ولات خليل -xeber24.net – وكالات
كشف المرصدُ السوري لحقوق الإنسان عن عزل نحو مئتي قاضٍ من مختلف المحافظات، لا سيما محافظات حماة وحمص وطرطوس، ضمن حملةٍ وُصِفت بأنها غيرُ مسبوقة وتحمل أبعاداً طائفية، حيث تم إدراج كلمة “علوي” داخل الملفات القضائية لبعض القضاة في إشارة واضحة إلى خلفياتهم الطائفية، مما يثير مخاوفَ من توجّهٍ ممنهج للإقصاء على أسسٍ غيرِ مِهْنِيّة.
وحَسَبَ المرصدِ فقد جرت أربعُ جلساتٍ قضائية شكلية، أُجبِر خلالها عددٌ من القضاة على تقديم استقالاتهم تحت الضغطِ المباشر والتهديدِ في محاولةٍ من الحكومة السورية الانتقالية للإيحاء بأنها استقالاتٌ طوعية، تمهيداً لتجنّبِ أيِّ مساءلةٍ دوليةٍ محتملة.
كما كشفتْ مصادرُ للمرصد الحقوقي استخدامَ تعبيراتٍ مهينةٍ على بعض الملفات، بالإضافة إلى تلفيق تهمِ فسادٍ ورشوةٍ في حق عددٍ من القضاة، دون أيِّ تحقيقاتٍ نزيهة، مما يُظهر نمطاً مقلقاً من الإقصاء الممنهج.
وتأتي هذه الإجراءاتُ ضمن سلسلةٍ مماثلةٍ طالت موظفين وقضاةً تمَّ فصلُهم على أساسٍ طائفي خلال الأشهر السابقة، في إطار نمط متكرر ينذر بمأسسة التفرقة داخل المؤسسات الرسمية. فيما يرى مراقبون أنّ هذه الممارساتِ التي تتجاهل معايير الكفاءة تشكّلُ تهديداً مباشراً لمرتكزات العدالة ومبادئ الدولة المدنية.