فيدان يتحدث عن تعاون مع طهران وبغداد وأربيل لمحاربة مقاتلي الكردستاني

مشاركة

كاجين أحمد ـ xeber24.net

قال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان أنه هناك مباحثات بين بلاده وكل من الحكومة الاتحادية في بغداد وإدارة أربيل “حزب الديمقراطي الكردستاني” وإيران، بشأن التعاون في محاربة مقاتلي حزب العمال الكردستاني.

وفي حديث تلفزيوني يوم أمس الاثنين، كشف وزير الخارجية التركي عن وجود اتصالات ممنهجة مع العراق خلال السنوات الأخيرة، وخاصة فيما يخص الملفات الأمنية.

وادعى أن تركيا تبدي الحرص اللازم للعمل بانسجام مع جميع الحكومات المتعاقبة على بغداد في إطار ظروفها الخاصة، لافتاً إلى دعم أنقرة الجهود التنموية التي تبذلها الحكومة العراقية الحالية برئاسة محمد شياع السوداني.

وأشار إلى أن العراق لم ينجح في إيصال الخدمات الأساسية إلى شعبه بسبب الحرب الداخلية والاشتباكات التي يشهدها، مدعياً أن حزب العمال الكردستاني يحاول استغلال هذا الوضع لتعزيز وجوده في البلاد.

وأوضح أن بلاده تنشط يشكل فاعل من الناحية العسكرية أو الاستخبارية، إلى جانب رسمها الإطار الدبلوماسي والاستراتيجي لهذه التحركات من أجل إشراك العراقيين في جهودها لقتال محاربي حزب العمال الكردستاني.

وقال أن حزب العمال الكردستاني يسيطر على مساحات واسعة من الأراضي السورية والعراقية مدعياً أنه يلحق الضرر بهاذين البلدين، مبيناً أنهم أطلعوا السلطات العراقية مراراً على هذا الأمر وقطعوا شوطاً معيناً في هذا الخصوص جراء “الاتصالات القائمة على العلاقات والصداقات الشخصية”.

وبشأن المستوى الذي وصلت إليه العلاقات التركية العراقية، قال إنها ليست مقتصرة على الجانب الأمني، بل عبارة عن “شراكة استراتيجية كبيرة تشمل الاقتصاد والطاقة والتنمية”.

ولم يستبعد الوزير التركي أن تُقدم أنقرة وطهران وبغداد بعد فترة من الزمن على التباحث فيما بينها بشأن التنمية الإقليمية.

وفي السياق، كشف عن اتصالات تركية إيرانية أيضاً بخصوص حزب العمال الكردستاني، مشدداً على أهمية بحث السبل الممكنة لتحقيق التنمية الإقليمية.

وعن رؤية تركيا بهذا الخصوص، قال إن أنقرة مصممة على استخدام كافة أدواتها السياسية الخارجية المتاحة بشكل منسق من أجل ضمان الاستقرار الإقليمي، محذراً من أن غياب الرخاء والتنمية الإقليمية يؤدي إلى ظهور موجات الهجرة، والجرائم والإرهاب.

وبالعودة إلى العراق، أوضح الوزير التركي أن الجهود متواصلة لتعزيز عمل الآلية الأمنية وكيفية إضفاء المؤسساتية عليها ورفعها إلى مستوى متقدم.

وحول الزيارة المرتقبة للرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى العراق في أبريل/ نيسان، أكد فيدان أنهم يريدون تنفيذ بعض الاتفاقيات وصياغة اتفاقيات أخرى ضمن إطار معين قبل حلول موعد الزيارة.

وأفاد بأن الاتفاق الإطاري الذي يجري العمل عليه لا يتضمن الجانب الأمني فقط، بل يشمل ملفات الطاقة، والمياه، والزراعة، وإدارة المعابر الحدودية وغيرها من الملفات الأخرى بما فيه التعاون الإقليمي.

وبحسب الوزير فإن الملف الأمني يشكل أحد أذرع الاتفاق الإطاري بين أنقرة وبغداد الذي قال إن الجهود متواصلة لتأمين توقيعه خلال زيارة أردوغان، لافتاً إلى أنهم يعملون على أن يكون هذا الاتفاق بمثابة “مذكرة تفاهم”.

وعلى صعيد متصل، أضاف فيدان أن هناك تعاوناً استخباراتياً أيضاً بين أنقرة وبغداد، إلى جانب مجالات تعاون متعلقة بالأمن و”مكافحة الإرهاب” سواء مع الحكومة المركزية أو إقليم شمال العراق.

كما كشف الوزير التركي عن وجود “مباحثات مكثفة” مع “الحشد الشعبي” فيما يخص منطقة سنجار شمال غرب العراق.

وتطرق إلى تعاون تركيا فيما مضى مع الحكومة المركزية لمنع تنقّل “الإرهاب” بين سوريا والعراق، مبيناً أن أنقرة مولت حكومة بغداد لسدها بعض الثغور التي كانت موجودة على الحدود العراقية السورية ولتعزيز التدابير الحدودية.

وزعم أن حزب العمال الكردستاني يعمل على التوحيد بين نفوذه في سوريا والعراق معاً لتعزيز قوته، مشدداً على أن أحد أهداف تركيا هو القضاء بشكل كامل على قدرة الحزب للتنقل بين البلدين.

وأضاف أن الهدف الثاني لتركيا يتعلق بالتدابير التي تستهدف هيكلية الحزب القائمة في العراق، مشدداً على أن أنقرة ليست لديها مشكلة في محاربة مقاتلي الحزب لوحدها.

وتابع: “مشكلتنا تكمن في المدن والقرى التي يتخفى داخلها مقاتلو الحزب، وفي المنظومات والإدارات والدول التي تدعم وتغذي الحزب. وإلا فإن قدراته لا تشكّل عائقاً قط أمامنا” حسب ادعاءاته.

هذا وادعى فيدان، “ليس هناك شريك (للعراق) أفضل من تركيا بهذا الصدد، لا سيما وأننا دولة تقف على قدميها في مجالات الاقتصاد والصناعة، وبلد قطع شوطاً كبيراً في هذا المجال”.