كاجين أحمد ـ xeber24.net
أثار صحفي ألماني حفيظة الرئيس التركي خلال مؤتمره الصحفي المشترك مع المستشار الألماني أولاف شولتز في برلين، ليكون رد أردوغان غاضباً وأنه لا يقبل التهديد.
وقال الصحفي لأردوغان: “لماذا تصفون ما تقوم به إسرائيل بأنه إبادة جماعية؟ كيف يمكنك أن ترى حماس، التي تعتبرها دول الناتو منظمة إرهابية، كحركة تحرير؟ ألا تعرضون العلاقات التركية الألمانية للخطر؟ هل ستقبل ألمانيا طلب تركيا بشأن مقاتلة يوروفايتر؟”.
وأجاب أردوغان على الصحفي قائلا: “تركيا ليست دولة عادية في حلف شمال الأطلسي، فهي من بين الدول الخمس الأولى، أنت تقول إن المئات قد ماتوا، وأنا أقول لك ليس المئات، قتلت إسرائيل الآلاف؟ نعم قتلت، هل قصفت المستشفيات والمساجد والكنائس؟ كمسلم، أنا منزعج من هذا، إذاً أنت كمسيحي، ألا تشعر بالانزعاج؟ لماذا لا تتخذون موقفا ضدهم؟”.
وأضاف أردوغان: “سواء أعطت ألمانيا اليوروفايتر لتركيا أم لا، هل ألمانيا هي الدولة الوحيدة في العالم التي تنتج الطائرات الحربية؟ لا تهددنا بهذا شكرًا لك”.
لقاء محفوف بالتوتر والانقسام
استقبل مستشار الدولة الألمانية أولاف شولتز يوم أمس الجمعة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بعد لقاء الأخير مع نظيره الألماني فرانك فالتر شتاينماير، في برلين وسط انقسام حاد في الرأي وتوتر في الموقف سيطر على المشهد خلال المؤتمر الصحفي المشترك بين الطرفين، سيما في رؤيتهما حول حرب غزة.
وكان أردوغان قد وصف الدولة الإسرائيلية بـ “الإرهاب” قبل زيارته المقررة إلى برلين بيومين، وحركة حماس كمنظمة تحرير، في حين كان رد شولتز على هذه التصريحات بالفاشية والسخيفة.
لم يكرر أردوغان مثل هذه العبارات ضد إسرائيل خلال لقائه مع شولتز إلا أنه وجه انتقادات حادة إلى تل أبيب والدول الغربية الداعمة لحربها ضد حركة حماس، في الوقت الذي جدد فيه شولتز دعم بلاده اللامتناهي لإسرائيل وضرورة التخلص من تنظيم حماس في غزة مع حماية أرواح المدنيين.
بعدها انطلق الطرفان إلى الغرف المغلقة لعقد لقاء ثنائي، ومن بعدها لقاء على مستوى وفود البلدين لبحث العديد من الملفات العالقة بين الطرفين منها مسألة عضوية أنقرة في الاتحاد الأوروبي والاتفاق الجمركي وتسهيل تركيا لحركة اللاجئين إلى أوروبا واتمام عضوية السويد في الناتو ومسائل أخرى، بينها التعاون في الصناعات الدفاعية.
ألمانيا لن توافق
صرح وزير الدفاع التركي يشار غولر قبل زيارة أردوغان إلى برلين بيوم واحد أمام اعضاء برلمان بلاده، نيتهم في شراء 40 طائرة مقاتلة من طراز “يوروفايتر” التي تخص كل من أسبانيا وبريطاينا وألمانيا.
وأوضح الوزير التركي أن بلاده حصلت على موافقة كل من بريطانيا وأسبانيا في حين لم توافق ألمانيا حتى الآن، معرباً عن أمله في أن تنجح الدولتين المذكورتين بالضغط على برلين لإتمام عملية شراء هذه المقاتلات.
وكان البرلمان التركي أجل مناقشة بروتوكول انضمام السويد إلى حلف الناتو خلال جلسته يوم الخميس، متذرعاً بعدم اتضاح الموضوع المطروح للنقاش وعدم نضوج المفاوضات بما فيه الكفاية، بعد أن قدم نواب من حزب العدالة والتنمية الحاكم مقترح بتأجيل مناقشته.
هذه الخطوة التي جاءت قبل زيارة أردوغان بيوم واحد ربطا مراقبون بقرار ألمانيا حول موافقتها على طلب أنقرة بشراء مقاتلات من طراز “يوروفايتر” وجعل الأمر ورقة مراهنة خلال مناقشات أردوغان مع شولتز في زيارته المقررة.
في هذا الصدد قال مسؤولون ألمان بإنه من غير المتوقع أن يوافق المستشار شولتز على الطلب المقدم من قبل تركيا للحصول على مقاتلات يوروفايتر، مشيرين إلى التوترات الدبلوماسية بين دول حلف شمال الأطلسي (الناتو) بقيادة الولايات المتحدة وتركيا بسبب شراء تركيا أنظمة دفاع جوي من روسيا، وبسبب حملتها العسكرية على قوات كردية في سوريا، وبسبب تأخرها في التصديق على انضمام السويد للحلف الأطلسي.
وأضاف المسؤولون الألمان في تصريح لوكالة بلمبرغ، أن قائمة المخاوف أُضِيْف إليها إعلان أردوغان أن إسرائيل “دولة إرهابية” وأن حركة حماس هم حكام منتخبون ومدافعون عن قطاع غزة.
هذا ولم تصدر عن برلين ولا أنقرة أية تفاصيل رسمية حول الطلب المقدم من قبل تركيا بشأن الطائرات المقاتلة “يوروفيتر”، كما لم تكشفا عن نتائج اللقاء المغلق بين زعيمي البلدين حتى الآن.