كرد كركوك يحتجون على استمرار الاستيلاء لأراضيهم من قبل الوافدين العرب

مشاركة

كاجين أحمد ـ xeber24.net

احتج العشرات من االفلاحين ونشطاء وسياسيين كرد من أهالي مدينة كركوك على الاستيلاء المنظم لأراضيهم من قبل العرب الوافدين بمساعدة حكومة بغداد والجيش العراقي.

ونظّم المحتجون الكرد مساء أمس الاثنين، مؤتمراً صحفياً، في مركز الثقافة بكركوك، جمع حوالي مئة شخص من المتضررين، إلى جانب عدد من الشخصيات السياسية والنشطاء الذين يتصدرون الحراك ضد هذا الاستيلاء.

تعود جذور المشكلة إلى قرارات سابقة صادرة عن السلطات العراقية والتي تسمح بإعادة توطين العرب الوافدين في مناطق ذات غالبية كردية ضمن محيط كركوك، مما أدى إلى نزاعات متكررة بين المكونات العرقية في المنطقة.

الفلاحون الكرد الذين يعتمدون على هذه الأراضي في معيشتهم يعانون منذ سنوات من محاولات الاستيلاء القسري على أراضيهم من قبل الوافدين العرب، وهو ما أدى إلى تصعيد التوترات في المنطقة.

خلال المؤتمر الصحفي، تحدث الدكتور حسن كرمياني، أحد أبرز السياسيين الكرد والشخصية المعروفة في كركوك وخورماتو، باسم الفلاحين المتضررين قائلاً: “نطالب ممثلينا في بغداد بعدم التزام الصمت إزاء هذه الممارسات الظالمة. استيلاء العرب الوافدين على الأراضي ليس فقط مشكلة كردية، بل هو اعتداء على حقوق المكونات جميعها، بما فيهم التركمان.”

وأضاف كرمياني قائلاً: “نحن لسنا عاجزين. لدينا وسائل نضال ديمقراطي مشروعة من خلال تنظيم الاحتجاجات، توقيع العرائض، ورفع دعاوى قضائية. لن نقف مكتوفي الأيدي بينما يتم الاستيلاء على أراضينا. نحن بحاجة إلى صوت موحد وفعال للدفاع عن حقوقنا المشروعة.”

وسلط كرمياني الضوء على الوضع الحرج في منطقة داقوق، الواقعة جنوب كركوك، حيث قال: “في داقوق، يقوم العرب الوافدون، بدعم من الجيش العراقي، بالاستيلاء على أراضي الفلاحين الكرد بالقوة. كما يتم منع وصول مياه الري إلى مزارع الفلاحين الكرد، وهو ما يعرض حياتهم الاقتصادية للخطر.”

أكد الفلاحون والنشطاء الكرد خلال المؤتمر الصحفي على أهمية التدخل السريع من قبل السلطات العراقية لوقف هذه الانتهاكات وحماية حقوق الفلاحين. وأوضحوا أن استمرار هذه التعديات يهدد السلم الاجتماعي في كركوك، التي تعد واحدة من أكثر المدن تنوعاً عرقياً في العراق.

وقال كرمياني في ختام حديثه: “نتمنى من الجهات المعنية وممثلي مدينتنا في بغداد أن يستجيبوا لندائنا ويتخذوا إجراءات فعلية وجذرية لحل هذه المشكلة، وليس مجرد حلول مؤقتة كما يحدث كل مرة. بالنسبة لنا، الأرض هي رمز الحياة، وبدونها لا وجود لنا.”

على الرغم من أن المؤتمر الصحفي لم يحظَ بحضور ممثلين عن الحكومة العراقية، إلا أن الرسالة كانت واضحة، ويأمل الفلاحون الكرد في أن يصل صداها إلى بغداد، وكذلك إلى المجتمع الدولي. دعوات للتدخل الدولي بدأت تتزايد، حيث دعا بعض النشطاء إلى ضرورة مراقبة الوضع من قبل الأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية الدولية لضمان حماية حقوق الفلاحين والمكونات العرقية في كركوك.