تفاصيل المؤتمر الصحفي المشترك لبوتين وأردوغان في سوتشي

مشاركة

كاجين أحمد ـ xeber24.net

انتهى اللقاء الذي جمع بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب أردوغان، بعد اجتماع دام ثلاث ساعات، منها ساعة ونصف اجتماع ثنائي وساعة ونصف آخر اجتماع مع وفود البلدين، والذي تناول ملفات عدة من تعاون ثنائي وقضايا إقليمية ودولية.

وخلال المؤتمر الصحفي المشترك الذي عقده الطرفان في مدينة سوتشي الساحلية، قال بوتين: “دفعتنا الدول الغربية لوقف تنفيذ صفقة الحبوب، حيث حظروا توريد قطع الغيار للمعدات الزراعية ومنعوا استخدامنا للنظم البنكية”، لافتاً إلى أنهم “مستعدون لاستئناف العمل بصفقة الحبوب بمجرد أن يتم الإيفاء بالالتزامات تجاه روسيا”.

وأضاف، “الغرب كان يخدعنا بالحديث عن مبادرة البحر الأسود لأن 70% من الحبوب وصلت إلى الاتحاد الأوروبي، بينما وصل 3% فقط إلى الدول المحتاجة، سنورد الحبوب مجاناً إلى 6 دول إفريقية، وسنتحمل تكاليف النقل”.

وشدد بوتين على أن “الوعود الغربية لروسيا يجب أن تنفذ أولا، حصدنا 130 مليون طن من الحبوب هذا العام وسنخصص 60 مليون طن للتصدير”، موضحاً ، أن “تركيا شريك مهم ومستعدون للعمل معا لتطوير صفقة البحر الأسود بالاشتراك مع تركيا وقطر، لتصدير الحبوب إلى الدول الإفريقية،ننظر للعمل مع تركيا وقطر لتوريد مليون طن من الحبوب كبديل “لصفقة الحبوب”. هذه مساهمة لحل مشكلة الغذاء لدى الدول الإفريقية”.

ولفت إلى، أن “جهود أردوغان لتسوية الأزمة الأوكرانية أدت للتوصل إلى عدد من الوثائق بشأن التسوية، لكن أوكرانيا قامت برمي هذه الوثائق في سلة المهملات، ربما تستطيع تركيا التوصل إلى مبادرات أخرى، نعرف أن هناك جهود وساطة ونشكر الرئيس التركي على هذه الجهود، هناك جهود أخرى من الصين ومن الدول الإفريقية”.

وتابع، “اتفقنا على ألا تستخدم الممرات لأهداف عسكرية، للأسف تم استخدامها لهذه الأهداف، حيث يحاولون مهاجمة خط أنابيب الغاز “السيل التركي” نحن نحمي هذه الأنابيب إلا أنهم يوجهون الضربات إليها، وتنطلق هذه الضربات من الموانئ الأوكرانية، الهجوم الأوكراني المضاد فشل، ولا يراوح مكانه فحسب”.

وبشأن التعامل التجاري والاقتصادي ين البلدين، ذكر بوتين أنه ارتفع التبادل التجاري بين روسيا وتركيا بـ 4%، وحصة الدولار واليورو في التبادل التجاري بين روسيا وتركيا تنخفض، وهناك اتجاه للتعامل بالعملة الوطنية.

ولفت إلى، أن محطة الطاقة في “أكويو” تنطلق في 2024، وتوفر 1800 ميغاواط، ويعمل بها 25 ألف موظف وعامل، مستعدون لنقل الغاز عبر تركيا إلى دول ثالثة لكل الراغبين في شراء الغاز الروسي، يجري تطوير التعاون الثنائي في مجال الزراعة، حيث كانت هناك تعاون بقيمة 7.4 مليار دولار، زار تركيا أكثر من 5 ملايين سائح روسي خلال العام الماضي، الهيئات المختصة ستسعى للعمل كي تكون زيارة السياح الروس إلى تركيا آمنة ومريحة.

وبشأن الملف السوري قال بوتين: أن “صيغة أستانا الأكثر فعالية، لا بد من سلامة الأراضي السورية ووحدتها والتوصل إلى توافق وطني في البلاد”.

من جهته، أشار أردوغان إلى أن المقترحات البديلة المطروحة لمبادرة الحبوب لم تقدم نموذجًا مستدامًا وآمنًا، مبينًا أن تركيا أعدت مع الأمم المتحدة حزمة مقترحات جديدة من شأنها إحراز تقدم كبير فيما يخص مبادرة الحبوب، وأعرب عن قناعته بإمكانية الحصول على نتائج منها.

