بعد سفك الدماء بكركوك قيادة إقليم كردستان تتعهد بدفع الثمن والرئيس العراقي يدعو للحوار

مشاركة

كاجين أحمد ـ xeber24.net

تعهد زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني، مسعود البرزاني أن الأيدي التي طالت الشباب الكرد في كركوك وسفكت دماءهم ستدفع ثمنا باهظاً، مبدياً استغرابه من تماطل القوات الأمنية في المدينة بإنهاء الأعمال اللاقانونية ومنع الشغب الذي يحدث منذ أسبوع.

وقال البرزاني في بيان، مساء اليوم السبت: “منذ أيام يقطع مجموعة من قطاع الطرق و الغوغائيين طريق اربيل – كركوك بحجة منع عودة الحزب الديمقراطي الكوردستاني الى مقاره ولا يسمحون للمواطنين بالتجول الطبيعي و صنعوا وضعاً خطيراً و غير ملائم للغاية لاهالي كركوك”.

وأضاف، “نحن أكدنا دائما على ان كركوك يجب ان تكون مثالا للتعايش بين مكوناته لكن هذه التصرفات اللاقانونية هي محاولة لنشر الفتنة وتقويض التعايش”، مستغرباً من أن “القوات الامنية والشرطة وخلال الأيام الماضية لم يحاولوا بأي طريقة منع هذا الشغب والتصرفات اللا قانونية بل وتم استخدام القوة اليوم ضد المتظاهرين الكورد في كركوك وتم سفك دم الشباب الكورد”.

واعتبر أن “هذه التصرفات غير مقبولة ابدا وستكون لها نتائج سيئة وسفك دماء ابنائنا في كركوك سيكون له ثمن باهظ”، مطالباً رئيس وزراء الحكومة الاتحادية بوضع حد لهذا الشغب وإنهاء هذا الظلم والتمييز والذي يستهدف بشكل مباشر التعايش والاستقرار في كركوك ومناطق اخرى”.

بدوره أدان رئيس الحكومة مسرور البرزاني أعمال الشغب والهجمات التي نفذها ما وصفهم بالشوفينيين ضد المواطنين الكورد وأدى إلى استشهاد أحدهم وإصابة 10 آخرين.

وقال في بيان: “ندعو رئيس الوزراء الاتحادي إلى التدخل الفوري للسيطرة على هذا الوضع غير المقبول، وحماية حياة المواطنين والمتظاهرين، ونؤكد على أهمية عدم السماح للأشخاص غير المسؤولين بتصعيد الوضع وتأزيمه وتعقيده أكثر مما هو عليه الآن”.

وتابع “نهيب بالمواطنين الكورد المضطهدين في كركوك ممارسة ضبط النفس والابتعاد عن العنف، كما نحث المواطنين العرب الأصليين والتركمان في كركوك على عدم السماح للغرباء بزعزعة استقرار المدينة وتعكير صفو التعايش بين مختلف المكونات”.

من جهته، دعا الرئيس العراقي عبد اللطيف جمال رشيد، جميع الأطراف ذات الصلة بالتطورات المؤسفة في كركوك بالامتناع عن أي تهديد أو استخدام للقوة، و تغليب مصلحة الشعب واستقرار البلاد على أية مصالح أخرى.

وشدد رشيد على “ضرورة الركون إلى الحوار البنّاء كوسيلة لابد منها لتهدئة التوتر الراهن بغية الحفاظ على مكتسبات وإنجازات الشعب العراقي بكافة أطيافه، وعدم فسح المجال أو منح الفرصة لعصابات الإرهاب الرامية إلى خلط الأوراق وزعزعة الاستقرار واستباحة الدم العراقي”.

وأكد الرئيس العراقي، أن “كركوك كانت ومازالت رمزاً للتآخي العراقي وجامعة لكل الأطياف، ولن نسمح بتشويه صورتها”، داعياً “الحكومة الاتحادية والقوات الامنية إلى التدخل الجاد للسيطرة على الوضع في المدينة وضبط الأمن وسيادة القانون فيها وبما يحفظ السلام العادل. ونهيب أيضاً بجميع الجهات السياسية والفعاليات الاجتماعية والشعبية، إلى أخذ دورها في درء الفتنة حفاظاً على استقرار محافظة كركوك وأمن مواطنيها”.

وتشهد محافظة كركوك توتر أمني منذ أسبوع على خلفية رفض جهات عربية وتركمانية وفصائل مسلحة لقرار الحكومة العراقية بإخلاء مقر الحزب الديمقراطي الكوردستاني والذي تشغله قيادة عمليات كركوك، والتي تطورت اليوم السبت إلى أعمال عنف بعد مطالبة الأهالي بفتح الطريق الواصل بين كركوك وأربيل، ما أدى إلى استشهاد مواطن وإصابة 10 آخرين.