كاجين أحمد ـ xeber24.net
زعم وزير خارجية تركيا، أن قوات سوريا الديمقراطية “قسد” تستمد جرأتها من إسرائيل، ولم تتحرك يوماً إلى جانب المعارضة السورية ضد نظام الأسد، مطالبا قوات “قسد” بالسرعة في الاندماج مع الجيش السوري دون مماطلة تحت أي ذريعة كانت.
جاء ذلك في لقاء متلفز على قناة تركية محلية يوم أمس السبت، حيث دعا الوزير التركي قوات سوريا الديمقراطية، التخلي عن موقفه الحالي والتوصل إلى اتفاق مع سلطة دمشق الانتقالية والتزام الطرفين بتنفيذ اتفاق العاشر من آذار.
وادعى فيدان أن “قسد لم تقف يوما إلى جانب المعارضة في مواجهة الأسد، وأن بقاءه في السلطة لم يكن رغبة الروس والإيرانيين وحدهم، بل شاركهم الإسرائيليون أيضا في عدم الرغبة برحيله”.
وذكر أن السياسيين الأمريكيين الخاضعين للنفوذ الإسرائيلي وصلوا في السنوات السابقة إلى نفس النقطة وسحبوا دعمهم عن المعارضة السورية.
ولفت فيدان إلى أن السياسة الأمريكية وإدارة الرئيس الامريكي ترامب باتت لديهما الآن وجهة نظر مختلفة بشأن مستقبل سوريا.
وقال: “الآن، يتعين على قسد التخلي عن موقفه الحالي والتوصل إلى اتفاق مع الحكومة في دمشق في أسرع وقت، ويتعين على الطرفين الوفاء بالتزاماتهما بموجب اتفاق 10 مارس”.
وأشار فيدان إلى أن هذا الأمر لا يشكل أهمية لاستقرار سوريا فحسب، بل لدول المنطقة أيضا مثل تركيا والعراق والأردن التي ترى تهديدات لأمنها القومي (انطلاقا من سوريا)، مبينا أنهم يشجعون حل المسار بين السلطة الانتقالية وقسد في بيئة من الحوار والسلام والأمن.
الوزير التركي لفت إلى أن تنظيم داعش الإرهابي بات كيانا أصغر بكثير ولا يشكل تهديدا منهجيا، مؤكدا أن الجهات الفاعلة الإقليمية يمكنها التغلب على هذه المشكلة من خلال التعاون.
فيدان شدد على أن بلاده تنظر إلى داعش على أنه تهديد يجب مكافحته، لكن استخدام التنظيم كذريعة لتنفيذ مشاريع سياسية وإقليمية مختلفة يشكل أمرا إشكاليا.
وأضاف: “لكن كأمة خاضت حروبا، وكأمة تمتلك قدرات عسكرية واستخباراتية عالية جدا، نعلم أيضا أن رد الفعل على داعش لا يتناسب مع حجم التهديد نفسه. ثمة مشكلة تتعلق بتحقيق أهداف أخرى”.
وأوضح أن داعش كان أداة يستخدمها الجميع، مشيرا إلى أنه إلى جانب إيران، استخدمت الدول الغربية ونظام بشار الأسد المخلوع التنظيم أيضا لخلق مساحة لأنفسهم.
وشدد فيدان على أن استعمال مكافحة تنظيم داعش على تنفيذ أجندات تخص تشكيل مستقبل سوريا، مختلف عن جوهر مكافحة التنظيم، معربا عن اعتقاده بأن الإدارة السورية الجديدة لن تسمح بذلك.
وقال في هذا الإطار: “في هذه المرحلة، يجب على قسد ألا تطيل أمد العملية، سواء باستخدام ذريعة داعش أو أي ذريعة أخرى، لأن هذه القضية، وأؤكد على هذا مرارا وتكرارا، ليست مجرد قضية تتعلق بأمن سوريا؛ بل هي قضية تتعلق بتركيا أيضا”.
وزعم فيدان إن قوات سوريا الديمقراطية هي امتداد لحزب العمال الكردستاني في سوريا، وأنه لدى الحزب الآن مسار يمشي عليه مع تركيا يتمثل بقرار حل نفسه، مبينا أن تركيا تريد رؤية أثر هذا القرار داخل تركيا وخارجها أيضا.
وتابع الوزير التركي، أن الحزب يجب أن ينهي أنشطته المسلحة داخل تركيا وخارجها.
وأضاف: “طالما استمرت العناصر المسلحة وغير الخاضعة للرقابة، والعناصر الإرهابية، في التواجد عبر الحدود، دون رد فعل في أي مكان – سواء كان ذلك تنظيم داعش، أو حزب العمال الكردستاني، أو دي أتش كي بي/ سي، أو غيرها من الجماعات اليسارية والمسلحة حاليا في سوريا – فإن وجود كل هذه الجماعات، ووجودها المسلح، يمثل مشكلة أمنية بالنسبة لنا”.
هذا وادعى فيدان إلى أن لديهم مشاكل مع المنهجيات السياسية وليس مع الأيديولوجيات السياسية، قائلا: “عندما تحاولون دفع أجندتكم من خلال الصراع المسلح، فإن الأمر لم يعد مسألة ديمقراطية وحرية فكر”.




