ولات خليل – xeber24.net – وكالات
اكد المرصد السوري لحقوق الإنسان أثارت تصريحات رئيس اللجنة الوطنية للتحقيق في أحداث السويداء، موجة استغراب في الأوساط المحلية، بعد سلسلة من التناقضات الواضحة بين ما أعلنه اليوم وما شهدته المحافظة خلال الأشهر الماضية.
فبينما أكد رئيس اللجنة الوطنية للتحقيق في أحداث السويداء أنه “لم يثبت قيام مقاتلين أجانب بالمشاركة في أحداث السويداء”، عاد ليقول إن “بعض الأشخاص من المقاتلين الأجانب دخلوا بشكل فردي وعشوائي إلى مدينة السويداء”.
هذا التناقض يثير تساؤلات جدّية حول مدى دقّة التحقيقات، خاصة أن انتقال مقاتلين أجانب بشكل فردي يتنافى مع طبيعة التنظيمات التي غالباً ما تعمل وفق مجموعات وهيكليات تابعة لوزارة الدفاع السورية.
كما تعهّد رئيس اللجنة بمحاسبة كل من يثبت تورّطه في الأحداث، في وقت تؤكد مصادر المرصد السوري أن عدداً من المتهمين بالخطف والقتل وارتكاب انتهاكات خطيرة مازالوا يصولون ويجولون دون أن يتم استدعاؤهم للتحقيق، ما يطرح تساؤلات حول جدية الإجراءات وانحيازها المحتمل.
وفيما حاول رئيس اللجنة التقليل من حجم التحريض عبر مواقع التواصل بالقول إن خطاب الكراهية اقتصر على أشخاص محدودين، تشير الوقائع التي وثّقها المرصد إلى انتشار واسع لخطابات التحريض التي طالت الدروز كمكوّن أصيل في سوريا، وشملت معتقداتهم ورموزهم الدينية، إضافة إلى الكنائس، ولا سيما الصورة الكبرى التي تمّت سرقتها وتخريبها خلال الأحداث، في ظل تقاعس واضح عن محاسبة الفاعلين.
ويرى المرصد السوري أن هذه التناقضات في تصريحات اللجنة تزيد من حالة الشكّ الشعبي، وتعمّق الفجوة بين رواية السلطة وما يلمسه الأهالي على الأرض، بما في ذلك غياب المساءلة الحقيقية، وغموض نتائج التحقيقات.
ويؤكد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن مسار التحقيقات في أحداث الساحل خلال الأشهر الماضية، وما رافقه من غيابٍ للمحاسبة وعدم التوصّل إلى نتائج حقيقية، يشكل نموذجاً مقلقاً يتكرر اليوم في السويداء، إذ توحي التصريحات الأولية للجنة التحقيق بأن المشهد يتجه إلى مسار مشابه، يقوم على تهوين الحقائق وتجاهل المسؤولين الفعليين عن الانتهاكات، ما يعمّق مخاوف الأهالي من أن تبقى القضية دون عدالة أو كشف حقيقي للوقائع.



