المحامي حسين نعسو
مبدئيًا، لا بأس إن كنتم ترغبون الاحتفال بفرار الطاغية بشار، ومشاركة شركائكم فرحتهم بذلك، وفاءً منكم للسنين الطويلة التي قضيتموها في صفوف الائتلاف المقبور.
وربما كان هذا الأمر مقبولًا أو مبرَّرًا لو أنكم اجتمعتم أمام مكتبكم في عفرين، ورفعتم راياتكم وأعلامكم الخاصة، وعقدتم حلقات الدبكة هناك، مع إصدار بيان بخصوص المناسبة، والإشادة بفرحة السوريين — كردًا وعربًا — بفرار الطاغية، مع مطالبة سلطات دمشق بتبييض سجون عفرين من المعتقلين أسوةً ببقية السجون في سوريا، ووقف الانتهاكات، وخروج المسلحين، والاعتراف بالكرد كشريك أساسي في بناء سوريا، وجعل اللغة الكردية لغةً رسمية في عفرين وغيرها من المطالب المستحقّة.
أمّا أن تُصدروا أوامر حزبية صارمة لرفاقكم بالحضور ، ثم يتم اقتيادهم قسرًا مع فرقة الرقص، وعلى أنغام الطبل والزمر، إلى القاعة المخصّصة للاحتفال من قبل اتباع الجولاني بحجة تلبية دعوة رسمية موجّهة إليكم! ثم يُصار داخل القاعة إلى تجاهلكم والقفز من فوقكم عمدًا دون أي ذكرٍ لاسمكم في الكلمة الترحيبية، فضلًا عن عدم إتاحة المجال لكم لإلقاء كلمة — وأنتم أصحاب الأرض والمدينة — ويُختزل دوركم في التصفيق والهتاف والرقص وهزّ الخصر أمام أولئك الهمج…
ناهيكم عن بعض المضايقات لحاملي اللافتات التي تدعوا للشراكة وانزال الاعلام الكردية بالقوة من قبل الامن العام ،فوالله إن هذا عارٌ لا بعده عار.
ففي ذلك ليس فقط إهانة لكم كمجلس، بل إهانة للكرد جميعًا في عفرين بصفتهم أصحاب الأرض. وكان من المنتظر، مراعاةً لكرامتكم وللمكانة التي تمثّلونها، أن تتعاملوا مع الموقف بحزم أكبر، وألّا تقبلوا بدور هامشيّ مُذل ومهين كهذا ، وكان يفترض بكم الانسحاب المشرف من تلك المهزلةوليكن في علمكم أنّ من لا يحترم ذاته، ويلهو وراء الفتات على موائد الأعداء، فلن يكون مكانه إلا عند عتبة الدار، ولن ينال من أعدائه سوى الاحتقار






