“دخلتها جثة وبواسطة بعد أن طردوها حية” قصة جديدة من مآسي عفرين

مشاركة

 

كاجين أحمد ـ xeber24.net

 

 

انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع مصور لنعش محمول على الأكتف يطوف داخل منزل، ويظهر على مدخل المنزل شخص أسمر اللون مطأطأ الرأس غريب عن الأهالي الذين يبكون على من في داخل النعش ويترحمون عليها.

 

من هنا بدأت القصة، السيدة ملك خليل إيبو تبلغ من العمر 63 عاماً، عادت في صيف العام الماضي إلى قريتها “علي جارو” التابعة لناحية بلبلي في ريف عفرين التي تحتلها تركيا وتستبيحها عناصر الفصائل السورية التابعة للائتلاف، بعد تهجير قسري لمدة أربعة سنوات عاشتها في مخيمات اللجوء في الشهباء شمال مدينة حلب.

 

السيدة ملك تمتلك منزل ريفي في القرية وأرض فيها حقول الزيتون، وقد عادت إلى أملاكها كما وعدها المجلس الوطني الكردي شركاء الائتلاف السوري، إلا شركائهم فيما يسمى بـ “الجيش الوطني” كانوا قد استولوا على أملاكها ورفضوا إعادتها لها.

 

طالبت المواطنة ملك باستعادة أملاكها، إلا أنها تلقت تهديدات من شخص يدعى “اسمر أبو العز” الذي ظهر مطأطأ الرأس في المقطع المصور، وهو أحد عناصر ما يسمى المكتب الاقتصادي في فصيل صقور الشمال التابع للائتلاف السوري.

 

أسمر هذا استولى على منزل المواطنة ملك واستباح أرضها، ورفض إعادتها بل هددها بالقتل والتهجير مرة أخرى إن استمرت بمطالبة استعادة أملاكها.

 

لم تفقد ملك الطاعنة في السن الأمل وبقيت تطالب بأملاكها وسط قطيع لا يسمع ولا يرى، ولا يركض إلا وراء فرائس لاصطيادها، الأمر الذي قهرت السيدة وأصبتها جلطة دماغية، دخلت على أثرها مشفى في مدينة عفرين.

 

فارقت السيدة ملك الحياة بسبب ما عانت من القهر والظلم على أيدي ممن يسمون أنفسهم بـ “الجيش الوطني” أو “الجيش الحر”، وفقدت حياتها في الـ 6 من الشهر الجاري، بعد أن تركت وصية لأهل قريتها وهي: أن يطوفوا بجثمانها في منزلها التي لم تستطع الدخول إليها وهي حية.

 

ولتطبيق وصيتها حمل الأهالي جثمان ملك ودخلوا إلى منزلها، إلا أن المستولي “اسمر” رفض ذلك حتى تدخلت وساطات من فصيله، ليقولو له أنها لن تتمكن إسترجاع منزلها فقد ماتت.

 

وتحولت السيدة ملك إلى قصة أخرى من قصص مآسي أهالي عفرين، الذين يذوقون يومياً مرارة الظلم والقهر والمعاناة على أيدي القطعان المسلحة من جماعات الائتلاف السوري الموالي لتركيا، والذين يستبيحون كل شيء دون أي رادع أو حساب.