آفرين علو ـ xeber24.net
في مشهد يكرس مأساة إنسانية تتفاقم يومياً، تواجه آلاف العائلات السورية اللاجئة في دول الجوار خياراً قاسياً، دفع 50 دولاراً لتسجيل أطفالهم كمواطنين سوريين، أو تركهم يعيشون بلا هوية.
يُقدّر عدد الأطفال السوريين الذين وُلدوا في مخيمات اللجوء بأكثر من مليون طفل، يعيش غالبيتهم دون أوراق ثبوتية، وفقاً لتقارير منظمات حقوقية. هؤلاء الأطفال يتحولون إلى ضحايا غير مرئيين، محرومين من أبسط حقوقهم في التعليم والرعاية الصحية، بل وحتى من الاعتراف بوجودهم القانوني.
تعتمد سلطة دمشق الانتقالية على قوانين صدرت في عهد نظام بشار الأسد، تُلزم العائلات بدفع 50 دولاراً مقابل تسجيل كل طفل. هذه الرسوم، التي تبدو رمزية للبعض، تُعدّ عقبةً لا تُحتمل لعائلات بالكاد توفر قوت يومها.
بدون شهادات ميلاد أو وثائق رسمية، يُحرم الأطفال من الالتحاق بالمدارس، أو الحصول على الرعاية الصحية الأساسية، كما يصبحون عرضة للاستغلال والزواج المبكر والعمل القسري. وتحذر منظمات الإغاثة من أن جيلاً كاملاً قد ينشأ بلا هوية، مما يهدد مستقبل سوريا واستقرار المنطقة.
يتهم نشطاء وحقوقيون السلطة الانتقالية بتحويل قضية اللاجئين إلى مصدر للتمويل، مستفيدة من حاجة العائلات اليائسة لاستكمال أوراق أطفالهم. ويرى مراقبون أن هذه السياسات تهدف إلى تعزيز سيطرتها المالية تحت ذرائع “تحرير سوريا”، بينما تدفع المدنيون الثمن من كرامتهم ومستقبل أبنائهم.




