آفرين علو ـ xeber24.net
اختتم “كونفرانس السلام والمجتمع الديمقراطي الدولي” أعماله بدعوات قوية لتحقيق سلام دائم في تركيا، مع تأكيد خاص على الدور الذي يلعبه القائد الكردي المعتقل عبد الله أوجلان في هذا المسار، واعتباره ممثلاً أساسياً ليس للشعب الكردي فحسب، بل للتحول الديمقراطي في عموم تركيا والمنطقة.
انعقد المؤتمر الدولي على مدى يومي 6 و7 ديسمبر/كانون الأول 2025، بمشاركة بارزة لسياسيين وأكاديميين ونشطاء حقوقيين من 19 دولة عبر القارات الخمس، من بينهم إلهام أحمد، الرئيسة المشتركة لدائرة العلاقات الخارجية في إدارة شمال وشرق سوريا، عبر تقنية الفيديو.
أصدر المشاركون بياناً ختامياً شديد اللهجة، اعتبروا فيه أن العملية التي أطلقها القائد عبد الله أوجلان في فبراير/شباط الماضي تشكل “فرصة تاريخية” لوقف شامل للصراع الدائر منذ عقود.
كما وصفوا قرار حزب العمال الكردستاني بإنهاء الكفاح المسلح وحل ذاته بأنه “خطوة شجاعة” تمهد الطريق أمام السلام والاستقرار.
أكد البيان على الحاجة الملحة لتركيا إلى اعتماد “عقد اجتماعي ديمقراطي جديد” يكون شاملاً لجميع مكوناتها على أساس المواطنة المتساوية، مما يؤدي إلى القضاء على الأسباب الجذرية للعنف.
ودعا المؤتمر إلى استبدال النماذج المركزية الجامدة بمقاربات تعزز المشاركة المجتمعية، مع التشديد على أهمية تعزيز اللامركزية والإدارة المحلية.
شدد المشاركون بشكل لافت على ضرورة إنهاء العزلة المشددة المفروضة على القائد عبد الله أوجلان في سجن إمرالي منذ أكثر من 26 عاماً، واصفين إياها بأنها تتناقض مع القوانين الوطنية والدولية.
وطالبوا بإتاحة الوصول إلى أعماله الفكرية، وتمكين الأكاديميين من التواصل معه، معتبرين أن الترتيبات القانونية التي تتيح “الحق في الأمل” وإطلاق سراحه باتت “مطلباً لسلام مشرف”.
دعا البيان إلى إنشاء آليات فعالة للمصارحة المجتمعية والبحث عن الحقيقة والمصالحة في تركيا، مؤكداً على أهمية دور اللجنة التي شكلها البرلمان التركي، ومقترحاً تأسيس “لجنة السلام الاجتماعي وتركيا الديمقراطية”.
كما ناشد المشاركون الاتحاد الأوروبي للعب دور أكثر فاعلية في دعم مسار السلام، سواء عبر الوساطة أو تقديم الضمانات.اختتم المؤتمر بتأكيد التزام المشاركين بمتابعة التقدم، واعتبروا بيانهم “خطوة تاريخية” على طريق السلام الدائم.
واقترحوا تنظيم “مؤتمر وطني للسلام والديمقراطية” في تركيا عام 2026، مع الإعلان أن هذا المؤتمر الدولي يمثل النواة لتأسيس “منتدى دولي دائم للسلام والمجتمع الديمقراطي” سيعقد بشكل دوري.
