كاجين أحمد ـ xeber24.net
أصدرت ثلاث جهات مسيحية وسريانية امس الاثنين، بيانات عاجلة حذرت خلالها من خطر وجودي يهدد ما تبقى من الحضور المسيحي التاريخي في سوريا. هذا التحذير جاء بعد حملات اعتقال وعمليات سطو مسلح طالت المكون في مدينة القصير لدفعهم نحو الهجرة وترك بيوتهم وأراضيهم.
وذكرت الجبهة المسيحية في بيانها، أن الاعتداءات المتكررة التي تستهدف الشعب المسيحي في سوريا، لم تعد مجرد حوادث معزولة بل باتت تشكل تهديداً مباشراً لبقاء هذا المكون التاريخي الذي يعد أحد جذور الهوية السورية، موضحاً أن الاعتداءات سبقت الهجوم الإرهابي على كنيسة مار الياس واستمرت بعده.
وانتقدت الجبهة تجاهل السلطة الانتقالية والاكتفاء بتبرير تلك الجرائم على أنها أفعال مجموعات غير منضبطة، وقالت أن تجهل هذه السلطة لملف المسيحيين لا يقتصر على الجانب الأمني بل يمتد إلى التهميش السياسي، واستبعاد القوى والأحزاب المسيحية عن المشاورات وأي شراكة حقيقية في البلاد.
أما المجلس الوطني المشرقي، حذر من تصاعد الانتهاكات بحق المسيحيين في مدينة القصير بريف حمص، ووصفها بالعنف الطائفي الممنهج، الذي يمثل تهديداً وجوديا للمسيحيين في سوريا، وآخر مسمار في نعش التعددية السورية.
ولفت المجلس إلى أعمال العنف والانتهاكات التي طالت المسيحيين في مدينة القصير، وقال إن هذه الجرائم ليست فردية أو عشوائية بل تأتي ضمن سياق أوسع من الترهيب والتهجير القسري غير المعلن، محذراً من صمت السلطة الانتقالية وعجزها على المحاسبة، الأمر الذي يثير الشكوك حول تورط مجموعات من داخل أجهزة السلطة نفسها في هذه الجرائم.
وأكد المجلس، أن نفي السلطة الانتقالية لهذه الجرائم ووصفها بالشائعات، فإن الشهادات والوقائع الميدانية تؤكد على استمرار العنف وتفاقمه، ما أفقدت التصريحات الرسمية مصداقيتها.
بينما الاتحاد السرياني الأوروبي أورد في بيانه سلسلة أعمال العنف الذي طال عوائل المسيحيين في القصير وأيضا كشف عن تهديدات يومية تطال الكنائس والمنازل والعائلات المسيحية في العاصمة دمشق.
هذا وأكد الاتحاد، أن هذه الحوادث تظهر أن ما تبقى من الوجود المسيحي في سوريا يدفع بشكل منهجي نحو التهجير وأن بقاؤه اصبح مهدداً بشكل مباشر، موضحاً أن استهداف المدنيين على أساس هويته ودينه جريمة ضد الإنسانية.