غضب روسي وتجاهل تركي.. أنقرة وموسكو والعودة إلى مربع العداء

مشاركة

كاجين أحمد ـ xeber24.net

سرعان ما تغير موقف روسيا الرسمي والاعلامي من تركيا ورئيسها رجب طيب أردوغان، حيث شهد اليومين الماضيين تهجم من قبل مسؤولي موسكو والاعلام الروسي على أنقرة، وصل الحد ببعضهم وصف تصرف أردوغان كطعنة خنجر مسموم في الظهر، في إشارة إلى أن المشهد الدبلوماسي بين الطرفين سيشهد تعقد وتوتر كبير، خاصة وسط تجاهل الأخير لمطالبات الكرملين بالتوضيح عن تصرفاته الأخيرة.

القلق الروسي بدأ مع إعلان الرئيس الأوكراني فولديمير زيلينسكي عن زيارته إلى تركيا ولقاء أردوغان، حيث أعلن الكرملين أنه سيتابع هذا اللقاء عن كثب وينتظر نتائج هذا اللقاء.

صدم المسؤولون الروس من الصورة التي نشرها زيلينسكي على حسابه في مواقع التواصل الاجتماعي “تلغرام”، والتي اجتمع فيها مع قادة كتيبة آزوف على متن طائرة العودة إلى كييف، وكتب: “دنيس بروكوبينكو، وسفياتوسلاف بالامار، وسيرغي فولينسكي، وأوليغ خومينكو، ودينيس شليغا، يسافرون إلى كييف من تركيا”.

كان من المفروض أن يبقى القادة الخمسة محتجزين في تركيا بموجب اتفاق بين أردوغان وبوتين، إلى نهاية الحرب الروسية الأوكرانية، ويبدو أن أمر الافراج عنهم جاء بقرار فردي من أردوغان ودون علم موسكو بذلك والتي طالبت أنقرة بإيضاح حول هذا الأمر.

أعقب ذلك إعلان كييف عن اتفاق تعاون عسكري مع أنقرة يخص انتاج طائرات تركية مسيرة على الأراضي الأوكرانية، لم يقتصر الأمر على ذلك بل تجاوزها إلى إعلان أردوغان دعمه في تسريع عملية انضمام أوكرانيا إلى حلف الناتو، واعتبار الحرب الروسية ضد كييف غير عادلة، ما أثار القلق الروسي أكثر من تغيير نهج الحليف التركي.

جددت موسكو مطالبتها أنقرة بتوضيح لموقفها المتحول هذا، رافقها تحذير من وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف لنظيره التركي هاكان فيدان، أن هذه التصرفات ستكون لها تأثير مدمر على علاقات البلدين، خاصة قرار أنقرة باستمرار دعم كييف بالمعدات العسكرية.

بقيت أنقرة ملتزمة الصمت حيال الطلب الروسي في توضيح الموقف، واعتبروا أن تغيير الرئيس التركي لمواقفه هو تحول سياسة بلاده من دولة محايدة في قضية الحرب الروسية الأوكرانية إلى دولة غير صديقة.

لم يقتصر الأمر على ذلك، بل تعداه إلى منح أردوغان الضوء الأخضر لانضمام السويد إلى حلف الشمال الأطلسي “الناتو”، على عكس تصريحاته وتوقعات المسؤولين الروس الذين استشاطو غضباً، حيث أعلن لافروف على الفور أن بلاده تتخذ الخطوات الجوابية المناسبة مع انضمام كل عضو جديد للحلف.

رغم كل ذلك أعلن المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، أن بلاده ستستمر في حوارها مع أنقرة، مشيراً أنها ستأخذ بالحسبان انتهاكات أردوغان لاتفاقاته مع بوتين خلال أي اتفاق جديد بين البلدين.

لكن صمت أنقرة حتى الآن، قد يغير من طبيعة المشهد السياسي والتعاطي الدبلوماسي بين البلدين، خاصة في سوريا ودول القوقاز، ويمكن اعتبار ذلك نهاية لمسار سوتشي وأستانا وتغيير لموازين القوى على الأرض في شمال غرب سوريا والتي من المتوقع أن تشهد حرب ضروس في قادم الأيام.