كاجين أحمد ـ xeber24.net
لا تزال السلطات التركية التابعة لحكومة حزب العدالة والتنمية تحاكم 14 فتيات قاصرات، بتهمة “الإرهاب” والانتماء إلى تنظيم “غولن” الإسلامي، الأمر الذي أثار غضب شعبي كبير في الأوساط التركية.
ويتفاعل سياسيون وفنانون ومحامون ومدافعون عن حقوق الإنسان وصحفيون مع محاكمة الفتيات القاصرات وهن من طلبة المرحلة الثانوية، في إسطنبول وعبر هؤلاء عن تضامنهم سواء من خلال حضورهم المحاكمة شخصيًا أو من خلال منشوراتهم على وسائل التواصل الاجتماعي.
في 7 مايو 2024، نفذت شرطة إسطنبول عملية أمنية انتهت باحتجاز 41 شخصًا بتهمة الانتماء لتنظيم “غولن” الاسلامي، بينهم 14 طالبة، حيث كن يتلقين دروسًا في اللغة الإنجليزية والمواد الخاصة بالدين.
ونشر النائب السابق وأحد مؤسسي حزب العدالة والتنمية، كمال البيراق، منشورًا على منصة X حول قضية الفتيات القاصرات، مشيرا إلى عدم قانونية ما حدث، وقال إن “حقيقة التشكيك في المكالمات الهاتفية لفتياتنا الصغيرات، ومعتقداتهن، وحتى دراساتهن، تبين أن العدالة والقانون قد اضمحلتا. يا له من عار، هل سينسى هؤلاء الأطفال هذه القسوة؟ أولئك الذين أنشأوا بلدًا غير صالح للسكن سيدفعون ثمنه يومًا ما”.
وفي حديثه إلى الصحفي التركي، سري أر، لفت نائب حزب السعادة في إسطنبول، بولنت كايا، الانتباه إلى عدم قانونية قضية الفتيات، مؤكدا أن لائحة الاتهام تم إعدادها بإهمال، وقال: “أنت بحاجة إلى الدخول في عملية الإصلاح. نحن نصبح أسوأ كل يوم من الأمس”.
كما انتقدت مريم تركتكين، نائبة رئيس حزب المستقبل ورئيسة جمعية مجلس المرأة التركية، محاكمة الفتيات على حسابها على وسائل التواصل الاجتماعي. وذكرت توركتيكين أن الفتيات اللاتي تتراوح أعمارهن بين 12 و17 عامًا يحاكمن بسبب الدراسة والإفطار، بينما يظهر السياسيون في حفلات الزفاف. وفيما يلي منشور توركتيكين: ”إن النقطة التي وصلت إليها البلاد مقلقة حقًا… فبينما تحاكم المحاكم الفتيات في سن 12-17 عامًا بسبب الدراسة والإفطار ولعب البولنج في مركز التسوق، يحضر وزراء ونواب الأمة حفل زفاف نائب رئيس مجلس إدارة هيئة الإذاعة والتلفزيون التركية الذي يجمع المجوهرات مستغلًا سلطة الدولة، ويشهدون على حفل الزفاف”.
وتفاعل الفنان سوافي مع قضية البنات عبر حسابها على موقع التواصل الاجتماعي. سوافي: “كيف يمكن محاكمة فتياتنا الخمس عشرة كإرهابيات بسبب أنشطتهن القانونية؟” وانتقد عدم قانونية القضية. وذكر أيضًا أن المعتقلين المسنين يُسجنون ظلما. وتساءل سوافي: ما هو نوع الضرر الذي يمكن أن يلحق بالبلاد من هذا الرجل المسن الذي تم اعتقاله؟ سأل: “من ما هو عمل كل هذا الألم؟”.
المدافع عن حقوق الإنسان والنائب عن حزب المساواة الشعبية والديمقراطية عمر فاروق جرجرلي أوغلو، الذي يتابع القضية منذ اليوم الأول لم يتوقف عن دعمهمن حتى داخل قاعة المحكمة، وقام القاضي الذي أزعجه حماس جرجرلي أوغلو بإخراجه من قاعة المحكمة.
هذا وخلال جلسة محاكمة 41 شخصًا من بينهم 14 طالبة في المرحلة الثانوية، تمت إدانة 19 الإفراج عن 11 طالبة، وتم تأجيل الجلسة القادمة إلى 12-13 ديسمبر/كانون الأول.