وأكد ضرورة قيام أوكرانيا بتخفيف حدة نهجها ليصبح بالإمكان اتخاذ خطوات مشتركة مع روسيا بشأن المبادرة، مشيراً إلى أن تركيا استضافت مفاوضات مباشرة بين روسيا وأوكرانيا وأنها مستعدة مجددًا للقيام بما يقع على عاتقها.

وأضاف، “بوتين قال إنهم قاموا بالإجراءات اللوجستية من أجل إرسال مليون طن من الحبوب للبلدان الفقيرة، وتركيا مستعدة للقيام بما يقع على عاتقها في هذا الصدد”، معرباً عن أمله في أن تقف تركيا وروسيا وقطر إلى جانب الدول الإفريقية عبر اتخاذ خطوات لإرسال الحبوب إليها على شكل دقيق.

وادعى الرئيس التركي، أنهم عازمون على مواصلة مساعيهم من أجل إحلال السلام الدائم والاستقرار والازدهار في المنطقة، موضحاً أنه وبوتين في حوار دائم من خلال اتصالات هاتفية وثيقة منذ لقائهما العام الماضي بمدينة أستانة الكازاخية على هامش مؤتمر التفاعل وتدابير بناء الثقة في آسيا.

وأوضح أردوغان أن الجانبين بحثا القضايا المدرجة على جدول الأعمال في الاجتماع الثنائي والأخر على مستوى الوفود، وقال: “قمنا بتقييم الخطوات التي يمكن اتخاذها لزيادة تعزيز التعاون متعدد الأبعاد، وخاصة في التجارة والزراعة والسياحة والاقتصاد والتمويل”.

ولفت أن حجم التجارة الثنائية بين البلدين وصل قرابة 69 مليار دولار العام الماضي، مؤكدًا السير بخطوات ثابتة نحو الوصول إلى الهدف المحدد بـ 100 مليار دولار.

وأضاف: “نمر العام الحالي بموسم ناجح جدًا في السياحة، وكنا قد استقبلنا 5 ملايين و230 ألف سائح روسي عام 2022، والعام الحالي قدم 3,5 ملايين سائح روسي إلى بلدنا في الأشهر الـ7 الأولى من العام الجاري”.

وشدد أردوغان أن مبادرة نقل الحبوب عبر البحر الأسود لعبت دورًا رئيسيًا في مكافحة أزمة الغذاء عالميًا، وأصبحت كأنبوب تنفس لأولئك الذين هم في أمس الحاجة إلى الحبوب وخاصة في أفريقيا.

وأشار أن تطلعات روسيا فيما يخص استئناف مبادرة الحبوب معروفة من قبل جميع الأطراف، مضيفًا: “عبرنا أيضًا عن المسائل التي طرحها الأصدقاء الروس بمناسبات مختلفة، ولا زلنا، ونعتقد أن المبادرة ينبغي أن تستمر من خلال معالجة ما يشوبها من نواقص، وشاركت بصدق وجهات نظرنا حول هذه القضية مع صديقي العزيز خلال اجتماعنا الثنائي”.

وأعرب عن تمنيات تركيا أن تنتهي الصراعات الدائرة في أقرب وقت ممكن بسلام دائم وعادل على أساس القانون الدولي.

كما أكد أنه بحث مع بوتين قضايا إقليمية ودولية أخرى، مضيفًا: “وفي هذا السياق، تباحثنا حول آخر التطورات في سوريا وجنوب القوقاز وليبيا وأفريقيا”.

وأردف: “قمنا بتطوير علاقاتنا الثنائية بما يخدم مصالح بلدينا ومنطقتنا على أساس مبادئ حسن الجوار والصداقة والصدق، ورأينا ولا زلنا نرى فوائد العلاقات التركية الروسية المبنية على هذا الأساس في مساحة واسعة جدًا”.

وشدد أن الاتصالات الوثيقة مع روسيا ستستمر في المساهمة في حل القضايا الإقليمية والعالمية.

وقال: “وخاصة محطة أق قويو للطاقة النووية، وكخطوة ثانية ناقشت مع صديقي العزيز اليوم مسألة محطة سينوب للطاقة النووية”.

ووقعت تركيا وروسيا اتفاقية لإنشاء محطة أق قويو النووية في ولاية مرسين جنوبي البلاد عام 2010، حيث وضع حجر الأساس لها في 2018، ومن المقرر بدء تشغيلها العام الحالي، بينما تجري المحادثات بين البلدين من أجل إنشاء محطة أخرى في ولاية سينوب (شمال).

ولفت أردوغان أن روسيا ترغب في إرسال الحبوب إلى البلدان الإفريقية، معربًا عن أمله أن يلبي بوتين بسرعة الطلبات المقدمة من دول القارة السمراء.

هذا وغادر أردوغان مع الوفد المرفق له المدينة الروسية دون أن يتم التوقيع على أية وثائق بحسب المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف.