كاجين أحمد ـ xeber24.net
كشف وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، أن بلاده اقترحت على كل من أنقرة ودمشق خطة جديدة فنسحاب القوات التركية من الأراضي السورية بضمانة روسية وإيرانية، مقابل إطلاق عملية التطبيع بين البلدين.
وقال عبد اللهيان بشكل مقتضب قبل يومين: “اقترحنا أن تلتزم تركيا أولا بسحب قواتها العسكرية من الأراضي السورية، وثانيا أن تلتزم سوريا بنشر قواتها على الحدود حتى لا تتعرض الأراضي التركية للتهديد”.
وأضاف الوزير الإيراني، “اقترحنا على دمشق وأنقرة أيضا أن تكون إيران وروسيا ضامنتين في هذا الاتفاق”.
هذا الطرح قدمته إيران في اللقاء الرباعي الذي جرى على هامش مباحثات أستانا في أواخر شهر حزيران الفائت، وتعمل طهران حالياً للعمل علية وجعله مقبولاً لدى كل من دمشق وأنقرة بحسب المتحدث باسم وزارة الخارجية الايراني ناصر كنعاني، الذي أكد على ضرورة سحب القوات التركية من الأراضي السورية.
استندت طهران في عرض مقترحها على بند تمكين قوات النظام السوري خلال جلسة المسار الرباعي الخاص بتطبيع العلاقات بين أنقرة ودمشق.
وتتضمن العرض الإيراني أن تكون خطة الانسحاب التركي على مرحلتين، في المرحلة الأولى يكون الانسحاب إلى قرب الحدود التركية على عمق 5 كم، كي يتناسق مع بند اتفاقية أضنة 1998 التي سمحت للقوات التركية بالتوغل داخل الأراضي السورية حتى عمق 5 كم.
في هذه المرحلة تحافظ تركيا على وجودها العسكري ضمن هذا العمق (5كم)، في حين تبدأ قوات النظام السوري بفرض سيطرته على المناطق التي انسحبت منها أنقرة، لكن بإشراف غرفة عمليات مشتركة تضم مستشارين عسكريين من روسيا وإيران وتركيا، للإشراف على حسن التنفيذ.
وفي المرحلة الثانية تنسحب القوات التركية بالكامل، وتحل مكانها قوات حرس حدود، مع تسيير دوريات إيرانية وروسية مشتركة للإشراف على عملها، في حين تتولى إدارة مدنية تابعة للنظام السوري تشغيل المعابر الحدودية.
الطرح الإيراني هذا رافقه جوائز ترضية بالنسبة لأنقرة، فقد عرضت طهران التعاون مع تركيا لتقويض سلطة قوات سوريا الديمقراطية “قسد”، والسماح ببقاء الأجواء السورية مفتوحة للطائرات التركية خاصة المسيرة منها لضرب قوات سوريا الديمقراطية ومسؤولي الادارة الذاتية في العمق السوري.
كما أبدت طهران استعدادها للتعاون مع أنقرة وفق آليات يجري الاتفاق عليها لاحقاً لمحاربة حزب العمال الكردستاني في إقليم كردستان العراق.
هذا فضلاً على أنه في حال وافقت أنقرة على المقترح الإيراني ستتمكن تركيا افتتاح قنصلية لها في حلب، وتسهيل النشاط التجاري في هذه المحافظة المهمة والتي تدغدغ أحلام أنقرة الاستعمارية وفق الاتفاق الملي.
يبدو أن إيران تحاول تصحيح المساومة الروسية التركية التي سمحت بالتوغل التركي ضمن الأراضي الكردية في سوريا (عفرين، سري كانيه، كري سبي) مقابل استعادة الغوطة ودرعا، لكن هذه المرة بمساومة جديدة وهي التعاون التركي الايراني والسوري ضد الادارة الذاتية.