كاجين أحمد ـ xeber24.net
لم يدخر أردوغان جهداً في استغلال القضية الفلسطينية لصالحه واستغلالها في مخططاته وأجنداته الإقليمية، مقابل إظهار عدائه الإعلامي لإسرائيل عبر الهجوم الخطابي، في الوقت الذي يستمر بعلاقاته الدبلوماسية والتجارية والاقتصادية مع تل أبيب.
وفي آخر هجماته على إسرائيل، اصدر أردوغان يوم أمس الثلاثاء، بيان تنديد بالغارة الإسرائيلية التي استهدفت القيادة العليا لحركة حماس على الأراضي القطرية.
وبالرغم من أن هذه العملية الإسرائيلية تشابه المئات من الهجمات التركية على سوريا والعراق، وصفها أردوغان بأنها انتهاك صارخ للقانون الدولي، وسلوك عدواني ونهج إرهابي.
وفي بيانه اعتبر أردوغان أن سياسة “الإرهاب” التي ينتهجها نتنياهو حسب وصفه لن تصل إلى أية نتائج.
وقال في ختام بيانه: “من ينتهجون الآن سياسة الإرهاب لن يصلوا إلى أهدافهم ولن يحققوها، وهجوم إسرائيل على وفد حماس التفاوضي، أظهر أن حكومة نتنياهو فاقدة للصواب، وتسعى إلى تعميق الصراع وعدم الاستقرار”.
وفي مقارنة بسيطة، فإن أردوغان نفذ المئات من الهجمات المشابهة بل وأفظع منها في كل من سوريا والعراق، دون أن يتخذ أي تدبير لحماية المدنيين والبنية التحتية في كلا البلدين كما فعل نتنياهو في قطر وإيران ولبنان.
فبحجة استهداف مقاتلي حزب العمال الكردستاني في العراق وسوريا، قتل أردوغان المئات من المدنيين وهدم العشرات من القرى وشرد ساكنيها، بل أنه احتل عسكرياً مئات الكيلومترات من أراضي العراق وسوريا، وأنشأ عليها قواعد عسكرية ثابتة.
وخلال هذه الهجمات، دمر أردوغان عبر جيشه عشرات الكنائس والجوامع والمدارس والمؤسسات الخدمية في شمال وشرق سوريا، واستهدف البنية التحتية ومرافق الحياة.
وكان دائماً يتذرع الرئيس التركي في مواجهة الانتقادات الدولية لخرق القانون الدولي، بأن هجماته هذه تأتي في سياق حماية الأمن القومي، فلماذا يحرم أردوغان على غيره ما حلله لنفسه؟
هذا وحسب أردوغان وبيانه الأخير ضد إسرائيل، فإنه أيضا ينتهج سياسة الإرهاب وجعل من بلاده دولة إرهابية تعمل على تقويض الأمن والاستقرار الإقليمي.