رغم الفضائح التي تُلاحق “محمد الجاسم/أبو عمشة” منذ أن فرض سطوته على بلدة شيه/شيخ الحديد وبلدات وقرى أخرى في ظل الاحتلال التركي منذ عام 2018م، وسجله المليء بالانتهاكات والجرائم المختلفة، ومعاقبته أمريكياً… يستمر في أفعاله، بل يُزيد من موبقاته، فقد أهلك كاهل الكُـرد أهالي تلك القرى والبلدات بالضرائب والإتاوات، بينما يحظى بحماية وتوجيهات الاستخبارات التركية، وبغطاءٍ سياسي من الائتلاف السوري- الإخواني وحكومته المؤقتة.
فيما يلي وقائع عن الأوضاع السائدة:
= إتاوات “محمد حسين الجاسم/أبو عمشة”:
معروفٌ أن المدعو “محمد حسين الجاسم/أبو عمشة” متزعم ميليشيات “فرقة السلطان سليمان شاه- العمشات” يحكم بسطوة السلاح (ناحية شيه/شيخ الحديد والقرى التابعة لها وقرى “آشكان غربي، مروانية تحتاني وفوقاني، هيكجه”- جنديرس) و(بلدات “كاخره، بريمجه، مابتا/معبطلي” وقرى حولها) ويفرض إتاوات باهظة على موسم الزيتون بعدة طرق، وبالتواصل مع خبراء في الداخل ووفق حسابات تقديرية:
– انتاج حوالي /30/ معصرة تقع في قطاعه حوالي /600/ ألف تنكة زيت (الواحدة 16 كغ صافي)، إتاوة 5% (دون دفع أجور المعصرة وقيمة التنك الفارغ) = 30 ألف تنكة*100 دولار= 3 مليون دولار أمريكي.
– عدد أشجار الزيتون في تلك البلدات والقرى حوالي /4.5/ مليون، أصحاب 35% منها غائبون= /1575000/ شجرة، منها 60% سهلية = 945000 شجرة*20 دولار = 18900000 دولار، 40% جبلية = 630000 شجرة*3.5 دولار = 2205000 دولار.
– أصحاب 65% من الأشجار متواجدون* 4.5 مليون= 2925000 شجرة، منها 60% سهلية = 1755000* دولار واحد= 1755000 دولار، و40% جبلية = 1170000*0.25 دولار=292500 دولار أمريكي.
– وبحجة الحراسة تحصيل حوالي ألف تنكة زيت من تلك القرى والبلدات= 100 ألف دولار أمريكي.
– الإتاوة المفروضة على المعاصر= 30* 10 آلاف دولار= 300 ألف دولار أمريكي.
– مجموع الإتاوات ≈ 26.5 مليون دولار أمريكي (ستة وعشرون مليون وخمسمائة ألف دولار أمريكي تقريباً).
ووردتنا معلومات بشكلٍ آخر، الإتاوات النقدية المفروضة على بعض القرى (آنقلة 600 ألف دولار، سنارة 700 ألف دولار، هيكجه 550 ألف دولار، مروانية تحتاني وفوقاني 400 ألف دولار).
حيث تواصل “العمشات” تهديداتها على الأهالي لتحصيل تلك الإتاوات وتعاقب من يتخلف عن دفعها، فيضطّر البعض للهرب لعدم تمكنه من الدفع، خاصةً أولئك الذين أشجارهم لم تكن حاملة بالثمار.
= العمشات في قرية “هيكجه”:
فرضت “العمشات” إتاوة نقدية /550/ ألف دولار على أشجار الزيتون – حاملة كانت أم لا- العائدة لأهالي قرية “هيكجه” (42 عائلة متبقية) – جنديرس، حيث شدد المدعو “وليد حسين الجاسم/الملقب بـ سيف” شقيق متزعم الفرقة على دفعها بالتمام في اجتماع مع البعض منهم وهدد بالعقاب، غير آبهٍ باعتراضهم وبصعوبة الدفع، خاصةً وأن قسم من الحقول لم تكن حاملة بالثمار هذا العام. وبالفعل أقدم مسلحون من الفرقة على ضرب عدد من الرجال ضرباً مبرحاً، منهم المواطن “فرح الدين حسن إبراهيم /40/ عاماً” الذي تعرّض لضربات صعق كهربائية في مقرّ “العمشات” بالقرية لأنه غير قادر على دفع إتاوة /14/ ألف دولار مفروضة على أملاكه وأملاك أشقائه الغائبين، فأصيب بجلطةٍ، وهو يرقد في مشفى بعفرين بحالة صحية غير مستقرة.
