بيدرسون يكشف مخاوف من تكريس الواقع التقسيمي في سوريا ويؤكد سير التطورات بالاتجاه الخاطئ في هذا البلد

مشاركة

ولات خليل -xeber24.net – وكالات

كشف المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا غير بيدرسون خلال إحاطة في مجلس الامن عن قلقٍ عميقٍ بين السوريين من تكريس الواقع التقسيمي في البلاد لجيلٍ كاملٍ تقريباً.

 وقال إنه لا توجد طريقٌ عسكريةٌ لإيجاد حلولٍ للتحديات التي لا تعد ولا تحصى، مشيراً إلى وجود ستّة جيوشٍ أجنبية وميليشياتٍ مسلّحةٍ وجماعاتٍ إرهابية على الأراضي السورية حسب تعبيره.

وبحسب بيدرسون فإنه كلما طال أمد هذا الوضع الراهن، قد تنجرف المناطق المختلفة إلى مزيدٍ من التباعد، ممّا يؤدّي إلى تعميق التحديات التي تواجه استعادة سيادة سوريا ووحدتها واستقلالها وسلامة أراضيها.

بيدرسون أضاف أنه بعد ثلاثة عشر عاماً من الواقع المأساوي للسوريين، لا تزال كل التطورات تسير في الاتجاه الخاطئ أمنياً وإنسانياً وحقوقياً واقتصادياً وسياسياً، مبدياً أسفه لعدم إحراز أي تقدُّم يعكس مسار الحرب، التي اعتبر أن وقفها أمر ملحّ بالقدر ذاته المطلوب لوقف الحرب بغزة، داعياً إلى وقف لإطلاق النار بما يتماشى مع قرار مجلس الأمن اثنين وعشرين أربعة وخمسين، وحماية المدنيين والبنية التحتية المدنية، وتطبيق الإجراءات ضد الجماعات الإرهابية بشكل حازم.

ولفت بيدرسون إلى استمرار ورود تقارير مقلقة عن الاعتقالات التعسفية والاختطاف والتعذيب، بما في ذلك العنف الجنسي في أماكن الاحتجاز بعدة أجزاء من سوريا.

 وقال إن التقديرات تشير إلى أن أكثر من 100 ألف شخص محتجزون تعسفياً أو مختفون قسرياً أو مفقودون، معرباً عن أسفه لعدم وجود أي تقدم بشأن إطلاق سراح هؤلاء أو الكشف عن مصيرهم.

كما نبه المبعوث الأممي إلى المخاوف المتعلقة بالحماية وسبل العيش لدى اللاجئين والنازحين السوريين الذين يرفضون العودة لمناطقهم، ونقل عن ناشطات في مجال حقوق المرأة أن المضايقات والتهديدات بالعنف الجسدي تتزايد، مؤكداً كذلك استمرار خروج المتظاهرين إلى الشوارع للتعبير عن المظالم التي لم تعالج.
 
وحول سبيل حل الأزمة رأى بيدرسون أنه سياسي وبيد السوريين، لكنه يحتاج إلى مساهمات الجهات الدولية الفاعلة التي تلعب دوراً كبيراً في سوريا اليوم، وتنازلات من كل اللاعبين السوريين والدوليين، لأنه لا يمكن لأي جهة فاعلة أو مجموعة من الجهات الفاعلة أن تقترب بمفردها من حل هذه الأزمة وفق وصفه.

يشار بأن الأزمة السورية مع دخولها العقد الثاني لا تزال تفتقر لأي سبل حل قد تنهي معاناة هذا البلد وذلك بعد تشريد أكثر من نصف سكانها ومقتل الآلاف وانهيار اقتصادها بشكل كامل.