كاجين أحمد ـ xeber24.net
وجهة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة “اليونسكو”، تحذير شديد اللهجة إلى الحكومة التركية بشأن أعمال الترميم التي تجريها في كنيسة آيا صوفيا والتي حولتها أنقرة مؤخراً إلى مسجد، وما ينجم عن هذه الأعمال من مخاطر محتملة تهدد سلامة هذا المعلم التاريخي والمدرج على قوائم التراث العالمي.
وتأتي هذه التحذيرات في سياق مناقشات مستمرة حول الترميم الذي تكفلت به وزارة الثقافة والسياحة التركية، حيث أكد الوزير محمد نوري إرسوي أن جميع الأعمال نفذت بموافقة المجلس العلمي المختص.
حصلت صحيفة “سوزجو” على أحدث تقرير لليونسكو المخصص لتركيا، والذي خصص قسمًا كبيرًا لآيا صوفيا. أعدت لجنة خبراء مشتركة، بالتعاون بين مركز اليونسكو للتراث العالمي والمجلس الدولي للآثار والمواقع (ICOMOS)، التقرير بناءً على تفتيش ميداني أجراه في إسطنبول خلال يونيو 2024، واكتمل في الشهر نفسه.
يُعد هذا التقرير الأول من نوعه رسميًا منذ تحويل آيا صوفيا إلى مسجد عام 2020، ويحمل تحذيرًا “بأهمية عاجلة” يغطي جوانب متعددة، من جهود الترميم إلى الحفاظ على النسيج التاريخي للمبنى.
ركز الجزء الأكثر انتقادًا في التقرير على مخاطر تغطية الأرضيات بالكامل بسجاد، مما يعرض الرخام البيزنطي القديم للرطوبة والتلف، كما يخفي تغطية الفسيفساء القيمة التي ساهمت في إدراج الموقع ضمن قائمة التراث العالمي. وأشار التقرير إلى أن هذه التدابير قد تُلحق ضررًا دائمًا بالبنية التاريخية، مطالبًا بمراجعة فورية لخطة إدارة الزوار وإعداد دراسة لدرجات الحرارة والرطوبة داخل المبنى.
وأعربت شخصيات متخصصة في التراث عن قلقها العميق، حيث قال المرمم والمهندس المعماري سرحات شاهين، رئيس جمعية الترميم المعماري وحماية التراث الثقافي: “نعتقد أن تحذيرات اليونسكو، التي استمرت لسنوات، لم تُؤخذ على محمل الجد من قبل السلطات”.
وأضافت البروفيسورة الدكتورة زينب أهونباي، خبيرة في العمارة المحافظة وسابقة عضو في المجلس العلمي لآيا صوفيا، أن “اليونسكو محقة في انتقاداتها”، مشيرة إلى أن فهم أصالة وسلامة الموقع محدود بسبب الأسطح المغطاة والأجزاء غير المتاحة، وداعية إلى تطبيق المبادئ العالمية مع مشاركة خبراء رفيعي المستوى لحماية هذا التراث الإنساني المشترك.