= في قرية “مستكا”:
بناحية شيه/شيخ الحديد، فرضت “العمشات” /18/ ألف دولار أمريكي = 20 دولار* 900 شجرة زيتون، على المواطن “محمد مصطفى محمد” الذي يدير تلك الأشجار العائدة للمهجَّر قسراً “علي قره علي” بالوكالة، رغم أنها لم تكن حاملة بالثمار هذا العام، وأجبرته على الدفع.
= قطع أشجار الزيتون:
– أشرنا في تقريرنا السابق إلى قطع /40/ شجرة زيتون عائدة للمحامي “عبد القادر عبد الرحمن” غرب بلدة “ميدانكي”- شرّا/شرّان، حيث بعد ترميم الأشجار، أعاد المسلحون قطع معظم ما بقي من تلك الأشجار بالإضافة إلى قطع /60/ شجرة أخرى بشكلٍ جزئي؛ كما قطعوا حوالي /100/ شجرة زيتون لـ”عائلة صبري إيبو” بشكلٍ جزئي في موقعٍ قرب الحاجز المسلّح لميليشيات “فرقة السلطان مراد” في المدخل الغربي للبلدة.
– قام “محمد حسين الجاسم” متزعم ميليشيات “فرقة السلطان سليمان شاه” بتحويل المبنى المشيّد بحجة افتتاح مشفى في مدخل بلدة شيه/شيخ الحديد إلى مقرّ أمني- عسكري، والذي وضع حجر أساسه في 17/2/2021م بحضور “نصر الحريري رئيس الائتلاف السوري- الإخواني” و “سليم إدريس وزير دفاع حكومة الائتلاف المؤقتة” في حينه، على أرض حقل زيتون عائد لعائلة سليمان “صوفي” وامرأة أرملة، دون دفع ثمنها. كما قام مؤخراً بتوسيع ساحات المبنى وتسوية أراضي مجاورة جنوباً، فقلع حوالي /200/ شجرة زيتون كبيرة من الجذور عائدة لأولاد الشقيقين المرحومين “مصطفى و علي بوزيك” بالإضافة إلى هدم منزلين لـ” مصطفى” وابنه المُهجَّر قسراً ومنزل لـ”فريد بن علي بوزيك” المتواجد في البلدة.
ونقل الأشجار المقلوعة والحطب إلى ساحة مبنى معصرة زيتون فارغة من الآلات ومستولى عليها منذ 2018م، شمالي “شيه” على طريق “جقلا”
= افتتاح قريتين استيطانيتين:
في 20/12/2023م، تمّ افتتاح قريتي يد العون الأولى “HHRD Village 1“ (قرب قرية كفروم- شرّا/شرّان) والثانية “HHRD Village 2“ (قرب قرية “خالتا”- شيروا/جبل ليلون) الاستيطانيتين، بواقع /250/ شقة/وحدة سكنية مع مرافق خدمية ومدرسة ومسجد ومحلات في كلّ منهما، بدعم من منظمة “يد العون للإغاثة والتنمية – HHRD” الأمريكية، وكنّا قد تحدثنا عنهما في تقريرنا (259) تاريخ 9/9/2023م.
= اعتقالات تعسفية:
اعتقلت سلطات الاحتلال:
– منذ ما يقارب الشهر، المواطن “أحمد محمد علي عليكو /35/ عاماً” من أهالي قرية “داركير”- مابتا/معبطلي، بتهمة ملفّقة، ولا يزال مجهول المصير.
