كاجين أحمد ـ xeber24.net
حذر رئيس الحكومة العراقية محمد شياع السوداني من الأحداث والتصعيد العسكري الجارية في سوريا والتي من شأنها أن تحدث خلل في السجون التي تاوي عناصر تنظيم داعش، ما سيسبب كارثة امنية في المنطقة.
جاء ذلك في حديث له مع قناة العربية اليوم الجمعة، نفى خلاله بشكل قاطع ما تردد حول طلب النظام السوري السابق بقيادة بشار الأسد من العراق التدخل العسكري لمكافحة التنظيمات المسلحة التي أطاحت به.
بداية حديثه، أكد السوداني احترام العراق لسيادة سوريا وإرادة شعبها، مشيراً إلى رغبة العراق في دعم عملية سياسية شاملة في سوريا، تعكس تطلعات السوريين نحو الاستقرار والسلام. وقال السوداني: “نحترم إرادة السوريين ونتطلع إلى عملية سياسية شاملة في سوريا”، مؤكداً أن العراق يحرص على التنسيق المستمر مع الحكومة السورية بشأن الوضع الراهن.
وأوضح، أن الحكومة العراقية قد قدمت رؤيتها إلى السلطات السورية بشأن الوضع الأمني والسياسي في المنطقة، ولفت إلى أهمية التنسيق المشترك لضبط الحدود بين البلدين، بما يضمن الحد من التهديدات الأمنية والحد من تدفق الجماعات المسلحة والأسلحة عبر الحدود.
وفيما يتعلق بالتهديدات الأمنية الناجمة عن الأحداث في سوريا، حذر رئيس الحكومة العراقية من أن أي اضطراب أو خلل في السجون السورية قد يؤدي إلى تصعيد الوضع الأمني في المنطقة. وأضاف السوداني: “أي خلل في سجون سوريا سيدفعنا لمواجهة الإرهاب”. وأوضح أن العراق لن يتردد في اتخاذ كافة التدابير اللازمة للتصدي للتهديدات الإرهابية التي قد تتسرب عبر الحدود السورية العراقية.
وأشار السوداني إلى أن العراق لن يتدخل في الشؤون الداخلية لسوريا، ولن يكون جزءاً من أي عبث بأمنها، لكنه شدد على أن العراق لن يسمح بأي حال من الأحوال بمرور الأسلحة أو الجماعات المسلحة من سوريا إلى الأراضي العراقية. وقال في هذا السياق: “لن نسمح بدخول السلاح والجماعات المسلحة من سوريا إلى العراق”.
وأكد أن المعلومات التي تحدثت عن طلب النظام السوري من العراق التدخل العسكري لمكافحة التنظيمات المسلحة التي أطاحت بالنظام السوري في عام 2011، غير صحيحة تماماً. وقال: “نظام الأسد لم يطلب من العراق التدخل عسكرياً”. وأضاف أن العراق كان واضحاً في مواقفه تجاه الأزمة السورية، حيث لم يقدم أي دعم عسكري لنظام الأسد، مراعياً في ذلك سياسة العراق الداخلية القائمة على عدم التدخل في شؤون الدول الأخرى.
كما أشار السوداني إلى أن الحكومة العراقية والقوى السياسية المتحالفة معها تتفق تماماً على مبدأ عدم التدخل في الشؤون السورية. وأوضح قائلاً: “الحكومة العراقية والقوى السياسية متفقة على عدم التدخل في سوريا”، مشدداً على أن العراق يركز في الوقت الراهن على تعزيز استقراره الداخلي ومكافحة التحديات الأمنية التي يواجهها.
وفي سياق متصل، تحدث رئيس الحكومة عن خسائر الجيش السوري بسبب سيطرة تنظيم داعش على كميات كبيرة من الأسلحة خلال فترة سيطرة التنظيم على أجزاء من الأراضي السورية. وأكد السوداني أن هذه الأسلحة كانت مصدر تهديد للأمن الإقليمي، بما في ذلك الأمن العراقي، حيث استخدمها داعش في هجماته على الأراضي العراقية.
هذا وأكد السوداني أن العراق سيظل ملتزماً بسياسة احترام السيادة الوطنية للدول الأخرى، مع استمرار التنسيق مع سوريا لضبط الحدود ومكافحة الإرهاب. كما شدد على ضرورة تجنب التدخلات العسكرية الخارجية في سوريا، داعياً إلى حل سياسي يضمن حقوق جميع الأطراف ويؤدي إلى استقرار طويل الأمد في سوريا.