آفرين علو ـ xeber24.net
كشف تقرير لصحيفة “إسرائيل هيوم” العبرية، اليوم الإثنين، أن النشاط الإسرائيلي داخل الأراضي السورية قد تجاوز نطاق العمليات الأمنية المحدودة، ليتحول إلى عامل مؤثر في تشكيل المشهد المستقبلي لسوريا، بما يتماشى مع المصالح الاستراتيجية طويلة المدى لإسرائيل.
ووفق التقرير، سارعت إسرائيل بعد سقوط نظام الأسد إلى تطوير مقاربة جديدة تجاه جنوب سوريا، تقوم على السيطرة المبكرة على المنطقة العازلة في مرتفعات الجولان المحتل، بهدف إدارة التحولات الإقليمية.
وأفاد التقرير بأن الجيش الإسرائيلي انتشر في ما يقارب عشر نقاط عسكرية تمتد من جبل الشيخ إلى سفوح اليرموك، في نشاط وصفه بأنه بات “روتينياً” خلال العام الحالي.
ولفتت الصحيفة إلى أن القوات الإسرائيلية نفذت سلسلة عمليات خلال العام، أسفرت عن إحباط نشاط خلايا مرتبطة بحركتي “حماس” و”داعش”، إضافة إلى مجموعات تعمل ضمن النفوذ الإيراني، مؤكدة أن هذه التحركات لا تستهدف حماية الحدود الشمالية فحسب، بل تساهم أيضاً في توجيه مسار الصراع السوري.
وتناول التقرير حادثة الاشتباك الأخيرة في بلدة بيت جن بريف دمشق، التي أسفرت عن إصابة ستة جنود إسرائيليين، واصفاً المنطقة بأنها “واحدة من أكثر المناطق حساسية شرق الجولان” نظراً لتعقيداتها الأمنية والسياسية.
وحلّل التقرير الوضع السوري الراهن بأنه “مرحلة تحول متدفق خارج السيطرة”، في إشارة إلى انهيار البنية العسكرية للدولة وتوزع السلاح، ما جعل المشهد الميداني سريع التغير وأكثر تأثيراً على أمن الجولان المحتل.
وأوضحت “إسرائيل هيوم” أن الدور الإسرائيلي في سوريا يتعدى مكافحة الإرهاب التقليدية، خاصة مع تدخل أطراف إقليمية كتركيا، مما يدفع تل أبيب إلى تعميق وجودها وتقديم مساعدات إنسانية محلية لتعزيز التعاون.
وربط التقرير بين العقيدة العسكرية الإسرائيلية الحالية في سوريا وتكتيكات “فرق الليل الخاصة” التي عملت خلال فترة الانتداب البريطاني عام 1938، والتي اعتمدت على العمليات الاستباقية خارج الحدود وفرض “الدفاع النشط”، معتبراً أن هذه المقاربة هي الأساس الذي تقوم عليه سياسة الجيش الإسرائيلي الهادفة إلى مراقبة الجبهة الشمالية وإعادة تشكيل الواقع الأمني والسياسي بما يتوافق مع مصالح إسرائيل قبل استقراره.




