كاجين أحمد ـ xeber24.net
زعم وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، الذي يحتل بلاده أجزاء واسعة من الشمال السوري، أن تركيا وقطر هما الدولتان الوحيدتان اللتان دعمتا المعارضة السورية، مؤكداً أن أنقرة لن تسمح بتقسيم سوريا بحجة الفيدرالية.
جاء ذلك في كلمة افتتاحية، اليوم الأربعاء، لمؤتمر نظمه مركز الدراسات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التركي (سيتا)، تحت عنوان “سوريا بعد عام: التعافي وإعادة الإعمار”.
وذكر فيدان أنه “لا يمكن تقسيم سوريا بحجة إقامة نظام فيدرالي ولا يمكن قمع الناس بذريعة تحقيق الوحدة”، مضيفاً أن تركيا لا يمكنها التهاون حيال عودة سوريا إلى ساحة فوضى.
وأضاف: “فما جرى في العراق وسوريا خلال الأعوام الـ 25 – 30 الماضية كانت له تكلفة هائلة لا تُصدَّق على تركيا”.
وشدد وزير الخارجية التركي على وجوب ألا تبني إسرائيل أمنها على زعزعة أمن الآخرين، لافتاً بقوله: إن “أكبر مشكلة في المنطقة هي أن إسرائيل ترى سوريا مجالا للتوسع”.
وأشار فيدان إلى أن سوريا وتركيا عاشتا قرونا طويلة معا في عهدي السلاجقة والعثمانيين، وأن الروابط التاريخية تضررت مع عصر الدولة القومية.
وشدد على أن الحقائق الاجتماعية والجغرافية والتاريخية لا يمكن تغييرها، مؤكدا أهمية سوريا لتركيا ثقافيا وتاريخيا وتجاريا واستراتيجيا وأمنيا.
وذكر أن المسار الذي دخلته سوريا بعد الربيع العربي برز كنتيجة لنظام “أقلّي قمعي” متمركز حول بشار الأسد، وأن المجتمع الدولي، خصوصا الغرب، دعم هذا المسار في بدايته.
وأضاف: “تركيا وقفت إلى جانب الشعب المُستضعف.. كان علينا أن نقف على الجانب الصحيح من التاريخ، أخلاقيا ومنطقيا”.
وادعى فيدان: “تركيا كانت ملجأً الفارين من الظلم والحرب والموت. ملايين الإخوة جاؤوا إلى تركيا وتقاسمنا معهم خبزنا وبيوتنا وأعمالنا وكل شيء، كان ذلك تضامنا غير مسبوق”.
وذكر أن الحكومة التركية وبسبب هذه السياسة تحملت كلفة سياسية داخلية، زاعماً أن “التمسك بالقيم والمبادئ له ثمن، وأحيانا عليك أن تدفع هذا الثمن للحفاظ على ثباتك ومسارك، ونحن هنا لم نتنازل”.
وأفاد فيدان بأن العمل مع المعارضة السورية كان مسؤولية تاريخية بالنسبة لهم، وأن أولئك الذين عايشوا هذا الوضع بشكل مباشر خلال تلك الفترة يدركون جيدا معنى الوقوف إلى جانب الشعب السوري.
وتابع: “كثير من شركائنا الذين بدأوا معنا في هذا الموضوع ابتعدوا لاحقا بذرائع مختلفة”، مدعياً بأن القوى الإمبريالية تذرعت بمحاربة “داعش” لتتوجه بعد ذلك إلى دعم وحدات حماية الشعب الكردية، وتتخلى عن الشعب السوري.
وأضاف في مزاعمه، أن هذه القوات في سوريا لم يكن في تلك الفترة على أي خلاف مع النظام، ورفض الوقوف إلى جانب المعارضة، بل دخل في شراكة مع روسيا وإيران والنظام.
وبيّن أن تغير موازين القوى في المنطقة جعل بعض المشاكل في سوريا أكثر حدة وأطال أمدها، إلا أنه لم يؤثر على موقف تركيا.
هذا واددعى الوزير التركي “تًركنا وحدنا، كانت قطر أيضا إلى جانبنا، كدولة من منطقة جغرافية أبعد قليلا. لكننا لم نحد عن مسارنا، وواصلنا دعمنا. واصلنا الوقوف إلى جانب الشعب، كان هذا واجبنا التاريخي”.