– منذ أكثر من عشرين يوماً، المواطن “مصطفى محمد محو /65/ عاماً” وزوجته “فريدة /60/ عاماً”، وحفيده “فارين وليد مصطفى محو /12/ عاماً”، ونجله “محمد /23/ عاماً” مع زوجته “فيدان عبد الرحمن مصطفى /18/ عاماً” وطفليهما الصغيرين، من أهالي قرية “هيكجه”- جنديرس، في طريق عودتهم من وجهة النزوح- حلب إلى قريتهم، من قبل ميليشيات “الشرطة العسكرية” في مدخل عفرين، كما اعتقلت في اليوم التالي نجله “رفاعي مصطفى محمد محو /32/ عاماً” المقيم أصلاً في القرية؛ حيث أفرجت عن “فريدة” و “فيدان” وطفليها، ولا يزال البقية قيد الاعتقال التعسفي.
– في 22/12/2023م، المواطنين “صبري مصطفى شاشو /65/ عاماً، أحمد محمد مصطفى /24/ عاماً، بشار محمد بن محمد /22/ عاماً” من أهالي قرية “داركير”- مابتا/معبطلي، بتُهم العلاقة مع الإدارة الذاتية السابقة، ولا زالوا قيد الاعتقال التعسفي.
= فوضى وفلتان:
– صباح 15/12/2023م، عُثر على جثة رجل مقتول مرمية في أحد حقول الزيتون بعد مفرق قرية تلف باتجاه جنديرس، ووفق قنوات إعلامية محلية تعود لـ”أحمد قدور” من مستقدمي قرية معارة الأتارب- ريف حلب الغربي، قُتل إثر خلافٍ مع ميليشيات “فرقة الحمزة” حول مسروقات الحطب.
– مساء 22/12/2023م، انفجرت دراجة نارية بعبوة ناسفة وسط شارع قرب دوار نـوروز بمدينة عفرين، مما أدى إلى وقوع أضرار مادية بالسيارات والمباني.
– خلال الأسبوع الفائت، استنفرت الاستخبارات التركية وميليشيات موالية لها، وشددت مراقبتها لمعبر غزاوية والطرقات الواصلة بينه وبين كفرجنة وأعزاز، لأجل ضبط تحركات “هيئة تحرير الشام- أبو محمد الجولاني” التي حرّكت قوات من جهاز أمنها العام باتجاه مدينة أعزاز، وبالتعاون مع جماعات مسلّحة موالية لها، مساء الثلاثاء 19/12/2023م، هاجمت بالأسلحة المتوسطة والثقيلة على منزلٍ تحصّن فيه المدعو “جهاد عيسى الشيخ /أبو أحمد زكور” مع شقيقه وآخرين، واختطفت “أبو أحمد زكور” وشقيقه ونقلتهما نحو إدلب، إلّا أنّ قوة تركية وميليشياوية تابعة لها تدخلت قرب مدينة عفرين وخلصتهما، وأعادتهما إلى قرية حوار كلس- أعزاز- وفق قنوات إعلامية محلية.
يُذكر أن “أبو أحمد زكور” كان قيادياً بارزاً في “الهيئة”، وعوقب من قبل أمريكا في 2/5/2023م، وإثر خلافاتٍ بينه وبين الجولاني، أعلن انشقاقه في 14/12/2023م وهرب من إدلب إلى أعزاز، بعد صدور قرار فصله في 3/12/2023م من قبل قيادة الهيئة، حيث يتهم الجولاني والهيئة بالفساد والإجرام، ودعا أبناء قبيلته البكّارة للوقوف ضد الهيئة التي شنت حملة اعتقالات واسعة بينهم.
علاوةً على تحملّ الاحتلال التركي مسؤولية الأوضاع السائدة في منطقة عفرين، من الطبيعي أن يكون الائتلاف السوري – الإخواني بكلّ مكوناته شريكاً في المسؤولية عنها، لاسّيما عن انتهاكات “أبو عمشة” وجرائمه.
المصدر: حزب الوحـدة الديمقراطي الكردي في سوريا (يكيتي)