تركيا تحصد ثمار استغلالها للمرتزقة السوريين في النيجر وتدخل في اتفاقيات جديدة مع حكومة الانقلاب

مشاركة

كاجين أحمد ـ xeber24.net

كانت تركيا من بين الدول الأربع “روسيا، الصين، إيران” التي سارعت إلى التقارب مع المجلس العسكري الانقلابي في النيجر والتي أطاحت برئيس البلاد محمد بازوم في يوليو من العام الماضي، وذلك بهدف مد نفوذه في القارة الافريقية.

نجحت حكومة أردوغان في مساعيها وذلك بدعم الانقلابيين في البلد الافريقي عسكريا وماديا، وتكثيف الزيارات الدبلوماسية والاستخباراتية والعسكرية إلى المجلس العسكري الغير معترف به دوليا كسلطة شرعية في النيجر.

وكانت من بين تلك الزيارات النشطة، وصول وفد تركي قبل ثلاثة أشهر إلى النيجر بقيادة وزير الخارجية هاكان فيدان، بالإضافة إلى وزيري الدفاع والطاقة ورئيس الاستخبارات، حيث كان في استقبالهم الجنرال عبد الرحمن تياني، الذي وصل إلى السلطة في الانقلاب العسكري.

وقالت مصادر مطلعة على هذه الزيارة حسب ما نقلت وكالة “بلومبيرغ” حينها، إن زيارة الوفد التركي تهدف إلى “استفادة أنقرة” من إمدادات النيجر من المعدن الانشطاري “اليورانيوم”.

واليوم الثلاثاء، أعلن وزير الطاقة التركي ألب أرسلان بيرقدار، عن توقيع بلاده مذكرة تفاهم للتعاون في مجال التنقيب عن المعادن واستخراجها مع النيجر، وذلك خلال استقباله وزير المناجم في الحكومة الانقلابية أبارشي عثمان.

وحسب الاعلام الرسمي التركي، ففي إطار مذكرة التفاهم الموقعة هذه، سيتم تشجيع تبادل المعلومات والمحادثات على المستوى الرسمي والتشاور بين الوزارات والمؤسسات ذات الصلة في البلدين.

وتعقيباً على ذلك، قال وزير الطاقة التركي إن الاتفاقية تهدف إلى تمكين شركات القطاعين العام والخاص من العمل في قطاع التعدين وتطوير التعاون في مجال استكشاف واستخراج الموارد المعدنية في النيجر.

تمتلك النيجر مخزونات ضخمة من اليورانيوم الذي لعب دوراً اساسياً في إدارة علاقات النيجر الدولية، هذا البلد الذي يعتبر من أفقر دول العالم رغم مواردها الضخمة، فهي تمتلك النيجر حوالي 5 بالمئة من إنتاج اليورانيوم في العالم، وتحتل المرتبة العاشرة بين أكبر مصدري الوقود النووي، وفقا للرابطة النووية العالمية.

وحسب خبراء استراتيجيين، فإن تركيا تسعى، إلى تأمين إمدادات اليورانيوم لمفاعل “أكويو” الواقع على البحر المتوسط، وهو أول محطة طاقة نووية في البلاد، والتي تبنيها شركة “روس آتوم” الروسية المملوكة للدولة، فضلا عن منشأتين أخريين يتم التخطيط لإنشائهما.

ومنذ الانقلاب العسكري في يوليو من العام الماضي، نجح الرئيس التركي في استمالة الانقلابيين، من خلال استراتيجيته التوسعية في أفريقيا والتي تعتمد على إطلاق قنوات تلفزيونية وبيع طائرات مسيّرة وتوفير محطات كهرباء متنقلة على السفن البحرية.

كما كانت النيجر التي تعاني من إرهاب جماعات متطرفة، وجهة جديدة لرحلة الارتزاق للمسلحين السوريين المنضوين تحت مظلة الائتلاف السوري، لحماية المصالح التركية في هذا البلد الأفريقي مقابل مبالغ مالية.

وجهزت تركيا منذ أشهر مكاتب لتسجيل السوريين في رحلة الارتزاق إلى النيجر، وارسلت المئات من المسلحين إلى هناك، خاصة من فصيل ما يسمى بـ “السلطان مراد” وهي من أبرز الفصائل المسلحة التي تضم عناصر تركمانية ويتزعمها المدعو فهيم عيسى أحد أكثر الاشخاص المقربين لحكومة أنقرة.

هذا ويبدو أن تركيا بدأت بجني ثمار استغلالها للمرتزقة السوريين، في النيجر، من خلال توقيع اتفاقيات تجارية واقتصادية على حساب قتل الشبان السوريين ودمائهم في مناطق لا تخدم سوى المصلحة التركية.