”؛ شعرتُ بحزنٍ كبيرٍ عليه، لأنَّه كان إنساناً جيّداً معنا، حتّى أنَّه كان يُبدي حبّاً كبيراً لأولادي، خاصَّةً ذاك ضعيف البصر والذي هو بحاجة لعمليّة عندما يكبر، وأنا أشعر بالنَّدم”.
فيما أضاف الإرهابيّ “عاشق”: “تحدَّثَ معي المدعو “أبو مُحمَّد” بعد تنفيذ العمليّة وقبل اعتقالنا، بأنَّه يوجد لنا عمل آخر، كما تحدَّثَ معي “علي” أيضاً وأخبره بذلك”.
كذلك اعترف الإرهابيّ “علي” بأنَّه شارك مع “عاشق” في تنفيذ العمليّة، وأكَّدَ أنه لم يعترض على كُلّ ما فعله “عاشق”، ولكنَّه لم يَلمِس العبوة مطلقاً، ولكنَّه ظَلَّ معه، حتّى أنَّه قال له في إحدى المَرّات، بأنَّ هذا العمل خطأ كبير وسينعكس عليهما سلباً.
من جانبه اعترف الإرهابيّ “عاشق” بأنَّ المدعو “أبو مُحمَّد” اتَّصل به وأخبره “نشكركم نحن وكذلك الدَّولة التُّركيّة تشكركم” وكان يقصدنا نحن الثَّلاثة؛ أنا و”علي” و”أمل”.
فيما قالت الإرهابيّة “أمل” في نهاية اعترافاتها: “خسرت زوجي وأولادي وبيتي وكُلّ شيء لي في الحياة، وإنَّ الله يعاقبنا على فعلتنا المُشينة، لأنَّ الرَّفيق “أصلان” لم يتعرَّض لنا بأيّ سوء، على العكس كان ودوداً معنا إلى أبعد الحدود”.
وأضافت “لا يمكن التستُّر على الحقائق أبداً، وستنكشف مهما طال أمدها، وذاك الإنسان كان طيّباً معنا وعمل معنا كُلَّ خير، وليس هناك أيُّ شيء يدفعنا للانتقام منه، والمال قد أعمى بصيرة “علي” و”عاشق”.
وزاد الإرهابيّ “عاشق” من اعترافاته، وقال: “سألتُ “صدّام” إن حصل لنا أيَّ مكروه، فماذا نقول؟، رَدَّ بالقول: “أخبرهم بكُلِّ ما تعرفه عنّي”. ثُمَّ أضاف: “الرَّفيق “أصلان” كان جيّداً معنا، ومع جميع أهل القرية، لقد خَدَعنا “صدّام”. ومن ثُمَّ أجهش في البكاء ندماً.
فيما قال الإرهابيّ “علي”: “إنَّني منذ اللَّحظة الأولى التي تورَّطتُ بها في هذه العمليّة شعرت بالنَّدم، والشَّهيد “أصلان” كان جيّداً معي.
كذلك قالت المتورطة “أمل”: “الأتراك هم من ورّطوا زوجي وأخي الأوَّل والثّاني، ودفعنا ثمناً باهظاً، ولم نجنِ من الأتراك شيئاً غير الخراب والدَّمار، وبقناعتي أنَّ كُلّ من يُقدِم على هكذا أفعال إجراميّة يجب أن ينال عقاباً صارماً، ولم نحصد أيَّ نتيجة من الأتراك غير القتل وتشرّد العوائل والسِّجن”.
وتؤكِّدُ قوّاتنا، قوّات سوريّا الدّيمقراطيّة، أنَّها ستضرب بيد من حديد لكُلِّ من تسوِّل له نفسه بالتورّط في عمليّات الخيانة ضُدَّ أبناء شعبنا، ولن تدَّخِرَ جهداً في كشفهم واعتقالهم، وستستمرُّ في ملاحقتهم حتّى يتُمُّ اجتثاثهم من جذورهم.